الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فَرَقًا) بفتح الراء؛ أي: خوفًا، والشكُّ من الراوي.
(فما تلافاه) بالفاء؛ أي: تداركه، و (ما) موصول مبتدأ، خبرُه:(أن رحمه)؛ أي: على الذي تلافاه هو الرحمة.
قال (ك): أو (ما) نافية، وكلمة الاستثناء محذوفة؛ أي: ما تلافاه إلا رحمة، وكلمة الاستثناء تحذف على مذهب، أو المراد: ما تلافى عدم الابتئار بأن رحمه، أو لأن رحمه.
6481 / -م - وَقَالَ مُعَاذٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قتادَةَ، سَمِعْتُ عُقْبَةَ، سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(وقال معاذ) سبق في (كتاب الأنبياء) بيانُه.
26 - باب الاِنْتِهَاءِ عَنِ الْمَعَاصِي
(باب: الانتهاء عن المعاصي)
6482 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثنَي اللهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا، فَقَالَ:
رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ، فَالنَّجَا النَّجَاءَ، فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ، فَأَدْلَجُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ، فَصَبَّحَهُمُ الْجَيْشُ فَاجْتَاحَهُمْ".
الحديث الأول:
(ما بعثني الله)؛ أي: به.
(النذير العُريان)؛ أي: المنذِرُ الذي تجرَّدَ عن ثوبه، قيل: إن الربيئة إذا كان على مرقب عالٍ، فَبَصُرَ بالعدوّ، نَزَعَ ثوبه، يرفعه ويُديره حول رأسه إعلامًا لقومه بالغارة، فبقي عند الإنذار عريانًا، فصار مثلًا لكل ما يخاف فجأته، وقيل: إن خثعميًّا كان ناكحًا في بني زُبَيْد، وأرادوا أن يغزوا خثعمًا؛ فحبسُوه؛ لئلا ينذر قومه، فصادف فرصةً، فهربَ بعد أن رمى ثيابَه وأنذَرهم.
وقال (ط): رجل من خثعم حمل عليه يومَ ذي الخُلصة رجلٌ فقطع يده، فرفع إلى قومه يخبرهم به عن حقيقة، فضرب المثل به؛ لأنه تجرّد لإنذارهم، وأخبرهم على التحقيق.
قال (خ): وروي: (العَربان) بفتح العين والراء وبالموحدة، فإن كان محفوظًا، فمعناه: المفصح بالإنذار، لا يكني ولا يورِّي، يقال: رجل عَرْبان؛ أي: فصيح اللسان.
(فالنجاءَ) بالقصر والمد، ونصبه على الإغراء بمعنى: السرعة؛ أي: أسرعوا أسرعوا.
(فادلجوا) افتعال، أو إفعال (1) من الدُّلجة، أو السير في الليل، الإفعال أولَه، والافتعال آخره.
(مَهَلهم) بفتحتين: السكينة والتأني.
(فصبحهم)؛ أي: أتاهم صباحًا.
(فاجتاحهم)؛ أي: استأصلهم.
* * *
6483 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ ناَرًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَئقْتَحِمْنَ فِيهَا، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وهُمْ يَقْتَحمُونَ فِيهَا".
الثاني:
(الفَراش) بفتح الفاء، وتخفيف الراء: جمع فراشة، وهي صغار البق، وقيل: ما يتهافت في النار من الطيارات.
(فيقتحمن) من قحم في الأمر: رمى بنفسه فيه فجأة، وأقحمتُه فاقتحم، واقتحمَ المنزلَ: هجم.
(1)"أو إفعال" ليس في الأصل.
(بحُجَزِكم) جمعُ حُجْزة، وهي مَعْقِد الإزار من السراويل موضع التكة.
(وهم يقتحمون) التفاتٌ، والأصلُ: فأنتم.
وفيه: إشارة إلى أن من أخذ صلى الله عليه وسلم بحجزته، لا اقتحام له فيها، وأيضًا: فيه احترازٌ عن مواجهتهم بذلك، وهذا مئل ضربه صلى الله عليه وسلم تنبيهًا على الحذر خوف التورط في محارم الله، فضرب لهم بما شاهده؛ تقريبًا لأفهامهم، فمثَّل اتباع الشهوة المؤدية إلى النار بوقوع الفراش التي من شأنها تتبّعُ ضوء النار لتقع فيها تظن أنها لا تقع، أو لا تحرقها.
* * *
6484 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعيْمٍ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نهى اللهُ عَنْهُ".
الثالث:
(لسانه)؛ أي: القول.
(ويده)؛ أي: الفعل، وسبق الحديث أول (كتاب الإيمان).
* * *