الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلَّوا في مسجده الخاص به بغير إذنه.
قال (ك): أو لرفعِ أصواتهم، أو لحصبِ الباب، أو هو غضبُ شفقةٍ وخوفٍ أن يفرضَ عليهم ذلك، فلا يقوموا بحقِّه، فيُعاقَبُوا عليه.
(فتتبَّع) بالتشديد، أي: طلبُوا موضعَه واجتمعوا.
(وحَصَبُوا الباب) رمَوه بالحَصباء، وهي الحَصا الصغيرةُ؛ تنبيهًا لظنِّهم أنه نَسِيَ.
(بكم)؛ أي: مُتلبِّسًا بكم.
(صنعكم)؛ أي: مصنوعكم، وهو الصلاة.
(ظننت)؛ أي: خفتُ، وفيه: أن أفضلَ النافلة ما كان في البيوت، وعندَ الستر عن أَعيُن الناس؛ إلا ما كان من شعائر الشريعة، كالعيد.
(المكتوبة)؛ أي: المفروضة.
* * *
76 - باب الْحَذَرِ مِنَ الْغَضَبِ
لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} .
(باب الحَذَرُ مِن الغَضَبِ)
وهو غليانُ دمِ القلب لإرادة الانتقام.
* * *
6114 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَملِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ".
الحديث الأول:
(بالصُّرَعة) بضم المهملة وفتح الراء: الذي يُكثر مِن صرعِ الرجال، فهو مبالغةٌ كـ: حُفَظَة.
(يملك نفسَه) فلا يغضبُ، ويكظمُ الغيظَ ويعفو، وفيه: أن مجاهدةَ النفسِ أشدُّ من مجاهدة العدو، وهي الجهادُ الأكبرُ والشجاعةُ الحقيقةُ.
* * *
6115 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدٍ قَالَ: اسْتَبَّ رَجُلَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ عِنْدَهُ جُلُوسٌ، وَأَحَدُهُمَا يَسُبُّ صَاحِبَهُ مُغْضَبًا قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا
لَذَهَبَ عَنْهُ ما يَجدُ، لَوْ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"، فَقَالُوا لِلرَّجُلِ: أَلَا تَسْمَعُ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِنِّي لَسْتُ بِمَجْنُونٍ.
الثاني:
(لَذهبَ)؛ أي: لأن الشيطانَ هو المُزيِّنُ للإنسانِ الغضبَ، والاستعاذةُ بالله من أقوى السلاح على دفع كيده.
مرَّ الحديثُ في (بدء الخلق) في (باب صفة إبليس).
* * *
6116 -
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، هُوَ ابْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ أَبِي صَالِحِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي، قَالَ:"لَا تغْضَبْ"، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ:"لَا تَغْضَبْ".
الثالث:
(أن رجلًا) هو جَارية -بالجيم- بن قُدامة، كما في "مسند أحمد"، ورواه ابنُ أبي شَيبة والحاكمُ من حديثه، ووقع مثلُ هذا السؤال لأبي الدَّرْدَاء، رواه ابنُ خَيْرُون في "فوائده" لعبد الله بن عُمر، ورواه ابنُ صخر في "فوائده" لسفيانَ بنِ عبدِ اللهِ الثقفي.
(لا تغضب) كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُكاشَفًا بأوضاع الخَلق، فيَأمرُهم بما هو أَولَى بهم، ولعل الرجلَ كان غَضُوبًا، فوصَّاه بتركه.