الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1179 - أبو محمّد ناصر الدولة الحمدانيّ [- 452]
(1)
[455 أ] حسن بن حسين بن حسن بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان،
(1) الوافي 12/ 353 (333)، اتّعاظ 2/ 201 إلى 260، وكتبت رموز فوق الأسماء الثلاثة الأولى لضبط الرسم: ح س ن:
حسن، ح س ي ن.: حسين وجاء في الهامش هذا التنبيه الغليظ: في ولاية المنتصر (أو المستنصر) الفاطميّ، والمستنصر دام إلى سنة 487، وقد مرّ في الترجمة 1176 تنبيه مماثل قد يبعث على الظنّ أنّ المقريزيّ فكّر في ترتيب التراجم حسب الفترات التاريخيّة.
هذا وإنّ أسماء الأمراء الحمدانيّين تلتبس لتكرّرها من جدّ لحفيد، وتشابه الكنى والألقاب. ولذلك يعمل المقريزي على تفصيل نسب كلّ واحد ممّن ترجم لهم وهم:
رقم 1179: الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان (ت 452).
رقم 1230: الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان (ت بعد 388).
رقم 1231: الحسين بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن عبد الله بن حمدان (قتل 465).
رقم 1232: الحسين بن حمدان (مات في السجن سنة 306).
ولمزيد من التوضيح نحاول ضبط تسلسل الأسرة في الشجرة التالية:
حمدان بن حمدون التغلبي
الأمير ناصر الدولة، أبو محمد، ابن الأمير ناصر الدولة أبي عبد الله، ابن ناصر الدولة أمير الأمراء أبي محمد، ابن الأمير أبي الهيجاء، التغلبيّ، الحمدانيّ، من بيت جليل القدر، نافذ الأمر (1).
كانت دولتهم رفيعة العماد، ثابتة الأوتاد، بيتها من أنبه بيوت العرب ذكرا، وأعلاها قدرا. وصار بنو حمدان فخذين، وهما يجتمعان في أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان: فالفخذ الأوّل هو ناصر الدولة أبو محمد الحسن ابن أبي الهيجاء وبنوه، وكانت قاعدة مملكته بالموصل. وكان له غيرها من البلاد كآمد وديار مضر وديار ربيعة وسنجار. فلمّا انقرضت دولتهم من الموصل بخروج أبي تغلب الغضنفر فضل الله ابن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن أبي الهيجاء، كما ذكر في ترجمته من هذا الكتاب (2)، افترق أولاد ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء، فدخل طائفة منهم في طاعةعضد الدولة فنّاخسرو ابن معزّ الدولة الحسن بن بويه، وبعضهم في طاعة العزيز بالله نزار ابن المعزّ لدين الله معدّ الفاطميّ، وبعضهم في طاعة ابن عمّهم أبي المعالي شريف ابن سيف الدولة أبي الحسن عليّ ابن أبي الهيجاء، صاحب حلب.
فممّن صار في طاعة العزيز وسار إلى القاهرة ناصر الدولة أبو عبد الله الحسين، ابن ناصر الدولة أمير الأمراء أبي محمد الحسن ابن أبي الهيجاء،
وأخوه أبو المطاع ذو القرنين (3)، فولي ناصر الدولة الحسين صور، وولي أبو المطاع الإسكندريّة ودمشق، كما ذكر في ترجمتيهما من هذا الكتاب.
والفخذ الثاني من بني حمدان: سيف الدولة أبو الحسن عليّ بن أبي الهيجاء وأولاده.
وكانت ولادة الحسن هذا في [
…
] وولي صور بعد وفاة أبيه، ثمّ ولي دمشق بعد أمير الجيوش أنوشتكين الدّزبري، فوصلها يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، ومعه الشريف فخر الدولة نقيب الطالبيّين، أبو يعلى حمزة بن الحسن بن العبّاس بن الحسين بن الحسين بن الحسن بن عليّ بن محمّد بن علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق، ناظرا، فأقام على ولاية دمشق إلى أن أخّر معزّ الدولة أبو علوان ثمال بن صالح بن مرداس، متولّي حلب، الحمل سنتين. فكتب الوزير أبو البركات الحسين بن محمد الجرجرائي إلى ناصر الدولة هذا، وإلى شجاع الدولة جعفر بن كلّيد متولّي حمص [455 ب] بالمسير إلى حلب بعدّة من الجند وقبائل العرب من الكلابيّين وغيرهم.
فسار ابن حمدان ونزل على حلب يوم الأربعاء لخمس بقين من ربيع الآخر سنة أربعين وأربعمائة، فقاتله أهلها قتالا شديدا اقتضى
(1) حاشية في الهامش: تغلب هذا هو ابن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان، منهم بنو جارية بن مالك بن خثعم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، وهم فخذ بني حمدان.
(2)
ترجمة الغضنفر فضل الله مفقودة مع حرف الفاء. وترجمة أخيه أبي عبد الله الحسين تأتي برقم 1230.
(3)
أبو المطاع [حسن] ذو القرنين وجيه الدولة: ترجم له المسبّحيّ: أخبار مصر 2/ 41 ونقل شيئا من شعره، وابن خلّكان في الوفيات 2/ 479 (230) وجعله حفيد ناصر الدولة لا ابنه، فبينهما أبو المظفّر حمدان. وقال: توفّي سنة 428، وفي النجوم الزاهرة 5/ 27 سمّاه الحسن بن عبد الله بن حمدان، وإنّما الحسن أبوه، وترجمته مفقودة من المقفّى. وانظر رسالة ماريوس كانار ص 641.
عوده عنها. فلم يشعر في رجوعه إلّا بسيل عظيم جاءه بغتة، فهلك فيه من الكراع والخيل والرجّالة شيء كثير، ونجا بنفسه وبمن معه إلى دمشق (1).
فملك ثمال معرّة النعمان وقتل جعفر بن كلّيد والي حمص (2)، فأغرى الوزير أبو البركات (3) الخليفة المستنصر بالله بناصر الدولة، وأنّه أساء التدبير في عوده عن حلب. وما زال به حتّى ولّى دمشق القائد بهاء الدولة طارق الخادم الصقلبيّ، وتقدّم إليه بالإسراع في المسير إلى دمشق جريدة (4)، والقبض على ناصر الدولة.
فقدم دمشق بغتة في يوم الجمعة أوّل يوم من شهر رجب، ودخل القصر من حيث لم يشعر به أحد، وجلس في دست ناصر الدولة، واستدعاه إليه. فلمّا جاءه قبض عليه وحمله إلى صور، ثمّ نقله إلى الرملة، وصودر، ثمّ نقل إلى القاهرة واعتقل بها إلى أن ورد الخبر بكائنة أمير الأمراء رفق [الخادم](5) على حلب في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، [ف] أطلق من الاعتقال.
وأعيد إلى ولاية دمشق في يوم الاثنين النصف من رجب سنة خمسين وأربعمائة، فلم يزل عليها إلى أن خرج عسكر من مصر في سنة اثنتين وخمسين وصار إلى دمشق. وكتب لناصر الدولة أن يكون على العسكر ويتوجّه إلى قتال محمود بن
نصر بن صالح بن مرداس، وقد تغلّب على حلب وحصر الأمير مكين الدولة أبا علي الحسين بن علي بن ملهم بن دينار العقيليّ نائب المستنصر على حلب بالقلعة.
فسار إليها فس سادس ربيع الأوّل حتّى وصل سرمين (6)، ففرّت بنو كلاب ومحمود بن نصر إلى الشرق ليلة الاثنين سابع رجب منها، فتبعهم ناصر الدولة، وهو في خمسة عشر ألف فارس، ومحمود في أقلّ من ألفين، حتّى نزلوا على الفنيدق، الذي عرف بعد ذلك ب «تلّ السلطان» .
والتقى الفريقان هناك يوم الأربعاء سلخ رجب المذكور، فانهزم من مع ناصر الدولة وجرح وجاءته ضربة في يده فشلّت، وأخذ أسيرا، فاشتراهمحمود بن نصر بأربعين ألف دينار.
وتسلّم حلب أسد الدولة أبو ذؤابة عطيّة بن صالح بن مرداس، يوم الخميس أوّل شعبان. فأتاه محمود بن نصر فانهزم عطيّة منه آخر النهار، وتسلّم محمود مدينة حلب يوم الجمعة [456 أ] ثاني شعبان. وملك حلب ثلاثة في ثلاثة أيّام، وهذا من غريب الاتّفاق.
ثمّ تسلّم محمود القلعة في عاشر شعبان، فلمّا قدم معزّ الدولة ثمال بن صالح بن مرداس من مصر اصطنع من في باب ناصر الدولة وخلّى سبيله. فعاد إلى مصر [و] في ذلك يقول عليّ بن عبد العزيز المعروف بالفكيك الشاعر، وكان يمدح ناصر الدولة فلم يعطه شيئا [الكامل]:
[ولئن غلطت بأن مدحتك، طالبا
…
جدواك، مع علمي بأنّك باخل
فالدولة الزهراء قد غلطت بأن
…
نعتتك ناصرها، وأنت الخاذل
(1) خبر الهزيمة في الاتّعاظ 2/ 201.
(2)
قتل ابن كلّيد لستّ بقين من شعبان سنة 440، (اتّعاظ 2/ 202).
(3)
هو الوزير الجرجرائيّ الحسين بن محمد، وستأتي ترجمته رقم 1259.
(4)
جريدة أي بدون أثقال ولا خدم طلبا للسرعة (دوزي)، وأيضا فيلقا من الخيل منقطعا عن العسكر.
(5)
واقعة رفق الخادم في الاتّعاظ 2/ 209.
(6)
سرمين: على مرحلة من حلب.