الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَني مُوسَى بْنُ عُقْبةَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَجِيبُوا هَذِهِ الدَّعْوَةَ إِذَا دُعِيتُمْ لَهَا".
قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ يَأتِي الدَّعْوَةَ فِي الْعُرْسِ وَغَيْرِ الْعُرْسِ وَهْوَ صَائِمٌ.
(هذه الدعوة)؛ أي: دعوة الوَليْمة.
(صائم) فائدةُ حُضوره أنَّ صاحِب الوَليمة قد يُريد التبرُّكَ به، والتَّجمُّل، والانتِفاع بدُعائه، أو بإِشارته، أو الصِّيانة عمَّا لا يُصان في غَيبتِه.
ففيه أنَّ الصَّوم ليس بعُذْرٍ في الإجابة.
* * *
75 - بابُ ذَهَابِ النِّسَاء وَالصِّبْيَانِ إِلَى الْعُرْسِ
(باب ذَهاب النِّساءِ والصِّبْيان إلى العُرْس)
5180 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَبْصَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم نِسَاءً وَصِبْيَانًا مُقْبِلِينَ مِنْ عُرْسٍ، فَقَامَ مُمْتَنًا، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ
أَنتمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ".
(مُمْتنًا) قال (ع): كذا ضبَطَه المتقِنُون في (كتاب النِّكاح) بسُكون الميم، وكسر المثنَّاة، قيل: مَعناه طَويلًا، وقيل: مُنتصِبًا مُسوِّيًا صُلْبه.
وضبطَه أبو ذَرٍّ بفتح المثنَّاة، وتشديد النُّون، أي: مُتفضِّلًا، وقال: كذا الرِّواية هنا، وقال أبو مَروان ابن سَرَّاج: يحتمِل وجهَين:
أحدهما: أنه مِن الامتِنان؛ لأنَّ من قام النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليه (1) وأكرمه بذلك فلا منَّةَ أعظَمُ من ذلك، ويُؤيِّده رواية:(أَنتُمْ أَحَبُّ النَّاسِ إِليَّ).
وثانيهما: أنه مِن المُنَّة بالضم، وهي القُوَّة والشِّدَّة، أي: قامَ إليهم مُسْرِعًا مُشْتدًّا في ذلك فَرِحًا بهم.
ورواه الإِسْماعيلي: (مَثِلًا) بفتح الميم، وكسر المثلَّثة، أي: ماثِلًا مِن المُثُول، ورواه ابن عمَّار:(مُمتَثِلًا)، ورواه ابن السَّكَن:(يَمشِي)، وهو تصحيفٌ، وذكره البخاري في (الفَضائل):(مثِلًا)، بكسر الثاء كما تقدَّم، وضُبِط في مسلم:(ممثلًا) بالفتح، وقال الوَقْشِي: صوابه: (مُمْثِلًا) بسكون الميم، وكسر الثاء، أي: قائمًا، ويُؤيِّد هذه الرِّواية: أنَّه خرَج يَمثُل قائِمًا، أي: مُنتصِبًا.
(اللهم) ذكَره تبرُّكًا، وكأنَّه استَشهَد بالله في ذلك تأْكيدًا لصِدْقه.
* * *
(1)"إليه" ليس في الأصل.