الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسقتني يداك من علل الكو
…
ثر سقيا شفت غليل ظماء
أتمنّى لو راسلتك الأعادي
…
ببليغ يوفي على البلغاء
في فنون الأقوال هزلا وجدّا
…
وارتجالا للخطبة الغرّاء
5 لترى موقعي هناك، وسهل
…
دون شأوي وواصل بن عطاء (1)
كيف لي لو قد احتضرت عكاظ
…
يّا وغبّرت أوجه البلغاء؟
وحسب مؤمن أنت بعد الله، لدينه ودنياه، ونعم الوكيل.
ومن شعره [الطويل]:
فيا دمع قل لي كيف حالك غدوة
…
إذا بان جيران وخفّ قطين
وقد وعدونا بالإياب وما دروا
…
بأنّ النوى مثل الحديث شجون
ولمّا كان مختفيا بالقاهرة، والحاكم بأمر الله يطلب دمه، بلغه عن صبيّ أمرد أنّه انتهى الحسن إليه في [394 ب] زمانه، فاشتهى أن يراه. وخبّر أنّه يعوم بالخليج، فخرج وغرّر بنفسه حتّى نظر إليه وقال فيه [الكامل]:
علّمت منطق حاجبيه
…
والبين ينشر رايتيه
وعرفت آثار النّعي
…
م بقبلة في عارضيه
ها قد رضيت من الحيا
…
ة بأسرها نظري إليه
ولقد أراه في الخلي
…
ح، يشقّه من جانبيه
5 والموج مثل السيف وهـ
…
وفرنده في صفحتيه
لا تشربوا من مائه
…
أبدا ولا تردوا عليه
قد ذاب منه السحر في
…
حركاته من وجنتيه
فكأنّه في الموج قل
…
بي بين أشواقي إليه (2)
[حكم ابن القارح معلّمه عليه]
[463 ب] وقد ذكره أبو الحسن علي بن منصور ابن طالب، المعروف بابن القارح وب «دوخلة» الحلبيّ في رسالته إلى أبي العلاء أحمد بن سليمان المعرّيّ، ومنها نقلت، فقال: ثمّ سافرت إلى مصر ولقيت أبا الحسن المغربيّ، فألزمني أن لزمته (3) لزوم الظلّ، وكنت منه مكان المثل في كثرة الإنصاف، والحنوّ والالتحاف (4). فقال لي سرّا:
أنا أخاف همّة أبي القاسم أن تنزو به إلى أن يوردنا وردا لا صدر عنه. فإن كانت الأنفاس ممّا يحفظ ويكتب، فاكتبها واحفظها وطالعني بها.
فقال لي يوما: ما نرضى بالخمول الذي نحن فيه!
فقلت له: وأيّ خمول هنا؟ تأخذون من مولانا- خلّد الله ملكه- في كلّ سنة ستّة آلاف دينار.
وأبوك من شيوخ الدولة، وهو معظّم مكرّم.
(1) سهل بن هارون.
(2)
الأبيات في دمية القصر 1/ 116.
(3)
ألزمني الوالد أبو الحسن أن ألزم الابن، أي صاحب الترجمة. وانظر رسالة الغفران ص 53 من طبعة بنت الشاطئ وقد صدّرتها برسالة ابن القارح.
(4)
قرأت بنت الشاطئ: التحافّ بالتضعيف من تحافّ الرجلان. وشرحتها بمادّة تحف. وفي مخطوطنا:
والالتحاف بألفين ولامين، فأبقيناها على الافتعال من لحف بمعنى شمل وغطّى.
فقال: أريد أن يصار إلى أبوابنا الكتائب والمواكب والمقانب! ولا أرضى بأن يجري علينا كالولدان والنسوان.
فأعدت ذلك [على] أبيه فقال: ما أخوفني أن يخضب أبو القاسم هذه من هذه- وقبض على لحيته وهامته (1). وعلم بذلك أبو القاسم فصارت بينه وبينه وقفة.
ثمّ ذكر دوخلة خروجه من مصر إلى أن قال:
ورد عليّ كتاب أبي القاسم فسرت إلى ميّافارقين، فكان يسرّ حسوا في ارتغاء. قال لي يوما: لي أيّام ما رأيتك؟
قلت: أعرضت حاجة؟
قال: لا. أردت أن ألعنك.
قلت: فالعنّي غائبا.
قال: لا. في وجهك أشفى.
قلت: ولم؟
قال: لمخالفتك إيّاي فيما تعلم.
وقلت له، ونحن على أنس بيني وبينه: لي حرمات ثلاث: البلديّة، وتربية أبيه [لي]، وتربيتي لإخوته.
قال: هذه حرم مهتكة: البلديّة نسب بين الجدران، وتربية أبي لك منّة لنا عليك، وتربيتك لإخوتي بالخلع والدنانير.
[و] أردت أن أقول له: استرحت من حيث تعب الكرام، فخشيت جنونه، لأنّه كان جنونه مجنونا، وأصحّ منه مجنون، وأجنّ منه لا يكون، و [قد] أنشد [الطويل]:
جنونك مجنون، ولست بواجد
…
طبيبا يداوي من جنون جنون
بل جنّ جنانه، ورقص شيطانه [الطويل]:
به جنّة مجنونة، غير أنّها
…
إذا حصّلت، منه ألبّ وأعقل
وقال لي ليلة: أريد أن أجمع أوصاف الشمعة السبعة في بيت واحد، وليس يسنح لي ما أرضاه.
فقلت: أنا أفعل هذا الساعة.
قال: أنت جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب.
فأخذت القلم من دواته وكتبت بحضرته [الطويل]:
[464 أ] لقد أشبهتني شمعة في صبابتي
…
وفي هول ما ألقى وما أتوقّع
نحول، وحرق في فناء ووحدة
…
وتسهيد عين واصفرار وأدمع
فقال: كنت قد عملت هذا قبل هذا الوقت!
قلت: تمنعني سرعة الخاطر وتعطيني علم الغيب؟
وقلت [395 أ]: أنت ذاكر قول أبيك لي ولك وللبتّيّ الشاعر ولمحسن الدمشقيّ، ونحن في الطارمة (2): اعملوا قطعة قطعة فمن جوّد جلعت جائزته كتبها فيها- فقلت [الكامل]:
بلغ السماء سموّ بي
…
ت شيد في أعلى مكان
بيت علا حتّى تغوّ
…
ر في ذراه الفرقدان
(1) هذا الجواب تضمين لكلمة مشهورة للإمام عليّ بخصوص عبد الرحمن بن ملجم. انظرها في ترجمة ابن ملحم رقم 1440. هذا وقد مرّ هذا الحوار في بداية الترجمة.
(2)
الطارمة: البهو أو الأريكة أو الخزانة الواسعة (دوزي).
وفي خصوص البتّي والمحسن الدمشقيّ انظر ما قالته بنت الشاطئ ص 56. وفي مخطوطنا: البيتيّ.