الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثلاثين وسبعمائة، وقد أسنّ وعجز عن الحركة.
1132 - حريث الجذاميّ
(1)
[526 أ] حريث بن باهل بن عثمان بن امرئ القيس، الجذاميّ، ثمّ الوائليّ- من وائل بن زيد مناة بن أفصى بن سعد بن إياس بن حرام بن جذام- وكان رئيس جذام.
شهد فتح مصر.
1133 - أبو الخطّار الكلبيّ أمير الأندلس [- 129]
(2)
[526 أ] حسام بن ضرار بن سلامان بن خثيم بن ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عديّ بن جنّاب بن هيل بن عبد الله بن كنانة [341 أ] بن بكر بن عوف بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، أبو الخطّار، الكلبيّ، أمير الأندلس.
قدم مصر ودخل إفريقيّة، فلمّا مات بلج بن بشر (3) وقام من بعده بالأندلس ثعلبة بن سلامة [العامليّ] وثارت البربر بناحية ماردة، قال أبو الخطّار يعرّض بيوم مرج راهط وما كان فيه [من] بلاء كلب مع مروان بن الحكم (4)، وقيام القيسيّة مع الضحّاك بن قيس الفهريّ على مروان [الطويل]:
أفادت بنو مروان قيسا دماءنا
…
وفي الله إن لم يعدلوا حكم عدل
كأنّكم لم تشهدوا مرج راهط
…
ولم تعلموا من كان ثمّ له الفضل
وقيناكم حرّ القنا بنحورنا
…
وليس لكم خيل تعدّ ولا رجل
فلمّا بلغ هشام بن عبد الملك ذلك كتب إلى حنظلة بن صفوان الكلبيّ (5) وقد استعمله على إفريقيّة، أن يولّي أبا الخطّار الأندلس، فولّاه وبعثه إليها، فقدم في رجب سنة خمس وعشرين [ومائة] يوم جمعة.
فدانت له، وفرّق جمع بلج بن بشر وعبد الرحمن بن حبيب (6)، وأخرج ثعلبة بن سلامة (7) في سفينة إلى إفريقيّة، ثمّ أخرج بعده عبد الرحمن بن حبيب، وأخرج مع ثعلبة أهل الشام فنزلوا القيروان مع حنظلة.
وأظهر أبو الخطّار عدلا في الحكم وقصدا في السيرة إلى أن مالت به العصبيّة لليمنيّة والحبّ لهم والميل معهم على المضريّة، فأفسد أمره بسرعة وهاجت الفتنة: وذلك أنّ رجلا من كنانة خاصم رجلا من غسّان، فاستعان الكناني بالصميل بن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن الضبابيّ [كبير القيسيّة، وكان من طوالع بلج](8)،
(1) جمهرة ابن حزم 420.
(2)
نفح الطيب 1/ 237، ابن عذاري 2/ 33، الأعلام 2/ 187.
(3)
بلج بن بشر القشيريّ (ت 124)، له ترجمة في المقفّى رقم 970.
(4)
أبو الخطّار وقومه يمنيّون، وهذا التمثّل يمهّد لتعصّبه لليمنيّة على القيسيّة، ووقعة مرج راهط دارت سنة 64 بالشام بين جند الأمويّين وقد بايعوا مروان بن الحكم والضحّاك بن قيس الفهريّ القرشيّ وقد بايع عبد الله بن الزبير. انظر ترجمة الضحّاك في الأعلام 3/ 309، وترجمة عبد الله بن الزبير في المقفّى رقم 1481.
(5)
حنظلة بن صفوان (ت 127) له ترجمة في المقفّى برقم 1313.
(6)
بلج مات. أمّا عبد الرحمن بن حبيب حفيد عقبة بن نافع فقد غامر بالأندلس، فلم يفلح فتملّك إفريقيّة قسرا سنة 126، الأعلام 4/ 73.
(7)
ثعلبة بن سلامة كان والي الأندلس عند قدوم أبي الخطّار سنة 124، وكان هشام بن عبد الملك رتّب الولاية على هذا النحو: كلثوم بن عياض فبلج بن بشر ابن أخيه، فثعلبة هذا: ابن عذاري 2/ 32.
(8)
الزيادة من نفح الطيب 1/ 227 لتوضيح العصبيّة بين-
فكلّم فيه أبا الخطّار فأغلظ له فردّ عليه الصميل، فأقيم وضرب قفاه فمالت عمامته (1)، وخرج فقيل له: نرى عمامتك مالت.
فقال: إن كان لي قوم فسيقيمونها.
ثمّ مضى فجمع له كما ذكر في ترجمته (2)، وأتى شذونة فاستخلف أبو الخطّار على قرطبة، وخرج إليهم فاقتتلوا في رجب سنة سبع وعشرين ومائة قتالا شديدا فانهزم أبو الخطّار وأسر، بعد ما قتل أصحابه شرّ قتل، وسجنه الصميل وثوابة بن سلامة الجذامي بقرطبة، وملكها ثوابة.
فثار عبد الرحمن بن حسّان الكلبي وأخرج أبا الخطّار من السجن (3) واستجاش اليمانيّة، فاجتمع له خلق كثير وأقبل بهم إلى قرطبة وقاتل ثوابة والصميل ومعهما المضريّة واليمانيّة. فلمّا اشتدّت الحرب نادى رجل: يا معشر اليمانيّة، ما لكم تتعرّضون للحرب على أبي الخطّار، وقد جعلنا الأمير منكم؟
- يعني ثوابة، فإنّه كان من اليمن- ولو أنّ الأمير منّا لقد كنتم تعذرون في قتالكم لنا. وما نقول هذا إلّا تحرّجا من الدماء ورغبة في عافية العامّة!
فقال الناس: صدق والله! والأمير منّا، فما بالنا نقاتل قومنا؟
وتركوا القتال وافترقوا، وفرّ أبو الخطّار إلى باجة ورجع ثوابة إلى قرطبة، فسمّي ذلك العسكر عسكر العافية (4).
فلمّا مات ثوابة في سنة تسع وعشرين [ومائة]، وأقام الصميل بعده يوسف بن عبد الرحمن الفهري، قال أبو الخطّار: إنّما أراد الصميل أن يصيّر الأمر إلى مضر- وسعى في الناس حتى ثارت الفتنة بين اليمن ومضر، واجتمعت اليمنيّة إليه والمضريّة إلى الصميل، وتزاحفوا واقتتلوا أيّاما كثيرة قتالا لم يكن بالأندلس أعظم منه. ثمّ أجلت الحرب عن هزيمة اليمنيّة، فمضى أبو الخطّار منهزما واستتر في رحى [بشقندة] كانت للصميل، فدلّ عليه فأخذه الصميل وقتله.
وكان شجاعا ذا رأي وكرم، وهو الذي قسم كور الأندلس على أجناد الشام لمّا كثروا عنده، ولم تحملهم قرطبة ففرّقهم في البلاد، فأنزل أهل دمشق إلبيرة لشبهها بها وسمّاها دمشق، وأنزل أهل حمص إشبيلية وسمّاها حمص، وأنزل أهل قنّسرين بجيّان وسمّاها قنّسرين، وأنزل أهلالأردنّ بريّه وسمّاها الأردنّ، وأنزل أهل فلسطين بشذونة وسمّاها فلسطين، وأنزل أهل مصر بتدمير وسمّاها مصر لشبهها بها، فجرت أسماء هذه الكور على ذلك مدّة.
وكان أبو الخطّار مع فروسيّته وكرمه شاعرا محسنا، فمن شعره قوله [البسيط]:
إنّ ابن بكر كفاني كلّ معضلة
…
وحطّ عن غاربي ما كان يؤذيني
إذا اتّخذت صديقا أو هممت به
…
فاعمد لذي حسب ترضاه أو دين
ما قدّر الله في مالي وفي ولدي
…
لا بدّ يدركني، لو كنت في الصين
- الغسّاني (يمنيّة)، والكنانيّ (قيسيّة).
(1)
في النفح: فأقيم من مجلسه وتقنّع ولعلّها: وقنّع أي ضرب على رأسه.
(2)
ترجمة الصميل مفقودة.
(3)
في البيان المغرب 2/ 35، أنّ أبا الخطّار أفلت من سجنه، لا غير، ولكنّه يزيد بعد حين: أخرجه عبد الرحمن بن نعيم الكلبيّ وهرب به إلى لبلة.
(4)
في البيان 2/ 34 تبرير آخر لهذا الاسم: هو جيش أبي-
الخطّار وقد أطلق سراح المسلمين من البربر وغيرهم الذين نادى ثعلبة بن سلامة ببيعهم في سوق قرطبة بعد انتصاره على البربر الثائرين.