الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
58 - باب الدُّعَاءِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ
وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ"، وَقَالَ:"اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بأبِي جَهْلٍ"، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: دَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلَاةِ: "اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا"، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} .
(باب: الدُّعاء على المشركين)
قوله: (وقال ابن مسعود:) موصول في (الصّلاة) في (الاستسقاء).
(بسبع)؛ أي: بسبع سنين مقحطة؛ كالسبع الّتي في زمن يوسف عليه الصلاة والسلام.
(عليك بأبي جهل) هو عمرو بن هشام؛ أي: عليك بإهلاكه؛ أي: خذه وأهلكه.
(وقال ابن عُمر) موصول في (المغازي).
* * *
6392 -
حَدَّثَنَا ابْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا وَكيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنهما قَالَ: دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الأَحْزَابِ، فَقَالَ: "اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اهْزِمِ
الأَحْزَابَ، اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ".
الحديث الأوّل:
(سريع الحساب)؛ أي: في الحساب، أو سريع حسابُه؛ أي: وقته قريب.
* * *
6393 -
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَالَ: "سَمعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ قَنَتَ: "اللَّهُمَّ أَنجْ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْج الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ".
الثّاني:
(عَيّاش) بتشديد الياء وبشين معجمة.
(الوَليد) بفتح الواو فيهما.
(سَلَمَة) بفتحتين؛ والثلاثةُ أسباطُ المغيرة، وسبق الحديث في (الاستسقاء).
6394 -
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه: بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَأُصِيبُوا، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَيَقُولُ:"إِنَّ عُصَيَّةَ عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ".
الثّالث:
(القُرَّاء)؛ أي: لأنهم كانوا أكثرَ قراءة من غيرهم، وكانوا من أوزاع النَّاس، ينزلون الصُّفَّةَ يتعلمون القرآن، وكانوا رِدْءًا للمسلمين، فبعث صلى الله عليه وسلم سبعين منهم إلى أهل نجد ليدعوهم للإسلام، فلما نزلوا بئر معونةَ، قصدهم عامرُ بنُ الطُّفيل في أحياء عُصَيَّة وغيرِهم، فقتلوهم.
(وَجَدَ)؛ أي: حزن.
(شهرًا)؛ أي: لا ينافي ما سبق في (الجهاد): (أربعين يومًا)؛ لعدم اعتبار مفهوم العدد، أو لعموم ذلك.
* * *
6395 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ الْيَهُودُ يُسَلِّمُونَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، يَقُوُلونَ: السَّامُ عَلَيْكَ، فَفَطِنَتْ عَائِشَةُ إِلَى قَوْلِهِمْ، فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كلِّهِ"، فَقَالَتْ: يَا نبِيَّ اللهِ! أَوَ لَمْ تَسْمَعْ مَا يَقُولُونَ؟ قَالَ: "أَوَ لَمْ تَسْمَعِي أنِّي أَرُدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: وَعَلَيْكُمْ".
الرابع:
(أولم تسمعي) في بعضها: (تسمعين) بالنون على إلغاء عمل الجوازم، فقد جوز بعضُهم إلغاء النواصب والجوازم، وإن الإعمال أفصح، ومر في (الأدب).
* * *
6396 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، حَدَّثَنَا عَبِيدَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَقَالَ:"مَلأَ اللهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا، كَمَا شَغَلُونَا عَنْ صَلَاةِ الْوُسْطَى حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ"، وَهْيَ صَلَاةُ الْعَصْرِ.
الخامس:
(بُيُوتَهُم)؛ أي: حالَ حياتهم.
(وقبورَهُم)؛ أي: حالَ موتهم.
(كما) وجهُ التشبيه: أن اشتغالهم بالنار موجبٌ لاشتغالهم عن جميع محبوباتهم؛ أي: شغلَهم اللهُ كما شغلونا عن الصّلاة.
(وهي صلاة العصر) مدرَجٌ من تفسير الراوي، وسبق في (الجهاد) في (باب الدُّعاء للمشركين).
* * *