الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أخْنَعُ) بإعجام الخاء وبالنون ثم مهملة، من: خَنَعَ خُنُوعًا، وهو الذُّلُّ، أي: أشدُّ ذُلًّا، والمرادُ صاحبُ الاسم، وقد يُستدَلُّ به على أن الاسمَ هو المُسمَّى، وفيه الخلافُ المشهورُ.
(غيرَ مرة) بنصب (غير)، أي: مرارًا متعددةً.
(يقول غيره)؛ أي: أبو الزِّناد.
(شاهَان) بسكون النون، بالفارسية: الأملاك.
(شاه) ملك، أي: مَلكُ المُلوك؛ لكنَّ من قاعدة العجم تقديمَ المضاف إليه على المضاف، وإنما كان أبغضَ الأسماء لأنه صفةُ الله تعالى، ولا ينبغي لمخلوقٍ أن يَتسمَّى به.
* * *
115 - بابُ كُنْيَةِ الْمُشْرِكِ
وَقَالَ مِسْوَرٌ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِلَّا أَنْ يُرِيدَ: ابْنُ أَبِي طَالِبٍ".
(باب كُنيَة المُشرِك)
(وقال منصور) موصولٌ في (النكاح)، وهو حديث:(استأذَنَ بنو هاشم أن يُنكِحُوا ابنتَهم عليَّ بنَ أبي طالب).
* * *
6207 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَخِي، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ عَلَى حِمَارٍ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ فَدَكيَّةٌ وَأُسَامَةُ وَرَاءَهُ، يَعُودُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فِي بَنِي حَارِثِ بْنِ الْخَزْرجَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، فَسَارَا حَتَّى مَرَّا بِمَجْلِسٍ فِيهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ أبُيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، فَإِذَا فِي الْمَجْلِسِ أَخْلَاطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَالْمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ، وَالْيَهُودِ، وَفِي الْمُسْلِمِينَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ ابْنُ أُبَيِّ أَنْفَهُ بِرِدَائِهِ وَقَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا، فَسَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ، ثُمَّ وَقَفَ فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ: أَيُّهَا الْمَرْءُ! لَا أَحْسَنَ مِمَّا تَقُولُ إِنْ كَانَ حَقًّا، فَلَا تُؤْذِنَا بِهِ فِي مَجَالِسِنَا، فَمَنْ جَاءَكَ فَاقْصُصْ عَلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ! فَاغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ، فَاسْتَبَّ المُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْيَهُودُ حَتَّى كَادُوا يتَثَاوَرُونَ، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْفِضُهُمْ حَتَّى سَكَتُوا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَابَّتَهُ فَسَارَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَيْ سَعْدُ! أَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالَ أَبُو حُباب؟ -يُرِيدُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ-، قَالَ كَذَا وَكَذَا"، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ: أَيْ رَسُولَ اللهِ! بأبِي أَنْتَ، اعْفُ عَنْهُ وَاصْفَحْ، فَوَالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ لَقَدْ جَاءَ اللهُ
بِالْحَقِّ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ، وَلَقَدِ اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبَحْرَةِ عَلَى أَنْ يُتَوِّجُوهُ وَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَ شَرِقَ بِذَلِكَ، فَذَلِكَ فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ، فَعَفَا عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَنِ الْمُشْرِكينَ وَأَهْلِ الْكِتَابِ كَمَا أَمَرَهُمُ اللهُ، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الأَذَى، قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} الآيَةَ، وَقَالَ:{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ عَنْهُمْ مَا أَمَرَهُ اللهُ بِهِ حَتَّى أَذِنَ لَهُ فِيهِمْ، فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَدْرًا، فَقَتَلَ اللهُ بِهَا مَنْ قتلَ مِنْ صَنَادِيدِ الْكُفَّارِ، وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، فَقَفَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مَنْصُورِينَ غَانِمِينَ مَعَهُمْ أُسَارَى مِنْ صَنَادِيدِ الْكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبيٍّ بْنُ سَلُولَ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُشْرِكينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ، فَبَايِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الإِسْلَامِ فَأَسْلَمُوا.
الحديث الأول:
(أخي)؛ أي: عبد الحميد.
(قَطِيفة)؛ أي: كِسَاء يُجعَل دِثَارًا.
(فَدكيَّة)؛ أي: نسبةً إلى فَدَك: قريةٌ بقرب المدينة.
(ابن سَلُول) بالرفع، صفةٌ لـ (عبد الله).
(واليهود) عطف على (عَبَدة)، أو على (المشركين).
(عَجَاجة) بفتح المهملة وتخفيف الجيم الأولى: الغُبَار.
(خَمَّرَ)؛ أي: غطَّى.
(تغبروا)؛ أي: تُثيروا الغُبارَ.
(أحسن) أفعل تفضيل، أي: لا أحسن.
(مما تقول) من القرآن.
(إن) شرط.
(فلا تُؤذنا) جوابه، قيل: قاله استهزاءً.
(يَتَثاوَرُون)؛ أي: يَتَواثَبُون.
(بأبي)؛ أي: مُفَدًّى.
(البُحَيْرة) تصغير: بَحْرَة، بلدة ضد: البَرَّة.
(يُتوجوه)؛ أي: يجعلوه مَلِكًا.
(بعِصَابة)؛ أي: بعِصَابة المُلك، فهو كنايةٌ، ويَحتمل الحقيقةَ.
(شَرِق) بكسر الراء، أي: غصَّ به وبقي في حَلقه لا يَصعد ولا يَنزل، كأنه يموت، وسبق في آخر (كتاب المَرضى).
(صَنَاديد) جمع: صِنْدِيد، هو السيِّد الشجاع.
(فقَفَل)؛ أي: رجعَ.
(توجَّه)؛ أي: أَقبَلَ على التَّمَام، ويقال: توجَّه الشيخُ، أي: كَبِر.
(فبايعوا) بلفظ الأمر أولًا، والماضي ثانيًا.
* * *
6208 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نوفَلٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ:"نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، لَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ".
الثاني:
(يَحُوطُك)؛ أي: يحفظُك ويرعاك.
(ضَحضَاح) بإعجام الضادين وإهمال الحاءين: القريبُ القَعرِ، أي: رقيقٌ خفيفٌ.
قال (ط): فيه: أن اللهَ تعالى قد يُعطي الكافرَ عوضًا من أعماله التي مثلُها يكون قربةً لأهل الإيمان؛ لأن أبا طالب نفعَه نُصْرَتُه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحياطتُه له؛ حيث خُفِّفَ عنه العذابُ به، لا بكونه قريبَه، ولهذا لا يُخفَّف عن أبي لهب مع أنه عمُّه أيضًا، وتكنيةُ المُشرِك لمصلحة تألُّفٍ ونحوه، وأما كُنيةُ أبي لهب فلأنه كان وجهُه يلتهب جمالًا، فكان ما يتزيَّن به في الدنيا ويفتخر به سببًا لعذابه.
قال (ك): فهي كنيةٌ للإهانة؛ إذ هي كنايةٌ عن جَهَنَّمِيٍّ، أي: تبَّت يدا جَهَنَّمِيٍّ، وأجاب في "الكشَّاف" بأَوجُهٍ: كونُه مشتهرًا بكُنيته دونَ الاسم، فلما أُريد تشهيرُه بدعوة السوء ذُكِرَ أشهرُ الاسمين، أو أنه لمَّا كان اسمُه عبدَ العُزَّى عَدَلَ عنه إلى كُنيته، أو لمَّا كان مآلُه إلى نارٍ ذاتِ