الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(من سخط الله)؛ أي: ما لم يرض به، قالوا: ككلمة عند سلطان فيها ضرر، وإن لم يردّ ذلك في الحالتين.
* * *
24 - باب الْبُكَاءِ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ
(باب: البكاء من خشية الله)
فيه حديث: (سبعة يظلهم الله)، وقد سبق في (كتاب الصّلاة بالجماعة)، وفي بعضها هنا بدون ذكر لفظ:(سبعة).
6479 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ، رَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ".
* * *
25 - باب الْخَوْف مِنَ اللهِ
(باب: الخوف من الله عز وجل)
6480 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ،
عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ يُسِيءُ الظَّنَّ بِعَمَلِهِ، فَقَالَ لأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مُتُّ فَخُذُونِي فَذَرُّونِي فِي الْبَحْرِ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ، فَفَعَلُوا بِهِ، فَجَمَعَهُ اللهُ، ثُمَّ قَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى الَّذِي صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَا حَمَلَنِي إلا مَخَافَتُكَ، فَغَفَرَ لَهُ".
الحديث الأوّل:
(فذُرُّوني) بضم الذال: من الذَّرِّ، وهو التفريق، وبفتحها: من التذرية، يقال: ذرت الريح الشيء، وأَذْرَتْه: أطارَتْه، وأذهبته.
(صائف)؛ أي: حار، وسبق الحديث في (كتاب الأنبياء) في (باب ذكر بني إسرائيل) مرارًا عدة.
* * *
6481 -
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا قتَادَةُ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم "ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَنْ كَانَ سَلَفَ أَوْ قَبْلَكُمْ، آتَاهُ اللهُ مَالًا وَوَلَدًا؛ يَعْنِي: أَعْطَاهُ؛ قَالَ: فَلَمَّا حُضِرَ قَالَ لِبَنِيهِ: أَيَّ أَبٍ كُنْتُ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قَالَ: فَإِنَّهُ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا، فَسَّرَهَا قتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ، وَإِنْ يَقْدَمْ عَلَى اللهِ يُعَذِّبْهُ، فَانْظُرُوا، فَإِذَا مُتُّ فَأَحْرِقُونِي، حَتَّى إِذَا صِرْتُ فَحْمًا فَاسْحَقُوْنِي، أَوْ قَالَ: فَاسْهَكُونِي، ثُمَّ إِذَا كَانَ رِيحٌ عَاصِفٌ فَأَذْرُونِي
فِيهَا، فَأَخَذَ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ وَرَبِّي فَفَعَلُوا، فَقَالَ اللهُ: كُنْ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: أَيْ عَبْدِي! مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافتُكَ، أَوْ فَرَقٌ مِنْكَ، فَمَا تَلَافَاهُ أَنْ رحمه الله"، فَحَدَّثْتُ أَبَا عُثْمَانَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ غَيْرَ أَنَّهُ زَادَ فَأَذْرُونِي فِي الْبَحْرِ، أَوْ كمَا حَدَّثَ.
الثّاني:
كالذي قبله.
(حُضِرَ) مبني للمفعول.
(أَيَّ) بالنصب.
(خيرًا) بالنصب أيضًا، ومنهم من قيده بالضم على حذف المضاف إليه، أي: خيرُ أبٍ، ونوِّن لأجل ذلك.
قال (ش): على حد قراءَةِ: {وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ} [الأنفال: 67] بالجر؛ أي: عَرَضَ الآخرةِ، والتشبيه بهذا وَهْمٌ؛ لأن ذلك فيه حذف المضاف، وبقاء المضاف إليه على جره، وكلامنا في حذف المضاف إليه.
وقال (ك): (خيرٌ) بالرفع، والتنوينُ فيه للعوض، ولم يذكر النصب.
(يَبْتَئِرْ) افتعال من البأر -بالموحدة والراء-؛ أي: لم يَدَّخر ولم يَخْبأ، قال أهل اللُّغة: باريت الشيء وابترأته: خبأته.
(يَقْدَم) بفتح الدال؛ أي: بهذه الهيئة، وهذه البنية.
(فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني) معناهما متقارب يرجعان إلى معنى الدقِّ والطحن، وقيل: السهكُ دون السحق.
(فأذروني) يقال: ذروته أذروه، وذريته أُذريه.
(وربي) قسمٌ من المخبر بذلك عنهم، وفي "مسلم" تأخير:(وربي) عن قوله: (ففعلوا ذلك به).
قال (ع): وفي بعض نسخه: (ففعلوا ذلك)، و (ذُري)، فإن صحت هذه الرواية، فهي وجه الكلام، ولعل الذال سقطت لبعض النساخ، وتابعه الباقون، وصوب بعضهم ما في البخاري.
قلت: ولا وجه له، فكلا الروايتين صواب على أنه:(وربي) بالقَسَم، سواء قدم أو أُخر.
وقال (ك): ويحتمل ما في البخاري أن يكون فعلًا ماضيًا من التربية؛ أي: ربي أخذ المواثيق، وبالتأكيدات والمتابعات؛ لكنه موقوف على الرواية.
قلت: وأيضًا فبعيد جدًّا.
(فإذا رجلٌ قائمٌ) مبتدأ وخبر.
قال ابن مالك: وجاز وقوع المبتدأ نكرة محضةً بعد (إذا) الفجائية؛ لأنها من القرائن التي تتحصل بها الفائدة؛ كانطلقتُ فإذا سَبُعٌ في الطريق.