الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال فلان، أو أمور الدين ينقلها بلا تحرير واحتياط ودليل.
(وكثرة السؤال)؛ أي: في المسائل الّتي لا حاجة إليها، أو سؤال الأموال، أو عن أحوال النَّاس، أو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك من مباحث الحديث.
* * *
23 - باب حِفْظِ اللِّسَانِ
" وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ"، وَقَوْلهِ تَعَالَى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} .
(باب: حفظ اللسان)
6474 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، سَمِعَ أَبَا حَازِم، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ".
الحديث الأوّل:
(يضمن) المراد: لازم الضمان، وهو الأداء؛ أي: يؤدِّي الحق الّذي على لسانه من ترك تكلم ما لا يعنيه، وأكل ما لا يحل له، أو أدى الحق الذي على فرجه، فترك الزِّنا، وكل حنثٍ من قبله؛ أي:
فعظم البلاء على العبد في الدنيا اللسان والفرج، فمن وُقِيَ شرهما، وُقي أعظم الشرور.
* * *
6475 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الَاخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ".
الثّاني:
(بالله واليوم الآخر) خصهما بالذكر؛ إشارةً إلى المبدأ والمعاد، وخص الأمور الثّلاثة؛ ملاحظةً لحال الشخص قولًا وفعلًا، وذلك إمّا بالنسبة للمقيم، أو للمسافر، أو الأوّل تخلية، والثّاني تحلية.
* * *
6476 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ قَالَ: سَمِعَ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الضِّيَافةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ جَائِزَتُهُ"، قِيلَ: مَا جَائِزَتُهُ؟ قَالَ: "يَوْمٌ وَلَيْلَة، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الَاخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَسْكُتْ".
الثّالث:
سبق شرحه أول (كتاب الأدب)، وأن معنى (جائزته)؛ إمّا أن يتكلف له إذا نزل بهم يومًا وليلة؛ أي: ما يجوز به طريقَه في السَّفر، وذلك يوم وليلة، وفي اليومين الأخيرين يكون كالضيف يقدم له ما حضر؛ أي: إن القِرَى ثلاثة أيّام، ثمّ يعطى ما يجوز به من منزل إلى منزل؛ أي: قوت يوم وليلة.
(جائزته) بالنصب؛ أي: أعطوا، وإن رُوي مرفوعًا، كان التقدير: المتوجهُ عليكم (جائزتُه).
(يوم وليلة) خبر عن جائزته، وإنّما أخبر عن الجائزة، وهي جُثَّة، بالزمان، على تقدير مضاف في المبتدأ؛ أي: زمانُ جائزته يومٌ وليلة.
* * *
6477 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ يَزِيدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ".
الرابع:
(ممّا يتبين)؛ أي: لا يتدبر فيها، ولا يتفكر في قبحها.
قال ابنُ عبدِ السّلام: هي الكلمة الّتي لا يعرف حسنها من قبحها، فيحرم على الإنسان أن يتكلم بما لا يعرف حسنه من قبحه.
والكلمة تطلق على الكلام؛ ككلمة الشّهادة.
(ما بين المشرق)؛ أي: المشارق؛ لأن (بين) يحتاج لمتعدد؛ إذ مشرقُ الصيف غيرُ مشرق الشتاء، وبينهما بُعْدٌ عظيم، وهو نصفُ كرة الفلك، واكتفى بأحد الضدين عن الآخر؛ نحو:{سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81]، وقد صرح به في رواية، فقال:(والمغرب).
ففيه: أن من أراد النطق بكلمة، قدرها في نفسه قبل النطق بها، فإن ظهرت مصلحة، تكلم بها، وإلا أمسك.
* * *
6478 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيرٍ، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ؛ يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ".
الخامس:
(من رضوان الله)؛ أي: فيما رضي الله تعالى به؛ مثل كلمة يدفع بها مظلمة.
(لا يلقي لها بالًا)؛ أي: يتكلم بها في غفلة، أو لا يلتفت إليها خاطرُه، ولا يعتد بها، ولا يبالي بها، وهي عند الله عظيم.