الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فليقلْ: لا إله إلا الله)؛ أي: لما وقع فيه من تعظيم الأصنام حين حلف بها.
(فليتصدقْ) سبق بيانه في أواسط (كتاب الأدب)، ووجه مطابقة الحديث للترجمة: أن الحلف باللاتِ شاغلٌ عن الحلف بالحقِّ، فيكون باطلًا، وأما مطابقةُ الآية، فإنه جعل اللهو فيها قائدًا إلى الضلال، صادًّا عن سبيل الله، فهو باطل.
وأما تعلقُ هذا الباب بـ (كتاب الاستئذان)، فلعله لأن الدعاء للقمار لا يكون إذنًا في الدخول في منزله؛ لأنه يحتاج إلى كفارة، فلا اعتداد به شرعًا، أو أنَّ اللهو وكذا الختان لا يحصل إلا في الدور والمنازل الخاصة، وكلٌّ منهما يتضمن اجتماعَ الناس عند أصحابهما، والدخول عليهم.
* * *
53 - بابُ مَا جَاء فِي الْبنَاءِ
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ إِذَا تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ".
(باب: ما جاء في البناء)
قوله: (وقال أبو هريرة) موصول في (كتاب الإيمان).
(أشراط)؛ أي: علامات، وإنما جُمع جَمع قلة، وإن كانت العلامات كثيرة؛ لأن جمع القلة والكثرة يتقارضان، أو أن الفرق بينهما عند التنكير لا التعريف.
(البُهْم) بضم الموحدة: جمع أبهم، وهو الذي لا يخالط لونه لون غيره، وبفتحها: جمع بَهْمَة من أولاد الضأن، ويقال: البُهم أيضًا للمجتمع منها، ومن أولاد المعز.
وحاصله: أن الفقراء تبسط لهم الدنيا، حتى يتباهون في إطالة البنيان، وهو إشارة إلى اتساع دين الإسلام، واستيلاء أهله.
* * *
6302 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثنا إِسْحَاقُ، هُوَ ابْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: رَأَيْتُنِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَنَيْتُ بِيَدِي بَيْتًا، يُكِنُّنِي مِنَ الْمَطَرِ، وَيُظِلُّنِي مِنَ الشَّمْسِ، مَا أَعَاننَي عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ.
6303 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو: قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَاللهِ مَا وَضَعْتُ لَبِنَةً عَلَى لَبِنَةٍ، وَلَا غَرَسْتُ نَخْلَةً، مُنْذُ قُبِضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ سُفْيَانُ: فَذَكَرْتُهُ لِبَعْضِ أَهْلِهِ، قَالَ: وَاللهِ لَقَدْ بَنَى بَيْتًا، قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ: فَلَعَلَّهُ قَالَ: قَبْلَ أَنْ يَبْنِيَ.
الحديث الأول، والثاني:
(قُبض)؛ أي: توفي.
(قبل أن يبني)؛ أي: لعل ابن عُمر قال ذلك قبل البناء، وفي بعضها:(قبل أن يبتني)؛ أي: يتزوج، ويحتمل أنه أراد الحقيقة؛ أي: البناء بيده، والمباشرة بنفسه، وأراد أهله التسبب بالأمر به ونحوه،
والله أعلم.
* * *