الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَا يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ"، ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ فَكَسَرَهَا بِكِسْرتَيْنِ أَوْ ثِنْتيْنِ، فَجَعَلَ كِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا، وَكِسْرَةً فِي قَبْرِ هَذَا، فَقَالَ: "لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا".
(مجاهد عن ابن عباس) رواه عنه بلا واسطةِ، وفي الحديث السابق قريبًا رواه عن طاوس عنه، فهو يروي عنه بواسطةٍ وبدونها.
(وإنه لَكبير) لا ينافي قولَه أولًا: (ليس بكبيرٍ)؛ لأن ذاك باعتبار اعتقادهم، أو المرادُ: لا مَشقةَ عليكم فيه، وفي تعريف الكبيرة أقوالٌ، قيل: ما يُوجبُ الحَدَّ، فيُشكِلُ على هذا الحديث؛ إلا أن يُقالَ: أُريدَ الكبيرةَ لغةً، وقيل: ما تُوعِّدَ عليه بخصوصه، وقيل غيرُ ذلك، فالنَّميمةُ من العظائم، لا سيما مع الاستمرار المُشار إليه بـ:(كان يمشي).
(بجريدة) هي السَّعفةُ المُجرَّدةُ من الوَرَق، وسبق الحديثُ في (كتاب الوضوء).
* * *
50 - باب مَا يُكْرَه مِنَ النَّمِيمَةِ
وَقَوْلهِ: {هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} ، {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} ، يَهْمِزُ
وَيَلْمِزُ: يَعِيبُ.
(باب ما يُكرَهُ من النَّمِيمَة)
قوله: (يَهمِز) إلى آخره.
قال في "الكشَّاف": إن الهَمزَ الكسرُ، واللَّمزَ الطعنُ، فالمرادُ: كسرُ أعراضِ الناس، والغضُّ منهم والطعنُ فيهم.
* * *
6056 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ حُذَيْفَةَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ رَجُلًا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ، فَقَالَ حُذيْفَةُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قتَّاتٌ".
(يَرفعُ الحديثَ)؛ أي: حديثَ الناسِ وكلامَهم.
(قتَّات) بقاف ومثناة مكررة: هو النمَّام، وقيل: مَن يَستمعُ مِن غيرِ أن يُشعَرَ به، ثم يَنمُّ، والنمَّام: الذي يكون مع القوم يشعرون به، فيَنمُّ عليهم، ومعنى كونِه لا يَدخلُ الجنةَ، أي: مع السابقين، أو محمولٌ على المُستَحِلِّ.
* * *