الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(بارئًا) من برأ من المرض -بالهمز- براءًا، هذه لغة الحجاز، وتميم يقولون: برِئ من مرضه -بالكسر-.
(ألا تراه)، أي: فيه علامات الموت.
(عبد العصا)؛ أي: مأمورٌ لا آمِرٌ.
(الأمر)؛ أي: أمر الخلافة.
(أمرناه)؛ أي: طلبنا منه الوصية، فدل على أن الأمر لا يشترط فيه علوّ ولا استعلاء.
(سألنا لها)؛ أي: الخلافة، أو الإمارة.
وفيه: جواز الأخذ باليد؛ أي: المصافحة، والسؤال عن حال العليل، وجواز اليمين على ما قام عليه الدليل.
واختلف في تقبيل اليد، فأنكره مالك، وأجازه آخرون.
* * *
30 - بابٌ مَنْ أَجَابَ بِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ
(باب: من أجابَ بِلَبَّيْكَ)
6267 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قتَادَةَ، عَنْ أَنسٍ، عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"يَا مُعَاذُ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ثَلَاثًا: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى
الْعِبَادِ؟ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فَقَالَ: "يَا مُعَاذُ! "، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: "هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُمْ".
6267 / -م - حَدَّثَنَا هُدْبَةُ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قتادَةُ، عَنْ أَنسٍ، عَنْ مُعَاذٍ بِهَذَا.
الحديث الأول:
(لَبَّيْكَ) من لَبَّ بالمكان: أقام به؛ أي: أنا مقيمٌ على طاعتك، وقيل: معناه: إجابة بعد إجابة.
(وسعدَيْك)؛ أي: إسعادًا بعد إسعاد، والتقدير هنا: أسعدني إسعادًا.
(أن يعبدوه) إشارة للعَمَليّات.
(ولا يشركوا به شيئًا) إشارة للاعتقاديات؛ لأن التوحيد أصلها.
(حق العباد)؛ أي: بمقتضى وعد الله الصادق، وإلا، فلا يجب على الله تعالى شيء؛ بل نِعَمُهُ فضلٌ، ونقَمُهُ عدلٌ، أو أن ذلك كالحقِّ الواجب؛ كزيدٌ أسدٌ؛ أي: كأسدٍ.
قال (ط): فإن اعترضَ المرجئةُ به، فجوابُ أهل السنة: أن هذا اللفظ خرج على المزاوجة والمقابلة؛ نحو: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40].
* * *
6268 -
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا زيدُ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا وَاللهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، قالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَرَّةِ الْمَدِينَةِ عِشَاءً، اسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ، فَقَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ! مَا أُحِبُّ أَنَّ أُحُدًا لِي ذَهَبًا يَأْتِي عَلَيَّ لَيْلَةٌ أَوْ ثَلَاث عِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ، إِلَّا أُرْصِدُهُ لِدَيْنٍ، إِلَّا أَنْ أقولَ بِهِ فِي عِبَادِ اللهِ: هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا"، وَأَرَانَا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:"يَا أَبَا ذَرٍّ"، قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "الأكثَرُونَ هُمُ الأَقَلُّونَ إِلَّا مَنْ قَالَ: هَكَذَا وَهَكَذَا"، ثُمَّ قَالَ لِي:"مَكَانَكَ لَا تَبْرَحْ يَا أَبَا ذَرٍّ حَتَّى أَرْجِعَ"، فَانْطَلَقَ حَتَّى غَابَ عَنِّي، فَسَمِعْتُ صَوْتًا، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عُرِضَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فأَرَدْتُ أَنْ أَذْهَبَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَا تَبْرَحْ"، فَمَكُثْتُ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ سَمِعْتُ صَوْتًا خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ عُرِضَ لَكَ، ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَكَ فَقُمْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"ذَاكَ جِبْرِيلُ أَتَانِي، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَإِنْ زَنىَ وَإِنْ سَرَقَ، قَالَ:"وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ"، قُلْتُ لِزَيْدٍ: إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّهُ أَبُو الدَّرْداءِ، فَقَالَ: أَشهَدُ لَحَدَّثَنِيهِ أَبُو ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، قَالَ الأَعْمَشُ: وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ نَحْوَهُ، وَقَالَ أَبُو شِهَابٍ: عَنِ الأَعْمَشِ: "يَمْكُثُ عِنْدِي فَوْقَ ثَلَاثٍ".
الثاني:
(بالرَّبَذَة) بالراء [والموحدة] والمعجمة المفتوحات: موضعٌ على ثلاثِ مراحلَ من المدينة قريبٌ من ذات عِرْق.
(حَرّة) بفتح المهملة: أرضٌ سوداءُ ذاتُ حجارة، وللمدينة حَرَّتان.
(أُحُد) جبل بالمدينة.
(ذهبًا) نُصب على التمييز.
(أُرْصِدُهُ) صفةٌ لدينار، والصاد مضمومة، وفي بعضها:(إلَّا أرصده)، بالاستثناء عن الدينار.
(إلا أن) استثناءٌ مفرَّغٌ.
(أقول به)؛ أي: أصرفه، وأنفقه عليهم.
(هكذا) كررهُ ثلاثًا؛ أي: يمينًا، وشمالًا، وقدامًا.
(الأقلون)؛ أي: ثوابًا.
(مكانك)؛ أي: الزمْ مكانَكَ.
(عُرِض) بالبناء للمفعول؛ أي: ظهر عليه أحد، أو أصابه شيء.
(فقمت)؛ أي: توقفت.
(قلت لزيد) هو من مقول الأعمش.
(لحدَّثنيه) اللام فيه باعتبار أن الشهادة في حكم القسم.
(قال الأعمش) موصولٌ كما سيأتي في (باب الرقاق).
(وقال أبو شهاب) موصول في (الاستقراض).
* * *