الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} وَمَنْ خَصَّ أَخَاهُ بِالدُّعَاءِ دُونَ نَفْسِهِ
وَقَالَ أَبُو مُوسَى: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِرٍ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ".
(باب: قول الله عز وجل: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة:103])
قوله: (وقال أبو موسى) موصول في (المغازي).
* * *
6331 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: أَيَا عَامِرُ! لَوْ أَسْمَعْتَنَا مِنْ هُنَيْهَاتِكَ، فَنَزَلَ يَحْدُو بِهِمْ يُذَكِّرُ: تَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا، وَذَكرَ شِعْرًا غَيْرَ هَذَا، وَلَكِنِّي لَمْ أَحْفَظْهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ هَذَا السَّائِقُ؟ "، قَالُوا: عَامِرُ بْنُ الأَكْوَعِ، قَالَ:"يَرْحَمُهُ الله"، وَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْلَا مَتَّعْتَنَا بِهِ، فَلَمَّا صَافَّ الْقَوْمَ قَاتَلُوهُمْ، فَأُصيبَ عَامِرٌ بِقَائِمَةِ سَيْفِ نفسِهِ فَمَاتَ، فَلَمَّا أَمْسَوْا أَوْقَدُوا ناَرًا كَثِيرَةً، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"مَا هَذِهِ النَّارُ؟ عَلَى أَيِّ شَيْءَ تُوقِدُونَ؟ "، قَالُوا: عَلَى حُمُرٍ إِنْسِيَّةٍ، فَقَالَ:"أَهْرِيقُوا مَا فِيهَا، وَكَسِّرُوهَا"، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلَا نُهرِيقُ مَا فِيهَا وَنَغْسِلُهَا؟ قَالَ: "أَوْ ذَاكَ".
الحديث الأول:
(لو) جوابها محذوف، أو هي للتمني.
(هنياتك) يقال للشيء: هنة، وأصلها هنَوَة، وتصغيرها هُنَيَّة، يريد: الأشعارَ القصارَ كالأراجيز.
(يحدو) من الحُداء، وهو سَوْقُ الإبل، والحداءُ لها، على أن المذكور هنا ليس شعرًا، فالمقصود المصراع، وما بعده؛ نحو:(ولا تصدقنا ولا صلينا)؛ نعم سبق في (الجهاد) أن هذا كان في حفر الخندق، ولا منافاة؛ لجواز وقوع الأمرين.
(وقال رجل) هو عُمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(لولا متعتنا به)؛ أي: إنه وجبت له الشهادة بهذا الدعاء.
قال ابن عبد البر: كانوا عرفوا أنه ما استرحَم لإنسان في غزاة يخصّه إلا استُشهد، فلما سمع عُمر ذلك، قال: يا رسول الله! لو متعتنا بعامر.
(نهريق) بفتح الهاء وسكونها، وقد سبق في (غزوة خيبر).
* * *
6332 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرٍو، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ"، فَأَتَاهُ أَبِي، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى".
الثاني:
(اللهمَّ صلِّ على آلِ فُلان) هو امتثال لقوله تعالى: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 103]، ولا يحسُنُ ذلك من غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز على غير الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- إلا تبعًا.
* * *
6333 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَرِيرًا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ"، وَهْوَ نُصُبٌ كَانُوا يَعْبُدُونَهُ يُسَمَّى الْكَعْبَةَ الْيَمَانِيةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنِّي رَجُلٌ لَا أَثْبُتُ عَلَى الْخَيْلِ، فَصَكَّ فِي صَدْرِي، فَقَالَ:"اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا"، قَالَ: فَخَرَجْتُ فِي خَمْسِينَ مِنْ أَحْمَسَ مِنْ قَوْمِي، وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ: فَانْطَلَقْتُ فِي عُصْبَةٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَتَيتُهَا فَأَحْرَقْتُهَا، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَاللهِ مَا أتيْتُكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا مِثْلَ الْجَمَلِ الأَجْرَبِ، فَدَعَا لأَحْمَسَ وَخَيْلِهَا.
الثالث:
(تريحني) من الإراحة -بالراء-.
(الخَلَصَة) بفتح المعجمة واللام والمهملة.
(نُصْب) بضم النون وسكون المهملة وضمها: ما نُصب فعُبد من دون الله.
(أحمس) بمهملتين: قبيلة جرير.
(الأجرب)؛ أي: المطليّ بالقَطِران بحيث صار أسودَ لذلك، والمعنى: صارت سودًا من الإحراق، سبق الحديث في (الجهاد).
* * *
6334 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قتادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنسًا قَالَ: قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَسٌ خَادِمُكَ، قَالَ:"اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ".
الرابع:
(اللهم أكثرْ مالَه) حصل له بدعوته صلى الله عليه وسلم كلُّ ما دعا له به، فمن ذلك: كان له بستان بالبصرة يثمر في السنة مرتين وأكثر، وكان يطوف بالبيت ومعه من ذريته أكثرُ من سبعين نفسًا.
* * *
6335 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا يَقْرَأُ فِي الْمَسْجدِ، فَقَالَ:"رحمه الله، لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً أَسْقَطْتُهَا فِي سُورَةِ كَذَا وَكَذَا".
الخامس:
(أسقطها)؛ أي: بالنسيان، أو نسيتها.