الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَكُونُ لِيَ الْحَاجَةُ، فَأكْرَهُ أَنْ أَقُومَ، فَأَسْتَقْبِلَهُ فَأَنْسَلُّ انْسِلَالًا.
(فأَستقبلَه) بالنصب.
(فأنْسَلُّ) بالرفع.
* * *
38 - بابُ مَنْ أُلْقِيَ لَهُ وِسَادَةٌ
(باب: من أُلقي له وسادةٌ)
6277 -
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: أَخْبَرني أَبُو الْمَلِيح قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ أَبِيكَ زيدٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَحَدَّثَنَا أَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَ لَهُ صَوْمِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ، وَصَارَتِ الْوِسَادَةُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَقَالَ لِي:"أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "خَمْسًا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "سَبْعًا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "تِسْعًا"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "إِحْدَى عَشْرَةَ"، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ: "لَا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ، شَطْرَ الدَّهْرِ، صِيَامُ يَوْمٍ، وَإِفْطَارُ يَوْمٍ".
الحديث الأول:
(إسحاق)؛ أي: ابنُ شاهين.
(خالد)؛ أي: ابنُ عبد الله الطحان.
(يا رسول الله) وجهُ مطابقته للسؤال: أن التقدير: يا رسولَ الله! أُطيق أكثرَ من ذلك، أو: لا يكفيني ذلك.
(شطرًا)؛ أي: نصف، وهو نصب على الاختصاص؛ وكذا (صيام)، وبالرفع فيهما؛ أي: هو صيام، وإنما كان هذا أفضلَ؛ لزيادة المشقةِ فيه؛ إذ مَنْ سَرَدَ الصومَ صار الإمساكُ طبيعةً له، فلا يحصُل له مشقة، وسبق الحديث.
* * *
6278 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ أَنَّهُ قَدِمَ الشَّأْمَ.
وَحَدَّثَنَا أَبُو الْوَليدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ذَهَبَ عَلْقَمَةُ إِلَى الشَّأْمِ، فَأتَى الْمَسْجدَ فَصَلَّى رَكعَتَيْنِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي جَلِيسًا، فَقَعَدَ إِلَى أَبِي الدَّرْداءِ، فَقَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: ألَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّرِّ الَّذِي كانَ لَا يَعْلَمُهُ غَيْرُهُ -يَعْنِي حُذَيْفَةَ- أليْسَ فِيكُمْ؟ أَوْ كانَ فِيكُمُ الَّذِي أجَارَهُ اللهُ عَلَى لِسَانِ
رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الشَّيْطَانِ، يَعْنِي عَمَّارًا، أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ السِّوَاكِ وَالْوِسَادِ؟ يَعْنِي ابْنَ مَسْعُودٍ، كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، قَالَ:{والذكر والأنثى} ، فَقَالَ: مَا زَالَ هَؤُلَاءِ حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي، وَقَدْ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
الثاني:
(جليسًا) منونٌ للتعظيم.
(صاحب السر)؛ أي: سر النفاق، وهو أنه صلى الله عليه وسلم ذكر أسماء المنافقين له، وَعيَّنَهم، وخَصَّصَه بهذه المنقبة؛ إذ لم يُطْلِع عليه أحدًا غيره.
(والوساد) المشهور بدله: السِّواد -بكسر المهملة-؛ أي: السرار، وهو المساررة، وسبق الحديث في (المناقب).
(والذكر والأنثى)؛ أي: بدون لفظ: {وَمَا خَلَقَ} [الليل: 3]، وأهلُ الشام كانوا يناظرونه على القراءة المشهورة المتواترة، وهي:{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} [الليل: 3]، ويشككونه في قراءته الشاذة، وكان ابن مسعود موافقًا لأبي الدرداء فيها.
واعلم أن مناسبة ذكر السريرِ والوسادةِ لـ (كتابِ الاستئذان): أن في دخول المنزل بالاستئذان ذكر ذلك تبعًا لما يتعلق بالمنزل ويلابسه.
* * *