الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني:
(هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم)؛ أي: سيرتُه، ومرَّ الحديثُ في (كتاب الإيمان).
* * *
71 - باب الصَّبْرِ على الأَذَى وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}
.
(باب الصَّبْرُ على الأَذَى)
6099 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي الأَعْمَشُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لَيْسَ أَحَدٌ، أَوْ لَيْسَ شَيْءٌ أَصْبَرَ عَلَى أَذىً سَمِعَهُ مِنَ اللهِ، إِنَّهُمْ لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا، وَإِنَّهُ لَيُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ".
الحديث الأول:
(من الله) متعلق بـ (أصبر)، ومعنى الصبر: وهو حبسُ النفسِ عن شهواتها، وإن كان مستحيلًا في حقِّ الله تعالى، فالمرادُ هنا: الحِلْمُ وتأخيرُ العقوبة عن مُستَحِقِّها إلى زمانِ آخرَ.
(لَيدعُونَ له)؛ أي: يَنسبُون إليه ما هو مُنَزَّهٌ عنه، وهو يُحسنُ
إليهم بما يتعلق بأنفسهم؛ وهو المُعافاةُ، وبأموالهم؛ وهو الرزقُ.
* * *
6100 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ قَالَ: سَمِعْتُ شَقِيقًا يَقُولُ: قَالَ عَبْدُ اللهِ قَسَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِسْمَةً كَبَعْضِ مَا كَانَ يَقْسِمُ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: وَاللهِ إِنَّهَا لَقِسْمَةٌ مَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللهِ، قُلْتُ: أَمَّا أَنَا لأَقُولَنَّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَيْتُهُ وَهْوَ فِي أَصْحَابِهِ فَسَارَرْتُهُ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَغَضِبَ، حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَخْبَرْتُهُ، ثُمَّ قَالَ:"قَدْ أُوذِيَ مُوسَى بِأَكثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَبَرَ".
الثاني:
(قَسَمَ)؛ أي: يومَ خَيبرَ.
(أما) بالتخفيف: حرفُ تنبيهٍ، سبق الحديثُ في (الجهاد) في (باب ما كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعطي المُؤلَّفَة).
قال بعضُ العلماء: الصبرُ على الأذى من جهاد النفس جَبَل اللهُ النفوسَ على تألُّمها منه، ولهذا شقَّ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لكن سكن منه لعلمه بما وعدَه اللهُ من الأجر، وهو بلا حسابٍ، بخلاف الإنفاق؛ فإنه بسبعِ مئةٍ، وسائرُ الحسنات بعشرِ أمثالها.
* * *