الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني، والثالث:
كالذي قبلَهما.
6212 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي قتادَةُ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا لأَبِي طَلْحَةَ، فَقَالَ:"مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإنْ وَجَدْناَهُ لَبَحْرًا".
الرابع:
(فرسًا) اسمه: مَندُوب.
(لَبَحرًا)؛ أي: واسعَ الجَري، شبَّه جريَه بالبحر لسعته وعدم انقطاعه، ومرَّ في (الجهاد). قِيلَ: حديثُ القوارير والفرس ليسا من المَعَاريض؛ بل من المجاز، ولعل البخاريَّ لما رأى ذلك جائزًا فالمَعَاريض أَولَى.
* * *
117 - باب قَوْلِ الرَّجُلِ لِلشَّيْءِ: "لَيْسَ بِشَيْءٍ" وَهْوَ يَنْوِي أَنَّهُ لَيْسَ بِحَقٍّ
(باب قول الرجل للشيء: ليس بشيءٍ ، وهو يَنوِي ليس بحقٍّ)
قوله: (وقال ابن عباس) موصولٌ في (الظِّهار)، و (الجنائز) وغيرِ موضعٍ.
* * *
6213 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ ابْنُ شهَابٍ: أَخْبَرني يَحْيَى بْنُ عُرْوَةَ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ يَقُولُ: قَالتْ عَائِشَةُ: سَأَلَ أُنَاسٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ لَهُم رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَيْسوا بشَيْءٍ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ أَحْيَانًا بِالشَّيْءَ يَكُونُ حَقًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجنِّيُّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَليِّهِ قَرَّ الدَّجَاجَةِ، فَيَخْلِطُونَ فِيهَا أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبةٍ".
(ليسوا بشيءٍ)؛ أي: بحقٍّ، لا أنه لا حقيقةَ له.
(من الجن) بالجيم والنون، أي: الكلمةُ المسموعةُ من الجن، وبالمهملة والقاف.
(يخطفُها) بكسر الطاء وبفتحها؛ وهو الفصيحُ.
(الجنِّي) واحد: الجن، خلاف الإنس.
(فَيَقُرُّهَا) بضم القاف وشدة الراء، أي: بصوتٍ، يقال: قَرَّ قَرِيرًا: إذا صوت، أو يَصبُّها فيها كما يَصبُّ في القارورة، من: قرَّ الحديثَ في أُذنه: صبَّه فيها، وقيل: القَرُّ: ترديدُ الكلامِ في أُذن المُخاطَب حتى يفهمَه.
(قَرَّ) بفتح القاف، ويُروَى بكسرها؛ كأنه حكايةُ صوتها.
(الدَّجَاجة) بتثليث الدال، ويُروَى:(الزجاجة) بالزاي.
قال الدارقطني: وهو تصحيفٌ، وصوَّبَها غيرُه، بدليل رواية (قَرَّ
القارورة)؛ ذكرها البخاريُّ في (بدء الخلق)، أي: حسٌّ كحس الزجاجة إذا حرَّكتها على الحَجَر، سبق الحديثُ في (باب صفة إبليس).
قال (خ): معنى (ليسوا بشيءٍ): نفيُ ما يَتعَاطَونه من علم الغيب الذي ليس بشيءٍ صحيحٍ يُعتمَد عليه، كما يُعتمَد على أخبار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الذي يُوحَى إليهم من الغيب، كمَن عمل عملًا بلا إتقانٍ يُقال له: لم تَعمَلْ شيئًا، ولِمَن قال شيئًا غيرَ سديدٍ: لم تَقُلْ شيئًا، وقال بعدَ أن صوَّبَ رواية (الزجاجة): وإن صحَّتْ روايةُ الدال فهي من قولهم: قرَّت الدَّجاجةُ وقَرقَرت: إذا قطَّعت صوتَها، قال: وفي خطفِ الكُهَّانِ الكلمةَ أنهم ربما أَخطؤوا ما يَخلطُون؛ وهو الغالب، فالكُهَّانُ قومٌ لهم أذهانٌ حادةٌ، ونفوسٌ شريرةٌ، وطبائعُ ناريةٌ، فأَلفَتْهم الشياطينُ لِمَا بينهم من المناسبة، وساعَفَتْهم بما في وسعَهم من القدرة، فهم يَفزَعُون إليهم في هذه الأمور يَستفتُونهم في الحوادث، فيُلقون إليهم الكلماتِ المرجومةَ؛ قال تعالى:{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ} [الشعراء: 221]، وقال تعالى:{وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} [الشعراء: 224]، فوصلَهم بهم في الذِّكر، ولذلك تَرَى الكُهان يُقطِّعون تقطيعَ قوافي الشِّعر، وتجد بعضَهم يدَّعِي أن له خليلًا من الجن يُملي عليه الشِّعرَ ويقوله على لسانه، ويُحكَى عن جَرير قال: كنَّا في سفرٍ في الجاهلية، فأَضلَلتُ الطريقَ، فصرتُ إلى خيامٍ فنزلتُ، فقدَّمُوا لنا ألبانَ الوحش، وإذا هم حيٌّ من الجن، ثم دعوا شيخًا منهم فقالوا: غنِّ لنا، فغنَّى ببيتٍ، ثم تأخَّر، فقلت: أحدُهما لطرفةَ،