الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(هُبَيرة) قيل: اسمه الحارث بن هشام المَخزومي، كما سبق في (الصلاة)، وأن فيه ندبَ صلاةِ الضُّحى، والترحيبَ بالداخل، وإجارةَ الكافر، والتكلُّمَ بزعمٍ؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يُنكِرْ ذلك ولا جعلَها كاذبةً بذِكرِها.
* * *
95 - بابٌ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: "وَيْلَكَ
"
(باب ما جاء في قول الرجل: وَيلَك)
(ويل): إن كان مضافا فلازمُ النصب مفعولًا مطلقًا لعاملٍ وجبَ حذفُه، و (ويح) مثلُه، إلا أن (ويل) كلمةُ عذابٍ، و (ويح) كلمةُ رحمةٍ، وقيل: هما بمعنىً.
6159 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ:"ارْكَبْهَا"، قَالَ: إنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ:"ارْكَبْهَا"، قَالَ: إنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ:"ارْكَبْهَا وَيْلَكَ".
الحديث الأول:
(بَدَنة) ناقةٌ تُنحَر بمكةَ، يعني: أنها هَدْيٌ يُسَاقُ إلى الحَرَم.
* * *
6160 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنٌ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّناَدِ، عَنِ
الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، فَقَالَ لَهُ:"ارْكَبْهَا"، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ:"ارْكَبْهَا وَيْلَكَ"، فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ.
الثاني:
(أو الثالثة) شكٌّ من الراوي: هل قال ذلك في الثانية أو الثالثة.
* * *
6161 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَأَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ، يُقَالُ لَهُ: أَنْجَشَةُ يَحْدُو، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ! رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ".
الثالث:
سبق شرحُه قريبًا.
* * *
6162 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: "وَيلَكَ! قَطَعْتَ عُنُقَ أَخِيكَ ثَلَاثًا، مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا لَا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلَانًا، وَاللهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي
عَلَى اللهِ أَحَدًا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ".
الرابع:
(قَطَعتَ عنقَ) مجازٌ عن الإهلاك، فهو كالقتل، إلا أن هذا دِينِيٌّ والقتلُ دُنيويٌّ.
(لا مَحالةَ) بفتح الميم، أي: لا بدَّ.
(حَسِيبُه)؛ أي: مُحاسبُه على عمله.
(ولا أُزكِّي)؛ أي: لا أَشهَدُ؛ لأنه لا يَعرفُ باطنَه، أو لا يقطع بذلك؛ لأن عاقبةَ أمره لا يَعلَمُها إلا اللهُ تعالى، والجملتان مُعترضتان، و (إن يعلم) مُتعلِّقٌ بقوله:(فليقل)، وسبق شرحُه قريبًا في (باب ما يُكرَه من التمادُح).
* * *
6163 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْوَلْيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وَالضَّحَّاكِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قِسْمًا، فَقَالَ ذُو الْخُويصِرَةِ -رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ-: يَا رَسُولَ اللهِ! اعْدِلْ، قَالَ:"وَيْلَكَ! مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ"، فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فَلأَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: "لَا، إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْم مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ
شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إلَى نَضِيِّهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلَا يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ الْمَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ الْبَضْعَةِ تَدَرْدَرُ".
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قَاتَلَهُمْ، فَالْتُمِسَ فِي الْقَتْلَى، فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.
الخامس:
(الخُوَيصِرة) تصغير: خاصرة بمعجمة ثم مهملة، وسبقت صفتُه أنه غائر العينَين
…
إلى آخره، في (كتاب الأنبياء) في (باب هود)، والقِسمةُ كانت في ذهيبةٍ بعثَ بها عليٌّ رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ نعم، سبق هناك أن خالدًا أرادَ قتلَه، وهنا أن عمرَ استأذنَ في قتله؛ لكن هناك إنما قال أَبو سعيد:(أَحسِبُ)، وأيضًا فيُحتمَل أن كلًّا منهما قصدَ ذلك.
(فأضرب) بالنصب، وفي بعضها:(فَلأضرِب) بالنصب والجزم، والفاء هنا مثل:(اشفَعُوا فَلْتُؤجَرُوا)، وسبق تقريرُه في (باب:{مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً} [النساء: 85])، وقال الأخفش: زائدة.
(كمُرُوق) هو نُفُوذُه حتى يخرجَ من الطرف الآخر.
(الرَّمِيَّة) فَعيلة من الرَّمي، بمعنى مفعول.
(رِصَافه) جمع: رَصَفَة بالراء والمهملة والفاء: عصبةٌ تُلوَى فوقَ مَدخل النَّصْل.
(شيء)؛ أي: من أثر النفوذ في الصيد، من دمٍ أو نحوه.
(نَضِيِّه) بفتح النون وكسر المعجمة الخفيفة وتشديد الياء: القِدح، أي: عُود السَّهم، وقيل: هو ما بين النَّصل والرِّيش.
(قُذَذِه) جمع: قُذَّة بضم القاف وتشديد المعجمة: ريشُ السَّهم.
(الفَرْث والدم)؛ أي: بحيث لم يتعلَّقْ به شيءٌ منهما، ولم يَظهَرْ أثرُهما فيه، وهذا تشبيهٌ، أي: طاعاتُهم لا يحصلُ لهم بها ثوابٌ؛ لأنهم مَرَقُوا من الدِّين بحسب اعتقاداتهم، وقيل: المرادُ من الدِّين طاعةُ الإمام، وهم الخوارج.
(حين فُرقة)؛ أي: افتراق الأُمَّة، وفي بعضها:(خير فِرقة)، أي: أفضل طائفة.
(آيتهم)؛ أي: علامتهم.
(يدَيه) تثنية: يد، وفي بعضها بمثلثة ثم مهملة ثم ياء.
(البَضْعَة) بفتح الموحدة: قطعةٌ من اللحم.
(تَدَردَر) بمهملتين وتكرير الراء: تضطرب وتتحرَّك، وهذا الرجلُ إما أميرُهم، وإما رجلٌ منهم، وهم خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه، فقاتَلَهم بالنهروان بقرب المدائن.
(فالتُمس) بالبناء للمفعول، وفيه: معجزةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَنقَبَةٌ لعليٍّ رضي الله عنه، سبق في (باب علامات النبوة).
* * *
6164 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلَكْتُ. قَالَ: "وَيْحَكَ"، قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي رَمَضَانَ، قَالَ:"أَعْتِقْ رَقَبَةً"، قَالَ: مَا أَجِدُهَا، قَالَ:"فَصُمْ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ"، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ، قَالَ:"فَأَطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا"، قَالَ: مَا أَجِدُ، فَأُتِيَ بِعَرَقٍ، فَقَالَ:"خُذْهُ فَتَصَدَّقْ بِهِ"، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَعَلَى غَيْرِ أَهْلِي؟ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا بَيْنَ طُنُبَيِ الْمَدِينَةِ أَحْوَجُ مِنِّي، فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ قَالَ:"خُذْهُ".
تَابَعَهُ يُونُس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ وَيْلَكَ.
السادس:
(بِعَرَق) بفتح المهملة والراء: قُفَّةٌ منسوجةٌ من الخُوص.
(طُنبي المدينة) الطُّنُب: حَبلُ الخِباء، والجمع: أَطنَاب، شبَّه المدينةَ بفسطاطٍ مضروبٍ، وحَرَّتَها بالطُّنبَينِ، أراد ما بين لَابَتَيها أحوجُ منه، وسبق الحديثُ في (باب التبسُّم)، و (الصوم)، والجوابُ عن
قوله: (حتى بَدَتْ نواجذُه).
(تابعَه يونس) وصلَه البَيْهَقي.
(وقال عبد الرحمن) وصلَه الذُّهْلي.
* * *
6165 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَوْزَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه: أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَخْبِرْنِي عَنِ الْهِجْرَةِ، فَقَالَ:"وَيْحَكَ إِنَّ شَأْنَ الْهِجْرَةِ شَدِيدٌ، فَهَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَهَلْ تُؤَدِّي صَدَقَتَهَا؟ "، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:"فَاعْمَلْ مِنْ وَرَاءِ الْبِحَارِ، فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَتِرَكَ مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا".
السابع:
(الهجرة)؛ أي: تركُ الوطن إلى المدينة.
(لن يَتِرَك) من وَتَرَ، أي: نَقَصَ، كما قال تعالى:{وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35]، وفي بعضها:(لن يَترُك)، من التَّرك.
(من عملك)؛ أي: من ثواب عملك، والقصدُ: أن القيامَ بحق الهجرة شديدٌ، فاعمَلِ الخيرَ حيث ما كنتَ في أبعد ما يكون من المدن؛ فإن اللهَ لا يُضيعُ أجرَ عملك، وسبق الحديثُ في (الزكاة).
* * *
6166 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"ويْلَكُمْ، أَوْ وَيْحَكُمْ، -قَالَ شُعْبَةُ: شَكَّ هُوَ- لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ". وَقَالَ النَّضْرُ عَنْ شُعْبَةَ: وَيْحَكُمْ. وَقَالَ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ: وَيْلَكُمْ أَوْ وَيْحَكُمْ.
الثامن:
(وَيلَكم أو وَيحَكم) قال (ط): لا يُرادُ بـ (وَيلَك) الدعاءُ بإيقاع الهَلَكة لِمَن خُوطِبَ بها، وإنما يُرَادُ المدحُ والتعجُّبُ، كما يقال: تَرِبَتْ يداك، ونحوه.
(وقال النَّضر) وصلَه إسحاق بن رَاهَوَيهِ عنه.
(وقال عُمر بن محمد) موصولٌ في (المغازي).
* * *
6167 -
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَتَى السَّاعَةُ قَائِمَةٌ؟ قَالَ: "وَيْلَكَ! وَمَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ "، قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، قَالَ:"إِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، فَقُلْنَا: وَنَحْنُ كَذَلِكَ" قَالَ: "نَعَمْ"، فَفَرِحْنَا يَوْمَئِذٍ فَرَحًا شَدِيدًا، فَمَرَّ غُلَامٌ لِلْمُغِيرَةِ وَكَانَ مِنْ أَقْرَانِي، فَقَالَ: "إِنْ أُخِّرَ هَذَا فَلَنْ
يُدْرِكَهُ الْهَرَمُ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"، وَاخْتَصَرَهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
التاسع:
(قائمة) بالنصب والرفع.
(إلا أني أُحبُّ الله) يُحتمَل أن يكونَ الاستثناءُ متصلًا ومنقطعًا.
(ففرحنا) سببُ فرحهم أن كونَهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلُّ على أنهم من أهل الجنة؛ نعم، لا يَلزَمُ من كونهم معه، وهو في أعلى الدرجات، أنهم مُساوون له في ذلك، فإن المَعيَّةَ لا تنافي التفاوتَ في الدرجات.
(غلام للمُغيرة) لمسلم: (فمرَّ غلامٌ من الأنصار اسمه محمد) كما سيأتي.
(أُخِّر)؛ أي: لم يَمُتْ في صغرِه، ويعيشُ لا يَهرَمُ حتى تقومَ الساعةُ.
قال (ك): وهذا الخبرُ من المُشكِلات، وتوجيهُه: أنه تمثيلٌ لقُرب الساعة، ولم يُرِدْ فيه حقيقتَه؛ إذ الهَرَمُ لا حدَّ له، أو الجزاءُ محذوفٌ، وقال (ع): المرادُ بـ (الساعة) ساعتَهم، أي: موتَ أولئك القَرن أو أولئك المُخاطَبين، وقال (ن): يُحتمَل أنه صلى الله عليه وسلم عَلِمَ أن الغلام لا يُؤخَّر، ولا يُعمَّر، ولا يَهْرَم، واسمُ الغلام المذكور سعدٌ، وهو دَوسيٌّ كما في "النَّسَائي"، ولمسلم: (فمرَّ غلامٌ من الأنصار اسمُه