الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1170 - ابن ويحيان الراشدي [- 685]
(1)
حسن بن عبد الله بن ويحيان، الأستاذ أبو علي، الراشديّ، التلمسانيّ، المقرئ، من بني راشد، قبيلة من البربر.
قدم إلى ديار مصر، وقرأ بالروايات على الكمال ابن شجاع الضرير، وجلس للإقراء مدّة.
فقرأ عليه مجد الدين التونسيّ، وشهاب الدين أحمد بن جبارة [المقدسيّ]. وكان بصيرا بالقراءات وعللها، عارفا بالعربيّة، صاحب عبادة وزهد وإخلاص واشتغال بنفسه لا يغتاب أحدا.
وكان ذاكرا لقصيد [ة] الشاطبيّ يشرحها لمن يقرأ عليه، وفي لسانه عجمة البربر. وكان يحلّ ألفية ابن معطي ومقدّمة ابن بابشاذ. وكان ثقة مأمونا في قوله. توفّي في ثامن عشر صفر سنة خمس وثمانين وستّمائة.
1171 - أبو علي الأزدي الصقلّيّ [590 - 669]
(2)
الحسن بن أبي عبد الله بن صدقة بن أبي الفتوح، أبو عليّ، الأزدي، الصقلّيّ، المقرئ، الإمام الزاهد.
ولد سنة تسعين وخمسمائة. وقرأ القرآن على أبي الحسن السخاوي، وهو من جلّة أصحابه، وأجاز له المؤيّد [بن محمّد بن عليّ] الطوسيّ، وأبو روح عبد المعزّ [بن محمّد] الهروي. وسمع
من ابن الزبيدي وجماعة. وقرأ عليه غير واحد.
وروى عنه أبو الفدا ابن الحباب، وأبو الحسن [عليّ بن محمد] ابن القطّان (3).
وكان من السادات في زهده وتعبّده وتقلّله، وافر الحرمة، ساع [يا] في قضاء الحقوق، له مهابة وقبول تامّ.
توفّي في ثاني عشر ربيع الآخر سنة تسع وستّين وستّمائة بدمشق. وكان صاحب كرامات وكشف.
1172 - الحسن بن عبيد الله بن طغج [- 371]
ابن جف بن يلتكين بن فوران بن فوري بن خاقان، الأمير أبو محمد، ابن الأمير أبي الحسن عبيد الله، ابن الأمير أبي محمد، الفرغانيّ.
وولي الرملة بعد [
…
] (4)، فلمّا وصل أبو الطيّب أحمد المتنبّي إلى الرملة يريد مصر حمل إليه الحسن بن عبيد الله هدايا وخلع عليه وحمله على فرس جواد بمركب ثقيل وقلّده سيفا محلّى وسأله المدح، فاعتذر إليه بالأبيات الرائيّة، وهي [الخفيف]:
غير أنّي تركت مقتضب الشع
…
ر لأمر مثلي به معذور
ترك مدحيك كالهجاء لنفسي
…
وقليل لك المديح الكثير
وسجاياك مادحاتك لا لف
…
ظي، وجود على كلامي يغير
(1) الوافي 12/ 92 (78)، غاية النهاية 1/ 218 (994)، ومعرفة القرّاء الكبار رقم 670.
(2)
معرفة القراء الكبار رقم 642، غاية النهاية 1/ 219 (999)، الوافي 12/ 92 (77).
(3)
الزيادات من أعلام النبلاء 22/ 104 (76) و 114 (81) و 306 (183).
(4)
بياض بالأصل، ولعلّه خلف عمّه الحسن بن طغج الذي مات واليا على الرملة سنة 340 (انظر ترجمته رقم 1161).
فسقى الله من أحبّ بكفّي
…
ك وأسقاك أيّ هذا الأمير (1)
وعند ما مات الأستاذ كافور الإخشيدي عقد الأمر بمصر من بعده للأمير أبي الفوارس أحمد بن علي ابن الإخشيد على أن يكون القائم بتدبير أمره الحسن بن عبيد الله.
وأنفذ إلى الشريف عبد الله بن عبيد الله أخي مسلّم، وهو بالرملة يلي تدبير أمر الشام أن يعقد البيعة لأبي الفوارس، فاختلفا وتحاربا فسار إليه تبر الإخشيدي من مصر وعقد نكاح فاطمة بنت الإخشيد على الحسن بمصر، وهو بالشام. وقيل:
ورد من قبله ودعي له على سائر المنابر بعد أبي الفوارس.
فلم يزل بالرملة إلى أن قدم أبو محمد الحسن بن أحمد كبير القرامطة إليها، فقاتلهم قتالا شديدا حتى انهزم منهم.
وسار في ذي الحجّة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة إلى مصر، فتلقّاه تبر إلى الفرما، وسار منها إلى تنيس، فعبر إلى مصر، ونزل بالمختار (2) من الجزيرة في سلخ ذي الحجّة، وخرج إليه ابن الفرات والناس.
وركب من المختار يوم الجمعة لليلتين خلتا من المحرّم سنة ثمان وخمسين بالسواد (3) في جميع العسكر إلى الجامع العتيق، فصلّى الجمعة ومعه ابن الفرات، فدعي له بعد الأمير أبي الفوارس.
ونزل بدار الإمارة وكثر له الدعاء وكان يوما مشهودا.
فقبض على أبي الفضل جعفر بن الفرات الوزير وعذّبه وصادره وقبض على جماعة. وأقام في الوزارة كاتبه الحسن [356 أ] بن جابر الرياحيّ (4)، فأتته رسالة القرامطة بطلب المال وغيره.
وأعرس بفاطمة بنت عمّه الإخشيد في ثامن صفر. وخرج من مصر يريد الشام في ثالث ربيع الآخر [سنة 358] ومعه شمول في جماعة من القوّاد والجند. ونزل على ظاهر دمشق فأقام مدّة أشهر إلى أن قدم جوهر القائد إلى مصر في شعبان منها، وبعث جعفر بن فلاح بالعساكر إلى بلاد الشام.
فسار الحسن في شهر رمضان من دمشق، واستخلف عليها شمولا الإخشيديّ، ونزل بالرملة وتأهّب للقتال، فوافقه القرامطة ولقيهم فهزموه في ذي الحجّة، ثمّ جرى بينه وبينهم صلح وصاهرهم، ورحل القرامطة.
فكتب إلى شمول بأن يسير إليه ليجتمعا على حرب جعفر بن فلاح، فتقاعد عنه لحقد كان في نفسه منه، وصار يكاتب جوهرا القائد بمصر.
فبينا هو في ذلك إذ قدم جعفر بن فلاح بالعساكر فلقيه وحاربه فانهزم، وأخذ السيف عسكره فقتل كثير منهم، وأخذ أسيرا في النصف من شهر رجب سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
(1) هذه الأبيات في ديوانه (شرح العكبري 2/ 146)، وكلام المقريزي يوهم أنّ أبا الطيّب لم يمدح الحسن بن عبيد الله بن طغج. والواقع أنّه مدحه بقصيدة ميميّة معروفة [الطويل]:
أنا لائمي إن كنت وقت اللوائم
…
علمت بما بي بين تلك المعالم
وكان ذلك أثناء اضطرابه الأوّل بالشام، سنة 336، فلمّا فارق سيف الدولة وقصد كافورا، سنة 346، رغب إليه أمير الرملة فاعتذر بهذه الأبيات (انظر: عبد الوهاب عزّام: ذكرى أبي الطيّب بعد ألف عام، القاهرة 1956، ص 77 - 78).
(2)
«البستان المختار» أحد منتزهات جزيرة الروضة.
(3)
السواد: شعار العبّاسيّين.
(4)
تأتي ترجمته رقم 1175.