الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حُذافة) بضم المهملة وخفة المعجمة وبالفاء، وإنما حكم به والد عبد الله السائل بالوحي، أو حكم بالقرائن، أو بالقيافة، أو بالاستلحاق.
(أنشأ)؛ أي: طفق.
(رضينا بالله)؛ أي: بما عندنا من كتاب الله، وسنةِ نبينا صلى الله عليه وسلم، واكتفينا به عن السؤال، قال ذلك إكرامًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشفقة على المسلمين؛ لئلا يؤذوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم بالتكثير عليه.
وفيه: أن غضبه لا يمنعه من الحلم؛ لعصمته وكماله صلى الله عليه وسلم؛ بخلاف غيره من الحكام.
وفيه: فضلُ عُمر، وسَعَة علمه، وأن العالم لا يُسأل إلا عند الحاجة.
(كاليوم)؛ أي: يومًا مثلَ هذا اليوم.
(الحائط)؛ أي: حائط محرابه صلى الله عليه وسلم، ومر الحديث في (العلم).
* * *
36 - باب التَّعَوُّذِ مِنْ غَلَبَةِ الرِّجَالِ
(باب التعوذ من غَلبَة الرجال)
أي: تسليطُهم، واستيلاؤهم بالهرج والمرج.
6363 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ: أَنَّهُ سَمِعَ أَنس بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِي طَلْحَةَ: "الْتَمِسْ لَنَا غُلَامًا مِنْ غِلْمَانِكُمْ يَخْدُمُنِي"، فَخَرَجَ بِي أَبُو طَلْحَةَ يُرْدِفُنِي وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلَّمَا نزَلَ، فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ"، فَلَمْ أَزَلْ أَخْدُمُهُ حَتَّى أَقْبَلْنَا مِنْ خَيْبَرَ، وَأَقْبَلَ بِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَدْ حَازَهَا، فَكُنْتُ أَرَاهُ يُحَوِّي وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ أَوْ كِسَاءٍ ثُمَّ يُرْدِفُهَا وَرَاءَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَدَعَوْتُ رِجَالًا فَأَكَلُوا، وَكَانَ ذَلِكَ بِنَاءَهُ بِهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ حَتَّى بَدَا لَهُ أُحُدٌ، قَالَ:"هَذَا جُبَيْلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، فَلَمَّا أَشْرَفَ عَلَى الْمَدِينَةِ قَالَ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا مِثْلَ مَا حَرَّمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ".
(الهم) قيل: هو مكروه يتوقَّع.
(والحَزن) مكروه واقع.
(والعجز) هو ضد القدرة.
(والكسل): التثاقل عن الأمر، ضد الجلادة.
قال الصِّقِلِّي في "تثقيف اللسان": العجز: ما لا تستطيعهُ، والكسل: أن تترك الشيء وتتراخى عنه، وإن كنت تستطيعه.
(والبخل) ضد الكرم.
(والجبن) ضد الشجاعة.
(وضَلَع) بفتحتين: ثقل وشدة.
(وغلبة) تسلُّط.
وهذا الدعاء من جوامع الكلم؛ فإن أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية، وبدنية، وخارجية؛ والأولُ؛ بحسب القوى التي للإنسان: العقليةِ، والغضبيةِ؛ والشهوية ثلاثةٌ أيضًا، فالهمّ والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوية، والعجز والكسل بالبدنية، والثاني: يكون عند سلامة الأعضاء، وتمامِ الآلات والقوى، والأولُ عند نقصان عضو ونحوه، والضَّلَع والغَلَبة للخارجية، فالأولُ ماليّ، والثاني جاهيّ، والدعاءُ مشتمل على الكل.
(أَراه) بفتح الهمزة؛ أي: أبصره.
(يحوِّي) بحاء مهملة؛ أي: يجمع ويدوّر.
(بكساء) هو أعم من العباءة.
(بالصهباء) بفتح المهملة وموحدة ممدودة: موضع بين خيبر والمدينة.
(حَيْسًا) بفتح المهملة: تمر يخلط بسمنٍ وأَقِطٍ.
(نطع) فيه أربع لغات تقدمت.
(بناءه)؛ أي: زفافه بها.