الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محمدٌ)، فيُحمَل على التعدُّد.
* * *
96 - باب عَلَامَةِ حُبِّ اللهِ عز وجل
لِقَوْلِهِ: {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} .
(باب علامة الحُبِّ في الله عز وجل
يُحتمَل أن المرادَ مَحبةُ الله للعبد، أو مَحبةُ العبد لله، أو مَحبةُ العبادِ بعضِهم لبعضٍ في الله؛ لا لرِيَاءٍ ولا لِهوىً، والآيةُ شاهدةٌ للأَولَين، واتِّباعُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم علامةٌ للأولى، لأنها ناشئةٌ عن الاتباع، وللثانية؛ لأنها سببُه، ومعنى المَحبة من الله: إرادةُ الثواب، أو من العبد: إرادةُ الطاعة.
6168 -
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:"الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
6169 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ تَقُولُ فِي رَجُلٍ أَحَبَّ
قَوْمًا، وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
تَابَعَهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، وَأَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
الحديث الأول، والثاني:
(جاء رجل) هو أَبو ذَرٍّ، رواه أحمد وأبو موسى، كما سبق في (مناقب عُمر).
(ولم يلحق بهم)؛ أي: في العمل والفضيلة.
(مع مَن أَحبَّ)؛ أي: في الجنة، داخلٌ في زُمرَتهم.
قال (خ): أَلحقَه صلى الله عليه وسلم بحسن النيَّة من غيرِ زيادةِ عملٍ بأصحابِ الأعمالِ الصالحةِ.
قال (ط): فيه: أن مَن أَحبَّ عبدًا لله فإن اللهَ يجمع بينهما في جنَّته، وإن قصَّرَ عن عمله؛ فإنه أحبَّهم لأجل طاعتهم، فأثابَه اللهُ ثوابَ تلك الطاعة؛ إذ النيَّةُ هي الأصلُ، والعملُ تابعٌ لها، {وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ} [البقرة: 247].
(تابعَه جرير) وصلَه أَبو نُعيم في كتاب "المُحبين".
(وسليمان) وصلَه مسلم.
(وأبو عَوانة) هو في "صحيحه" موصولٌ.
* * *
6170 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ وَلَمَّا يَلْحَقْ بِهِمْ، قَالَ:"الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ".
تَابَعَهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ.
الثالث:
(ولمَّا) هو أبلغُ في النفي بـ (لم)؛ نعم، فيها إشعارٌ بأنه يَتوقَّعُ اللحوقَ قاصدًا لتلك المرتبة، ساعيًا في تحصيلها، ولكلِّ امرئٍ ما نَوَى.
(تابعَه أَبو معاوية ومحمد بن عُبيد) في "مسلم"، و"مسند الحسن بن سفيان".
* * *
6171 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا أَبِي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: مَتَّى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ "،، قَالَ مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَلَاةٍ وَلَا صَوْمٍ وَلَا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ:"أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ".
الرابع:
(ما أعددت لها؟) سَلَكَ في الجواب أسلوبَ الحكيم؛ لأن هذا