الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على حاله، فقال له المهديّ: ما هذا الأمر الذي أذهلك وشغلك عن أمر نفسك يا أبا عبد الله؟
قال: يا مولانا، وما هو؟
قال: أرى ثوبك مقلوبا عليك منذ ثلاثة أيام، فعلمت أنّك ما نزعته عن بدنك.
فنظر أبو عبد الله إلى ثوبه فرآه مقلوبا، فقال:
والله ما علمت بذلك إلّا ساعتي هذه.
فقال المهديّ: إنّ هذا لشغل عظيم، فأين كنت البارحة بائتا والليالي التي قبلها؟
فسكت أبو عبد الله، فقال المهديّ: أليس بتّ هذه الليالي في دار أبي زاكي؟
قال: بلى.
قال: وما الذي أحوجك أن تبيت في غير دارك؟
فقال: يا مولانا، خفت.
قال: وهل يخاف الإنسان إلّا من عدوّه؟
قال: أعوذ بالله!
قال المهديّ: إنّ المؤمن لا يخاف وليّه.
فسكت أبو عبد الله وعلم أنّ عورته قد ظهرت للمهدي، ثمّ انصرف وأخبر أصحابه بالقصّة.
فخافوا على أنفسهم من المهديّ، فما زال بهم المهديّ حتى فرّقهم في البلاد.
[قتل الأخوين]
وخرج أبو عبد الله وأخوه أبو العبّاس يوما يريدان القصر، وكان المهدي أمر غزويه ورجالا معه أن يرصدوا أبا عبد الله وأخاه. فلمّا وصلا إلى قرب القصر حمل غزويه على أبي عبد الله وحمل آخر على أخيه، فقال أبو عبد الله: لا تفعل يا بنيّ!
قال: الذي أمرتنا بطاعته أمرني بقتلك.
فقتلاهما يوم الاثنين النصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين. فخرج المهديّ وصلّى عليهما وقال: رحمك الله يا أبا عبد الله وجزاك خيرا بجميل سعيك! ولا رحمك يا أبا العبّاس فإنّك صرفته عن الحقّ (1).
1225 - شمس الدين ابن الأثير الواعظ [- 735]
(2)
الحسين بن أسد بن مبارك بن الأثير، شمس الدين، الواعظ.
سمع من الحافظ عبد العظيم، وعبد المحسن بن عبد العزيز المخزوميّ، والنجيب. وكان حسن المذاكرة فاضلا.
توفّي بمصر عن أربع وثمانين سنة في يوم [الخميس سادس جمادى الآخرة] سنة خمس وثلاثين وسبعمائة.
1226 - أبو عليّ ابن الخشّاب
الحسين بن بقاء بن محمد بن أحمد الخشّاب،
(1) في عيون الأخبار 187 تعليق طويل على ترحّم المهديّ على صاحبه بعد قتله.
وقد أفادنا المقريزي هنا بأمور، منها:
1 -
أنّ غزويه بن يوسف الكتاميّ هو الذي كان يحمل خبر المؤامرة إلى المهديّ.
2 -
أنّ اليسع بن مدرار صاحب سجلماسة قتل صبرا بعد الظفر به.
3 -
أنّ جدّ الكلبيّين أمراء صقلّيّة- أبا الحسين- كان من أصحاب أبي عبد الله الأوّلين.
هذا وقد خصّص المقريزي ترجمة لأبي العبّاس المخطوم محمد بن أحمد بن محمد أخي أبي عبد الله (رقم 1828).
(2)
السلوك 2/ 387 والزيادة منه.