الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1079 - ابن الدبوقا الدمشقيّ [621 - 691]
(1)
[386 أ] جعفر بن القاسم بن جعفر بن عليّ بن جيش، رضيّ الدين، أبو الفضل، ابن دبوقا، الدمشقيّ، المقرئ، الكاتب.
ولد سنة إحدى وعشرين وستّمائة بحرّان، وكان أبوه كاتبا بها. ثمّ قدم دمشق. وقرأ القراءات على السخاوي وبرع في العربيّة والأدب، وتصرّف في الكتابة حتى أضرّ في أواخر عمره، فجلس للإقراء بجامع بني أميّة فقرأ عليه الناس، وحدّث حتى مات في سادس عشرين شهر رجب سنة إحدى وتسعين وستّمائة.
وكان جيّد المعرفة بالأداء فصيحا متقنا موطّأ الأكناف. قدم القاهرة فيما ذكر بعضهم.
1080 - ابن جدار الكاتب [- 268]
(2)
[387 أ] جعفر بن محمّد بن أحمد، ابن جدار، أبو القاسم، الكاتب، شاعر مصر. حسن البلاغة، له ديوان شعر ومكاتبات كثيرة حسنة. وقام مع العبّاس بن أحمد بن طولون، فلمّا ظفر الأمير أحمد بن طولون بابنه العبّاس وقد صار ابن جدار وزيره وصاحب أمره، ضربه ثلاثمائة سوط وقطع يديه ورجليه، فمات في ذي القعدة سنة ثمان وستّين ومائتين.
ومن شعره [الرمل]:
زارني زور ثكلتهم
…
وأصيبوا حيثما سلكوا
أكلوا حتى إذا شبعوا
…
حملوا الفضل الذي تركوا
1081 - جعفر بن محمد الكلبيّ الصقليّ [- 375]
(3)
[387 ب] جعفر بن محمد بن الحسن بن عليّ بن أبي الحسين، الكلبي، الصقليّ، أمير صقلّيّة.
كان أمراء بني أبي الحسين بصقليّة يتوارثون إمارتها مدّة سنين. وأوّل من ولي منهم الحسن بن عليّ في سنة ستّ وثلاثين وثلاثمائة من قبل الإمام المنصور بنصر الله أبي الطاهر إسماعيل بن محمد القائم بأمر الله بن عبيد الله المهديّ الفاطميّ.
ثمّ ولي بعد الحسن بن عليّ ابنه أبو الحسين أحمد بن الحسن، ثمّ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عليّ، ثمّ ابنه جابر بن أبي القاسم عليّ، ثمّ جعفر بن محمّد هذا.
وكان أبوه أبو عبد الله محمد بن الحسن قد قدم إلى مصر مع المعزّ لدين الله ومات بالقاهرة. فلمّا مات المعزّ واستخلف من بعده ابنه العزيز بالله أبا منصور نزار بن المعزّ ونافق حمزة بن [ثعلة](4) الكتامي بأسوان في سنة ثمان وستّين وثلاثمائة أخرج إليه جعفر بن محمّد هذا، فأخذه ودخل به القاهرة ومعه أمواله وجواهره ونعمه: فلمّا قتل أبو القاسم عليّ بن حسن أمير صقليّة لعشر بقين من المحرّم سنة اثنتين وسبعين في الجهاد وقام من بعده ابنه جابر كتب قوم من أهل صقلّيّة إلى العزيز يعرّفونه عجز جابر عن القيام بأمر صقلّية. فأمر
(1) غاية النهاية 1/ 194 (894).
(2)
المغرب (مصر) 118؛ العقد 5/ 348 وسمّاه: كاتب ابن طولون؛ ياقوت: أدباء 790 (285). وقال محقّقه إحسان عبّاس: واسمه يتردّد بين حدار وجدار وحذار.
وهو في مخطوطنا: ابن حدار بالمهملتين. وعند كحّالة:
ابن جذار؛ الوافي 11/ 141 (221).
(3)
أعمال الأعلام 5/ 478؛ اتّعاظ 1/ 245؛ ابن ميسّر 49.
(4)
بياض بالمخطوط، والإكمال من الاتّعاظ 1/ 245.
العزيز جعفر بن محمد هذا أن يمضي من مصر إلى صقلّيّة وعقد له بولايتها. وقد كان في رتبة أبيه من الوزارة والحال الجليلة. فخاف منه الوزيريعقوب بن كلّس وأراد إبعاده، فحسّن للعزيز ولايته صقليّة وعرّفه أنّ الثغر يتلف ما لم يله (1)، فتمّت حيلته وولّاه العزيز.
فخرج من القاهرة في البرّ، ومعه خيل يسيرة فوصل إلى مدينة المنصوريّة يوم الأربعاء لخمس خلون من صفر سنة ثلاث وسبعين [وثلاثمائة]، وبين يديه عشرون فرسا بالسروج المحلّاة الثقيلة، وخمسة بنود مذهبة وخمس عماريّات، ومعه سبكتكين التركيّ (2)، فلقيه عبد الله بن محمد الكاتب (3) وأنزله. فنادى مناديه في الناس بإعطاء الأرزاق السنيّة، فأتاه جماعة من الناس فلم يحتمل ذلك عبد الله ونادى: «من مضى إلى جعفر بن
[محمّد] بن الحسن، فقد حلّ دمه». وأخذ قوما سائرين نحوه فضرب أعناقهم. فرحل عند ذلك للنصف منه يريد المهدّية، ورحل معه عبد الله فأتته ثاني يوم وصوله خمسة مراكب حربيّة من صقلّيّة بهدايا جليلة وعدّة عظيمة بعث بها إليه ابن عمّه جابر بن أبي القاسم، فركب فيها يوم الجمعة لليلتين بقيتا من صفر [سنة 373]، وسار إلى صقلّيّة فتسلّمها من جابر بغير مدافعة واستقامت له أمورها.
وكتب إليه العزيز في سنة خمس وسبعين يأمره أن يدفع إلى الراهب الذي هو أبو جاريته [388 أ] السيّدة العزيزيّة (4)، القلاع التي افتتحها جدّه الحسن بن علي بن أبي الحسين، وأن يدفع إليه كلّ شيء عنده من قديم وحديث. فقدم الراهب إلى صقلّيّة فأنزله جعفر ووكّل به ومنع أن يدخل عليه أحد، حتى إنّه كان إذا عبر الحمّام صحبه عدّة من المسلمين حتى يدخل ويخرج فيردّو [ن] هـ إلى موضعه. فأقام على هذا نحو أربعة أشهر. ثمّ جمع له كلّ شيخ وعجوز وعليل من النصارى ودفعهم إليه، وهم نحو مائة نفس وأمره بالرحيل، [فأفلت وما صدّق بنجاته](5) فمضى إلى القسطنطينيّة، وكتب إلى العزيز بما كان فيه مع جعفر. وأمر جعفر بعد مسير الراهب فاشترى مركبا أندلسيّا وشحنه بطرائف الأندلس، وأظهر أنّ ابن أبي عامر بعثه إليه، وكتب إلى العزيز بأنّ صاحب الأندلس قد كتب إليه يدعوه إلى طاعته ويعده أن يقطعه من الأندلس كلّ ما يسأله. فكتب إليه العزيز بأنّ سلفه
(1) ولي يلي الثغر: يصير (جعفر) واليا على صقلّية.
(2)
سبكتكين التركي: قال في أعمال الأعلام 52/ 478: من جلّة الترك الموصوفين بالشجاعة.
(3)
عبد الله بن محمد الكاتب: أمير إفريقيّة للصنهاجيّين.
انظر عنه رسالة هـ. ر. إدريس 1/ 48 و 1/ 68. ولم يذكر في العبادلة من المقفّى، إلّا أنّ ناسخ السليميّة- أو غيره- عرّف به في الحاشية من ترجمة تميم بن المعزّ الفاطميّ رقم 1027 وقال إنّ المنصور الصّنهاجي قتله في رجب 377.
وتأتي هنا حاشية في الهامش تعرّف بعبد الله بن محمد الكاتب وتكرّر فحوى الحاشية التي مرّت في ترجمة تميم بن المعزّ الفاطميّ هـ 2، وهما بنفس الخطّ، وكأنّهما من إضافات المقريزيّ الاحتياطيّة. يقول هذه المرّة: عبد الله بن محمد بن أبي العبّاس ابن الأغلب، ولّاه الأمير أبو الفتوح يوسف بن زيري تدبير العسكر بعد موت جعفر بن يموت في رمضان سنة ثلاث وستّين وثلاثمائة، فثارت بينه وبين زيادة الله ابن القديم الناظر فتنة آلت إلى غلبة عبد الله فعظم أمره إلى أن قتله الأمير منصور بن يوسف بن زيري في حادي عشر رجب سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
(4)
السيّدة العزيزيّة: قال ابن ميسّر 49 - 50: هي أمّ ولد العزيز، وهي أخت كاتب العزيز، توفّيت سنة 385 في خلافة العزيز- ويظهر أنّها أمّ الحاكم وأخته ستّ الملك.
وفي أعمال الأعلام 52/ 478: الراهب أخو جاريته.
(5)
في المخطوط: فما أفلت وهو يأمن. والإصلاح من أعمال الأعلام.