الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبو قبيل المعافري، وشييم بن بيتان (1)، ويزيد بن صبح، والحارث بن يزيد الحضرميّ.
وتوفّي بالشام سنة ثمانين.
1095 - جنادة الأزديّ الهرويّ اللغويّ [- 399]
(2)
[399 ب] جنادة بن محمّد، الأزديّ، الهرويّ، اللغويّ.
كان مكثرا من حفظ اللغة ونقلها، عارفا بحوشيّها ومستعملها ولم يكن في زمنه مثله في فنّه.
حضر مجلس الصاحب إسماعيل بن عبّاد بشيراز، وهو شعث الزيّ ذو أطمار رثّة وسخة، فجلس قريبا من الصاحب، وكان مشغولا. فلمّا بصر به قطّب وقال: قم يا كلب من ههنا!
فقال له جنادة: الكلب هو الذي لا يعرف للكلب ثلاثمائة اسم.
فمدّ عند ذلك الصاحب يده، وقال: قم إلى ههنا، فما يجب أن يكون مكانك حيث جلست، ورفعه إلى جانبه.
وقدم مصر وصحب الحافظ عبد الغني بن سعيد [المصري] وأبا علي الحسن بن سليمان المقرئ النحويّ الأنطاكيّ (3)، وكانوا يجتمعون في دار العلم بالقاهرة، وتجري بينهم مذاكرات
ومباحثات. فتنكّر الحاكم بأمر الله أبو علي منصور عليهم وقتل جنادة وأبا علي المذكور في ثالث عشر ذي الحجّة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، واستتر عبد الغنيّ.
1096 - جنيّ الصفوانيّ [- بعد 312]
(4)
[400 أ] جنيّ الصفوانيّ الخادم [
…
].
[
…
] ودخل بلاد الروم في سنة ستّ وثلاثمائة، فخرّب ونهب وأحرق وفتح، وعاد.
فقرئت الكتب على المنابر ببغداد.
وقدم إلى مصر مددا لتكين على قتال أبي القاسم ابن المهديّ عبيد الله صاحب إفريقيّة، سلخ ذي الحجّة سنة ثمان وثلاثمائة، ومعه عسكر من بغداد. فعسكر بالجيزة. وجعله مؤنس المظفّر على مقدّمته عند مسيره إلى الفيّوم. فلمّا مضى مؤنس إلى العراق خرج جنيّ أيضا من مصر في الثامن عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثمائة.
1097 - جنكلي بن البابا [- 746]
(5)
[401 أ] جنكلي بن محمد بن البابا بن جنكلي بن خليل بن عبد الله، العجليّ، الأمير بدر الدين، ويرجع نسبه إلى إبراهيم بن أدهم.
(1) شييم بن بيتان، كما في الإكمال 5/ 40، وفي التهذيب 4/ 379 (638).
(2)
وفيات 1/ 372 (143)؛ الوافي 11/ 192 (284) وكنيته فيها: أبو أسامة. وكذلك في بغية الوعاة 213، وقد ذكر السيوطي قصّته مع الصاحب.
(3)
أبو الحسن علي في الوفيات والوافي. وفي غاية النهاية 1/ 215 (982) ترجمة مقرئ قتله الحاكم سنة 399، واسمه الحسن بن سليمان بن الخير الأنطاكيّ النافعيّ.
وعليه فرواية المقريزي هي الصحيحة، وقد تأكّدت في الاتّعاظ 2/ 80.
(4)
الكندي 277؛ النجوم 3/ 196؛ العيون والحدائق 228، وفيها أنّ القرامطة أسروه سنة 312؛ التنبيه والإشراف 331، وزاد بعد اسمه: مولى ابن صفوان العقيليّ؛ صلة تاريخ الطبريّ لعريب 107 وفيها ذكر أسره. وفي ص 65 قال عريب إنّ جنّيا تقلّد ديار مضر من قبل المقتدر بعد وصيف البكتمريّ فضبطها.
(5)
الوافي 11/ 199 (296)؛ وأعيان العصر 2/ 163 (545)؛ السلوك 2/ 698؛ النجوم 10/ 143.
كان مقامه بالقرب من آمد، فخطبه الملك الأشرف خليل بن قلاوون ورغّبه في القدوم إلى مصر، فلم يوافق على القدوم حتى يرى منشور الإقطاع، فكتب له منشور بإقطاع جيّد ووجّهه إليه فلم يتهيّأ له ذلك.
وكان تحت إيالة المغل ملوك بغداد، ويلي عنهم [305 أ] رأس عين من قبل غازان. فلمّا مات غازان في سنة ثلاث وسبعمائة أحبّ القدوم إلى مصر، وكتب يستأذن في ذلك، فأجيب بالإذن والشكر، ووعد بكلّ خير. وكتب إلى الأمراء نوّاب الشام بتلقّيه وإكرامه وتعظيم قدره. فركب بمن معه من الزامه وأقاربه وأمواله، ونزل على الفرات، فتلقّاه نوّاب بهسنا وكختا وكركر (1) وغيرها، وقاموا بخدمته حتّى قرب من حلب، فتلقّاه نائبها، وقام بواجبه، وجهّزه إلى دمشق، فتلقّاه أيضا نائبها، وسيّره إلى مصر. فخرج إليه الأمير بيبرس الجاشنكير وسائر الأمراء، ولقوه بقبّة النصر خارج القاهرة في ثالث ذي الحجّة منها، وصعدوا به إلى قلعة الجبل. فقبّل الأرض بين يدي السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، فاستدناه وسأله عن أحواله، وأنزله بالقلعة، وأنعم عليه بإمرة مائة تقدمة ألف على إقطاع الأمير بهاء الدين قراقوش الظاهريّ بحكم انتقاله إلى إمرة بصفد. وأعطا [هـ] زيادة مائة ألف درهم. وأنعم على أمير عليّ- من الزامه- بإمرة عشرة، وعلى نوروز ابن أخيه بإمرة مائة. وأهدى الأمراء إليه هدايا سنيّة. واستمرّ من أكبر أمراء مصر.
وقدمت عليه أخته في سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، فماتت بدمشق قبل رؤيته.
وكان السلطان يعظّم قدره ويكرمه ويبعث إليه الذهب مع الأمير بكتمر الساقي ومع غيره، ويرسل إليه بأن: لا تبوس الأرض على هذا المبلغ ولا تنزله في ديوانك- يريد بذلك إخفاء ما يرسله إليه.
وكان يجلس [أوّلا في الميمنة] ثاني نائب الكرك، فلمّا خرج [نائب الكرك] إلى طرابلس جلس جنكلي رأس الميمنة، حتّى مات يوم الاثنين ثامن عشرين شهر ربيع الآخر سنة ستّ وأربعين وسبعمائة.
وكان من الحشمة والعقل والسكون، والدين الوافر، وعفّة الفرج، في غاية.
وكان يعرف من الفقه ربع العبادات، واختلاف الأئمّة [401 ب] في ذلك. وكان ركنا من أركان الإسلام في نفع أهل العلم والدين بماله وجاهه.
وأنفق في حركة الناصر أحمد في توجّهه إليه بالكرك وإحضاره إيّاه منها حتّى تسلطن، وما قدّمه له في سلطنته، وما تكلّفه في توجّهه لمحاربته بالكرك، مبلغ ألف ألف وأربعمائة ألف درهم فضّة، عنها نحو سبعين ألف دينار.
وكان له ولدان، أحدهما ناصر الدين محمد، وقد مرّ ذكره في المحمّدين (2). والآخر شهاب الدين أحمد.
(1) بهسنا: قال ياقوت: قلعة بقرب مرعش وسميساط، هي اليوم من أعمال حلب. وكختا لم يذكرها ياقوت؛ وفي السلوك 1/ 714 هامش 4: قلعة في شرقي ملطية.
وحصن كركر يقع بين ملطية وآمد (السلوك 1/ 714 هامش 1)، وكذلك قال ياقوت.
(2)
هذه عبارة الصفديّ، ومعروف أنّ الوافي يبدأ بتراجم المحمّدين، وليس الأمر كذلك في المقفّى الذي حصل بين أيدينا. فالمقريزي نقل عن الصفدي دون أن يتنبّه إلى مسألة الترتيب، ولم يتّبع الصفدي في الأعيان ترتيبه في الوافي، فقال بخصوص ناصر الدين ابن جنكلي: وسيأتي ذكر الأمير محمّد (الميم بعد الجيم)، أو لعلّه كان في نيّته أن يبدأ بالمحمّدين هو أيضا؟ ولكن سبق له أن قال في رأس مخطوط السليميّة: ونفتتح بإبراهيم الخليل تبرّكا به. ومحمّد بن جنكلي تأتي ترجمته في المقفّى برقم 2004، وقد توفّي قبل أبيه سنة 742.