الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
29 - باب الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ
(باب: الجنةُ أقربُ إلى أحدكم من شِراك نعلِه)
6488 -
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ مَسْعُودٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، وَالأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ مِثْلُ ذَلِكَ".
الحديث الأول:
(شِراك) سَيْرُ النعل، وهو ما وقيت به من الأرض، وفيه دليل واضح على أن الطاعات موصلة إلى الجنة، والمعاصي مقربة من النار، وقد يكون في أيسر الأشياء، فينبغي للمؤمن أن (1) لا يزهد في قليل من الخير، ولا يستقلَّ قليلًا من الشر، فيحسَبُه هينًا وهو عند الله عظيم؛ فإن المؤمن لا يعلم الحسنة التي يرحمه الله بها، والسيئة التي يسخط الله عليه بها.
* * *
6489 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَّى، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثنَا شُعْبَةُ، عَنْ
(1)"أن" ليس في الأصل.
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَصْدَقُ بَيْتٍ قَالَهُ الشَّاعِرُ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللهَ بَاطِلُ".
الثاني:
(باطل)؛ أي: فانٍ، أو غير ثابت، أو خارج عن حد الانتفاع، وإطلاقُ بيت على هذا وهو مصراع، من إطلاق الجزء على الكل، أو أن المراد: هو ومصراعه الآخر، وهو:
وَكُلُّ نَعِيمٍ لَا مَحَالَةَ زَائِلُ
روي: أن عثمان رضي الله عنه قال للبيد لما أنشدَ المصراعَ الأول: صدقتَ، ولما أنشد الثاني قال له: كذبتَ؛ إذ نعيمُ الجنة لا يزول؛ لكن إذا كان مراده ما هو نعيم في الحال؛ أي: الدنيوي؛ بدليل أن الضارب حقيقة في مباشر الضرب حالًا، فليس بكذب.
فإن قيل: التصديق بالأول ينافي التكذيب بالثاني؛ إذ من صدق أنّ ما خلا الله باطل، يلزمه القول ببطلان ما سوى الله، وكل نعيم دنيوي وأخروي هو سواه.
قيل: ليس المراد بالله تعالى ذاته فقط؛ بل ذاته وصفاته، وماله من طلب العمل الصالح، وثوابه عليه.
وسبق الحديث في (الأدب) في (باب ما يجوز من الشعر).
* * *