الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خوخة (1) من الحمّام وخرج غلمان معهم مدخنة وماء ورد وغالية ومشط ومرآة. فتبخّر وانصرف، فإذا ابن حمدويه قد وقف على باب الحمّام ومعه بغلة مسرجة ملجمة وهو آخذ بركابها، فقال: يا سيّدي، أجللتك عن دخول الدار فجمّلني بركوبها.
[435 أ] فتبسّم وركبها إلى داره، ثمّ استدعى بحسن كاتبه بعد أيّام وقال له: كم بقي على ابن حمدويه من الخراج؟
فقال: ثلاثة آلاف وستّمائة دينار.
فقال: اكتب له براءة وأنفذها إليه.
ففعل ذلك.
[إملاك ابنته بابن القاضي أبي زرعة]
ولمّا أراد أن يملك ابنته بالحسين بن أبي زرعة (2) وأراد عمل مجتمع، شاور أصحابه كيف يصنع في الإملاك فاختلفوا عليه، فقال: دعوني الليلة! - ثمّ أصبح فقال: أرسلوا إلى هؤلاء المائة- وعيّنهم في درج كتبه- وقولوا لهم حتّى يكونوا عندنا قبل صلاة الصبح.
فلمّا حضروا عنده خرج إليهم مائة غلام بمائة مدخنة، ومائة غلام بمائة نضّاح ماء ورد، ومائة غلام بمائة قدح غالية، ومائة غلام بمائة مرآة، ومائة غلام بمائة مشط، فتبخّر الجماعة، وقرئ الكتاب وعقد العقد. وخرج مائة غلام بمائة إبريق ومائة طشت ومائة منديل فغسلوا أيديهم.
وخرجت عشر موائد جلس كلّ عشرة على مائدة فأكلوا. وخرج مائة غلام بمائة طشت ومائة إبريق غير تلك ومعهم مائة منديل ومائة
مجمع (3) في دقّاقات وأشانين مطيّبة فغسلوا أيديهم. وخرج مائة غلام بمائة مدخنة ومائة درج ومائة نضّاح ماء ورد ومائة منديل، فتبخّروا [379 أ] وخرجت مائة صينيّة فيها الدنانير والدراهم والتماثيل (4) فألقي [ت] صينيّة في كمّ [كلّ] واحد.
وأخذ العروس وأبوه وأدخلا إلى حجرة وخلع عليه [ما] وبخّرا وحملا على دابّتين شاكريّتين (5). وكان العرس أعظم من الإملاك.
[محاسبة وزراء بغداد له ولابن أخيه]
وكان مع كثرة كرمه من أحسن الناس عشرة مع كتّابه وعمّاله، وبودّه أن يكونوا أجلّ الناس وأغنى الناس.
ولمّا ولي علي بن عيسى بن الجرّاح الوزارة (6) في أيّام المقتد [ر] بالله طالب أبا زنبور بحساب مصر لأربع سنين عنها ثمانية آلاف ألف دينار، فبعث إليه بحسابها مع أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن قلا الكاتب ودفع إليه عشرة آلاف دينار، وكتب له على دمشق بخمسة آلاف دينار، وأحاله على رجل في بغداد بعشرة آلاف دينار، فأصلح أمره وعاد، فعمل معه أضعاف ذلك. فلمّا ولي [أبو] الحسن علي بن محمد [بن موسى] بن الفرات الوزارة، أشخص أبا زنبور وابن أخيه محمد بن عليّ إلى بغداد وجمع لهما الكتّاب لمناظرتهما: فلمّا خوطب بالحساب وبقّوا عليه
(1) الخوخة: باب صغير يفضي إلى زقاق.
(2)
الكندي، 521.
(3)
المجمع: صندوق ذو أقسام مفصولة بحواجز، والدقّاقات والأشانين أنواع من الطيب المطحون (دوزي).
(4)
التماثيل: إمّا نقود، وإمّا صنائع من الندّ والعنبر «ألقيت في أكمام الناس» (الكندي 522).
(5)
الدابّة الشاكريّة: فرس أو ناقة للبريد.
(6)
في ترجمة ابن الجرّاح وابن الفرات، انظر دائرة المعارف الإسلاميّة 1/ 397 و 3/ 790.