الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو الأهمُّ من السؤال عن مجيئها.
(كبير) بموحدة أو مثلثة.
قال (ش): في مطابقة هذه الأحاديث للترجمة عُسرٌ.
قلت: زال العُسرُ بما سبقَ من تقرير بيانها.
* * *
97 - باب قَوْلِ الرَّجُلِ لِلرَّجُلِ: اخْسَأْ
(باب قول الرجل: اِخْسَأ)
6172 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ زَرِيرٍ، سَمِعْتُ أَبَا رَجَاءٍ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاِبْنِ صَائِدٍ: "قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَمَا هُوَ؟ "، قَالَ: الدُّخُّ، قَالَ:"اخْسَأْ".
6173 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فِي أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ، فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ:"أتشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ "، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الأُمِّيِّينَ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَرَضَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،
ثُمَّ قَالَ: "آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ"، ثُمَّ قَالَ لاِبْنِ صَيَّادٍ:"مَاذَا تَرَى؟ "، قَالَ: يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"خُلِّطَ عَلَيْكَ الأَمْرُ"، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا"، قَالَ: هُوَ الدُّخُّ. قَالَ: "اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ". قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَتَأْذَنُ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ يَكُنْ هُوَ لَا تُسَلَّطُ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُوَ فَلَا خَيرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ".
6174 -
قَالَ سَالِمٌ: فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ يَؤُمَّانِ النَّخْلَ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم طَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، وَهْوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْرَمَةٌ أَوْ زَمْزَمَةٌ، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لاِبْنِ صَيَّادٍ: أَيْ صَافِ، وَهْوَ اسْمُهُ، هَذَا مُحَمَّدٌ، فتنَاهَى ابْنُ صَيَّادٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لَوْ تَرَكتْهُ بَيَّنَ".
6175 -
قَالَ سَالِمٌ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ:"إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ، تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ".
الحديث الأول، والثاني:
(خَبِيئًا)، بوزن فعيل، وسبق حديثُ ابن صَيَّاد في (الجهاد) وغيره.
(اخْسَأْ) يقال: خَسَأتُ الكلبَ: طردتُه، وخَسَأَ هو، أي: بَعُدَ، فالفعل مُتعدٍّ ولازمٌ؛ وكذا أشار إليهما البخاريُّ، وقيل: اخسَأ زَجرٌ وإبعادٌ، قال تعالى:{اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108]، في رفع العذاب عنكم؛ فكلُّ مَن عَصَى اللهَ يُخاطَب بمثل ذلك تغليظًا ليَرجعَ، وفي بعضها:(اِخْسَ) بحذف الهمزة تخفيفًا.
(قِبَل) بكسر القاف، أي: جهة.
(أُطُم) بضم الهمزة والمهملة.
(مَغَالة) بفتح الميم والمعجمة، والمرادُ: ما كان على يمينك إذا وقفتَ آخرَ البلاط مُستقبلَ مسجد النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(الحُلم) البلوغ.
(الأُميِّين) العرب.
(فَرَضَّه) بالمعجمة: دفعَه حتى وقعَ وتكسَّرَ، وبالمهملة: إذا قَرَّبَ بعضَه إلى بعضٍ؛ قال تعالى: {بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]، وصوَّب (خ): أن رَصَّه بمهملة، أي: ضَغَطَه، وأنه بالإعجام غلطٌ، ووقع في "مسلم":(فرَفَصَه)، وقال المَازَرِي: أقربُ منه أن يكونَ: (فرَفسَه) بالسين، أي: برِجلِه.
(الدُّخّ)؛ أي: الدخان.
قال (خ): أراد أن يقول: الدخان، فلم يُمكِنْه؛ لأنه كان في
لسانه شيءٌ، ولا معنى للدخان هنا؛ لأنه ليس مما يُخبَأ في الكُمِّ أو الكفِّ، بل الدُّخُّ نبتٌ بين النخيلات، إلا أن يكونَ المرادُ بـ (خبأت): أَضمَرتُ اسمَ الدخان أو آيةَ الدخان، وهي:{فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان: 10]، وهو لم يَهتدِ منها إلا لهذا اللفظ الناقص على عادة الكَهَنة، ولهذا قال:(لن تجاوزَ قَدرَك)، أي: وقَدْرَ أمثالك من الكُهَّان الذين يحفظون من الشياطين كلمةً واحدةً من جملةٍ كثيرةٍ مختلطةٍ صدقًا وكذبًا، بخلاف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فإنه
يُوحَى إليهم من علم الغَيب واضحًا جليًّا.
(إن يكن هو) لفظ (هو) تأكيدٌ للضمير المستتر، أو وَضعَ (هو) موضعَ إياه، وهو راجعٌ إلى الدجَّال، وإن لم يتقدَّم ذِكرُه لشهرته، وإنما مَنعَ صلى الله عليه وسلم عُمرَ من ضرب عنقِه، وهو يدَّعي النبوَّةَ بحضرته، لأنه دونَ البُلوغ، أو في أيام مُهادنة اليهود.
(يَؤُمَّان): يقصدان.
(يَخْتِل) بسكون المعجمة وكسر المثناة، أي: يَطلُبُ مستغفلًا له؛ ليَسمعَ شيئًا من كلامه في خلوته؛ ليُظهرَ للصحابة أنه كاهنٌ.
(قَطِيفة): كِسَاء له خَملٌ.
(رَمرَمة) بالراء المكررة: هو الصوت الخفي؛ وكذا بالزاي، وفي بعضها:(رمزة)، أي: إشارة، وفي بعضها:(زمرة)، من المزمار.
(صاف) بمهملة وفاء.
(بَيَّنَ)؛ أي: باختلاف كلامه ما يُهوِّنُ عليكم شأنَه، وسبق