الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(فبقِيَت)؛ أي: عاشَت أُمُّ خالدِ وطالَ عمرُها لدعاء النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لها.
(دكِنَ) بالنون وهي رواية أبي الهيثم، ورجَّحَه أبو ذَرٍّ، أي: تغيَّر لونُه إلى السواد، من الدُّكْنَة بالمهملة والكاف: لونٌ يضرب إلى السواد، وفي بعضها:(ذكر)، أي: صار القميصُ مذكورًا عند الناس لخروج بقائه عن العادة، أو: حتى ذكر طول عمرِها، وزاد ابن السَّكَن في رواية:(وذكر دهرًا طويلًا)، وتقدَّم في (الجهاد) في (باب مَن تكلَّم بالفارسية) بابسطَ من هذا.
* * *
18 - باب رَحْمَةِ الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ
وَقَالَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنسٍ: أَخَذَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ.
(باب رحمة الولدِ وتَقْبِيلِه)
قوله: (وقال ثابت) موصولٌ في (الجنائز).
* * *
5994 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نُعْمٍ قَالَ: كنْتُ شَاهِدًا لاِبْنِ عُمَرَ، وَسَأَلَهُ
رَجُلٌ عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، قَالَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا، يَسْأَلُنِي عَنْ دَمِ الْبَعُوضِ، وَقَدْ قتلُوا ابْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"هُمَا رَيْحَانتَايَ مِنَ الدُّنْيَا".
الحديث الأول:
(دم البَعُوض) سبق في (مناقب الحسن والحسين عليهما السلام: (دم الذُّباب)، فيُحتمَل أنه سأله عنهما معًا.
(رَيْحَانتاي) في بعضها: (ريحاني)، على تقدير: كانا ريحاني.
* * *
5995 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَدَّثتهُ، قَالَتْ: جَاءَتْنِي امْرَأةٌ مَعَهَا ابْنتَانِ تَسْأَلْنِي، فَلَمْ تَجدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا، فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابنتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ:"مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ".
الثاني:
(يَلِي) قال (ع) كذا وقع هنا، أي: بفتح الياء، من الولاية، وصوابه بضم الموحدة؛ لِمَا في مسلم:(مَن ابتُلِي)، ونقل (ك): أن في بعض الروايات: (ابتُلِي)، وإنما جُعل ابتلاءً لأن الناسَ يكرهوهنَّ في العادة.
5996 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سُلَيْمٍ، حَدَّثنا أَبُو قَتَادَةَ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ عَلَى عَاتِقِهِ، فَصَلَّى، فَإِذَا رَكعَ وَضَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَفَعَهَا.
الثالث:
(ركع) سبق في (الصلاة) في (باب إذا حمل جارية): أنه إذا سجدَ وضعَها، ولا منافاةَ؛ لاحتمال أن الوضعَ كان عند الركوع والسجود جميعًا.
* * *
5997 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ".
الرابع:
(مَن لا يَرحَمُ لا يُرحَمُ) الأكثرُ بالرفع خبرًا؛ قاله (ع): وقال أبو البقاء: الجيدُ أن (مَن) بمعنى الذي، فيرتفع الفعلان، وإن جُعلت شرطًا تَجزمُهما جازَ، وقال السُّهَيلي: حملُه على الخبر أشبهُ بسياق الكلام؛ لأنه ردٌّ لقول الرجل: إن لي عشرةً
…
إلى آخره، أي: فالذي يفعل هذا لا يُرحَمُ، ولو جعلَها شرطًا لَانقطعَ الكلامُ عما قبلَه
بعضَ انقطاع؛ لأن الشرطَ وجوابَه مُستأنَفٌ، ولأن النفيَ في الشرط أكثرُ ما ورد بـ (لم) لا بـ (لا)، نحو:{وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ} [الفتح: 13]، {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ} [الحجرات: 11]، وإن كان الآخرُ جائزًا، كقول زهير:
ومَن لا يَظلِمِ الناسَ يُظلَمِ
* * *
5998 -
حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِي إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ، فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نزَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ".
الخامس:
(أَوَ أَملكُ) بهمزة الاستفهام التوبيخي، ومعناه النفيُ، أي: لا أَقدِرُ أن أَجمعَ الرحمةَ في قلبه، ولم يَضَعْها اللهُ فيه، وفي "مسلم":(وأَملكُ) بلا ألفِ استفهامٍ، والواوُ للعطف على مُقدَّرٍ بعدها، أي: أتقول: وأملك.
(أَن نزَع) بفتح الهمزة، ومفعول (أملك): محذوف، أي: لا أَملكُ النزعَ، وإلا ما كنتُ أنزعُه، أو حرفُ الجرِّ مُقدَّرٌ، أي: لا أَملكُ لك شيئًا؛ لأَنْ نزعَ اللهُ الرحمةَ من قلبك، وفي بعضها بكسر (إن).
* * *