الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قيل: إنّ المقوقس الذي كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم سمّه ابنه بعد ما نزل عمرو بن العاص بلبيس بجيوش المسلمين، وقام من بعده بحرب عمرو. فثار أرجانوس بن راعيل على ابن المقوقس وملك القصر، ففرّ ابن المقوقس إلى الإسكندريّة، وصالح أرجانوس عمرو بن العاص.
وقد ذكرت في ترجمة المغيرة بن شعبة (1) رضي الله عنه خبر قدومه الإسكندريّة ومساءلة المقوقس له ولقومه بني مالك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، فتضمّن من أعلام النبوّة، ومن كلام المقوقس ما دلّ على علمه وتقدّم فضله. فراجعه تجده إن شاء الله.
1068 - جعفر بن حبيب القائد [- 401]
(2)
[371 أ] ولّاه عبد الله بن محمّد الكاتب (3) مدينة باجة في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. ثمّ عزل عنها في سنة اثنتين وثمانين. ثمّ أعيد بعد أيّام.
وقدم إلى مصر غير مرّة رسولا من إفريقيّة بهديّة بعثها الأمير عدّة العزيز بالله أبو الفتح منصور ابن سيف العزيز بالله أبي الفتوح يوسف بن زيري بن مناد إلى أمير المؤمنين العزيز بالله أبي منصور نزار ابن المعزّ.
فقدم في سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وعاد بهديّة جليلة في سنة أربع وثمانين إلى المهديّة، ومعه الفيل. فتلقّاه الأمير منصور وابنه باديس
والقضاة وخلائق، للنصف من ذي القعدة [سنة أربع وثمانين](4). ثمّ سار بهديّة الأمير أبي مناد باديس بن منصور في يوم الاثنين سادسرمضان سنة ستّ وثمانين وعاد.
فلمّا قدم يانس العزيزي إلى طرابلس بعد ولايته برقة وخرج تمصولت إلى مصر، كما ذكر في ترجمة كلّ منهما (5)، دعا نصير الدولة أبو مناد باديس بالقائد جعفر بن حبيب، وخلع عليه، وحمله، وقلّده سيفا، وأخرج بين يديه الطبول والبنود، وأمره بالرحيل إلى طرابلس. فخرج من المنصوريّة مستهلّ رجب سنة تسعين وثلاثمائة، وسار حتى نزل من وراء يانس بمرحلتين، فأقام بقيّة رجب وشعبان ورمضان حتى بعث نصير الدولة إلى يانس وأجابه بما ذكر في ترجمته.
فكوتب جعفر بالنهوض إليه ومناجزته، فرحل حتى نزل صبرة واستظهر بالكتاب إلى يانس يخيّره بين مسيره إلى نصير الدولة أو محاربته، فاختار الحرب. وبرز إليه حتّى أشرف عليه يوم [371 ب] الجمعة الثاني من ذي القعدة. فخرج من الغد روّاد العسكرين، وكان بينهم قتال قتل فيه من أصحاب يانس سبعة من حماة فرسانه، وأتى برءوسهم إلى
(1) ترجمة المغيرة مفقودة.
(2)
ابن عذاري 1/ 242؛ وانظر رسالة هـ. ر. إدريس عن الدولة الزيريّة.
(3)
عبد الله بن محمد الكاتب: نائب بلقين بن زيري على إفريقيّة، قوي نفوذه حتى خافه بنو زيري فقتله المنصور بن بلقين بيده سنة 377 (ابن عذاري 1/ 242).
(4)
خبر الفيل في البيان 1/ 247 وفي أنموذج ابن رشيق 300 حيث نقل قصيدة علي التّونسيّ وفيها وصف الفيل، وفي الاتّعاظ 1/ 282، والزيادة منه.
(5)
ترجمتا يانس وتموصلت مفقودتان. وفقد الثانية أغرب لأنّ مخطوط السليميّة احتفظ بحرف التاء، فهل يعني سقوطها منه أنّ الناسخ صدر عن اختيار وانتقاء؟ وتموصلت- أو تمصولت بن بكّار الأسود الحاكمي، أبو محمد، مولى ابن زيري، ولّاه طرابلس فجار [اتّعاظ 2/ 35]، فلمّا طلبه هرب إلى الحاكم بالقاهرة. وانظر النجوم 4/ 207 هامش 1. أمّا يانس الخادم أبو الحسن، فقد أرسله برجوان واليا على برقة ثمّ طرابلس (الخطط 3/ 25)، وذكر ترجمته في المقفّى دليل على أنّ المقريزيّ قد أتمّ قاموسه.، إذا اتّبع الترتيب المعقول من الألف إلى الياء.