الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجمّعت ما في النول من زيبر السدى
…
ومن طرف أسق [ا] ط وقلت: كذا الشرط (1)
سقى وابل الوسميّ قبرك دائما
…
فما كنت ذا حيف وما كنت تشتطّ
30 فما تنتج الأيّام مثلك آخرا
…
إلى أن يبيض الذئب أو ينبح البطّ!
1318 - الأمير المؤيّد [- بعد 455]
(2)
[415 أ] حيدرة بن حسين بن مفلح، الأمير المؤيّد، مصطفى الملك، معزّ الدولة، ذو الرئاستين، ابن الأمير عضب الدولة.
ولّاه المستنصر بالله إمرة دمشق، فخرج من القاهرة في مستهلّ شهر رجب سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. وصرف بناصر الدولة أبي عبد الله الحسن، ابن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن الحسين بن حمدان في نصف رجب سنة خمسين وأربعمائة (3).
1319 - حيدرة بن محمود [545 - 620]
حيدرة بن محمود بن عليّ، أبو تراب، الأنصاريّ.
ولد في نصف رجب سنة خمس وأربعين
وخمسمائة. وتوفّي بالقاهرة ليلة الجمعة السادس عشر من شهر رمضان سنة عشرين وستّمائة، ودفن بسفح المقطّم.
1320 - ابن الضيف [(- 520)]
(4)
حيدرة بن عبد الظاهر بن الحسن بن علي، الربعي، المعروف بابن الضيف، أحد دعاة الخلفاء الفاطميّين [
…
].
ومن شعره [كامل]:
يا ليلة عمر الزما
…
ن بطولها مثل العلامة
يثني عليّ ظلامها
…
وغرامها ثني العمامة
حتّى كأنّ نهارها
…
يبدو به فجر القيامة
وقال [كامل]:
طال النهار على المحبّ كأنّه
…
يوم الحساب بآخر الدهر
وكأنّ ليلته وقد طلعت [له]
…
عقد العشاء بها مع الفجر
1321 - المؤتمن ابن البطائحيّ [- 522]
(5)
حيدرة بن فاتك بن مختار بن حسن بن تمّام، المؤتمن، سلطان الملوك، نظام الدين، أبو تراب، ابن الأمير نور الدولة أبي شجاع، ابن الأمير منجد الدولة أبي الحسن، ابن الأمير أمين
(1) الزبير: ما تجمّع من خيوط الصوف ووبر النسيج على النول.
(2)
الأعلام 2/ 330 - تهذيب ابن عساكر 5/ 21. ومختصر ابن منظور، 7/ 295 (294).
(3)
لا يخلو هذا الترتيب من خلط: فالأمير الجديد بعد المؤيّد هو أبو محمد ناصر الدولة الحسن ابن ناصر الدولة أبي عبد الله الحسين بن الحسن بن عبد الله أبي الهيجاء بن حمدان، وهو صاحب الترجمة رقم 1179.
(4)
الأعلام 2/ 330 - ابن سعيد: النجوم 337 - الخريدة (مصر) 1/ 285.
(5)
ابن ميسّر (ماسي)، 63، 71 - اتّعاظ 3/ 122.
الدولة أبي عليّ، أخي الوزير المأمون ابن البطائحيّ.
نشأ بالقاهرة. فلمّا اتّصل أخوه أبو عبد الله محمد بن فاتك بالأفضل ابن أمير الجيوش، استعان به وبأخيهما أبي الفضل جعفر. فاستصوب الأفضل فعله، ورتّب لهما الرواتب الدارّة في اليوم والشهر والسنة.
فلمّا استقرّ أبو عبد الله بعد قتل الأفضل في الوزارة، صار إليه تقدمة العساكر وزمّ الأزمّة. ثمّ ولّاه الخليفة الآمر بأحكام الله الإسكندريّة والأعمالالبحريّة والغربيّة والبحيرة والجزيرتين والدقهليّة والمرتاحيّة في سنة سبع عشرة وخمسمائة، وخلع عليه بدلة مذهّبة من خاصّ لباسه وطوق ذهب، وقلّد بسيف قرابه وسقطه (1) ذهب بغير منطقة.
وشرّف بتقبيل يد الخليفة في مجلسه، وسلّم إليه تقليده في لفافة مذهّبة. وشدّت الأعلام والقضب الفضّة والعماريّات، وحمل على يديه أكياس المال برسم التفرقة، وحجبه الأمراء المطوّقون والأساتذة المحنّكون. وقبّل أبواب القصور ومضى إلى داره. وأطلق له من ارتفاع الإسكندريّة على الولايتين في الشهر خمسمائة دينار.
فورد الخبر بأنّ رزين الدولة علي بن تراب والي الصعيد الأدنى وضامنه قتلته لواته وعاثت في البلاد. فخرج المؤتمن ومعه طائفة من المأمونيّة، وتاج الدولة بهرام زمام الأرمن وجميع طائفته، وجرّد معه مائة فارس من خيرة (2) الأجناد ومن أغنيائهم، وأضاف إليه أمثالهم مثل علي بن السلّار، وتاج الملوك قايماز، وسيف الملك الجمل، ودرّيّ الحرون، وحسام الملك بسيل، وكلّ واحد من هؤلاء له جيش بمفرده.
وسارت لواته إلى الفيّوم ونهبوها وأحرقوها ومضوا مغرّبين. فأخذ مواشيهم، وتبعهم إلى الموضع الذي يقال له الحمّام وأخذ أموالهم وعزم على استئصالهم.
فبلغه أنّه قد وصل إلى الإسكندريّة من مراكب الروم والبنادقة نيف وعشرون مركبا. فبادر إلى الثغر ودخله، فرأى الروم من عسكره ما هالهم فأقلعوا عن الثغر.
وأتاه مشايخ لواته ومقدّموهم وسألوه الوساطة بينهم وبين أخيه الوزير المأمون في الصفح عنهم، على أن يقوموا عن جناياتهم بثلاثين ألف دينار عينا، أحضروها مع رهائنهم. فقرّر أمرهم على ذلك وقبض المال.
ولمّا اتّصل بأهل الإسكندريّة قدومه خرج إليه الفقهاء والقاضي والشهود والتجّار [424 ب] وكافّة الناس، حتى النساء، ومعهم المصاحف والشموع، وسلّموا عليه. فخيّم بظاهر المدينة وخرج إليه الإمام أبو بكر الطرطوشيّ للسلام عليه. فلم يقبل من أحد شيئا سوى من القاضي مكين الدولة أبي طالب أحمد بن حديد قاضي الإسكندريّة وناظرها، فإنّه قبل ما حمل إليه على حكم الضيافة ثلاثة أيّام. ثمّ أمره بأن لا يعود إلى حمل شيء.
وأخرج كتابين من الوزير المأمون، أحدهما يتضمّن أنّ الغلال بالثغر وأعمال البحيرة كثيرة، وكذلك الأغنام مع قطيعة العربان. فمهما دعت الحاجة إليه برسم أسمطة العساكر يحمل ويساق وتكتب به الوصول على ما جرت به العادة، ويأمره فيه أن لا يقبل من أحد من التجّار ضيافة ولا هديّة.
والكتاب الآخر إلى مكين الدولة بأن يطلق في كلّ يوم من ارتفاع الثغر ما يحتاج إليه من الأصناف برسم الأسمطة للعساكر، وأن يستخدم عليها من
(1) هكذا في المخطوط، ولم ندر ما سقط السيف.
(2)
في المخطوط: من شره.
يراه من الشهود. وكان التجّار قد جمعوا من بينهم ثلاثة آلاف دينار ضيافة للمؤتمن وحملوها إلى مكين الدولة. فلمّا أحضرها إلى المؤتمن أنكر عليه وأمره بردّها إلى أربابها. فأخذ مكين الدولة يتلطّف به ويقول: نجعل عوضها طيبا وطرفا ممّا عند التجّار فإنّه لا كلفة عليهم في ذلك. فأقسم أن لا يقبل منهم شيئا، فأعادها إلى أربابها. واستمرّت الأسمطة في كلّ يوم تعمل من مال الارتفاع.
وشرع المؤتمن في ترتيب أحوال الثغر وعمارة ما تشعّت منه، ولم يقبل لأحد هديّة. ثمّ خلع على مكين الدولة وسار لتمهيد ما اختلّ من البلاد فسدّد الأمر في ذلك، وعاد إلى القاهرة. فمدحه عدّة من الشعراء، منهم أبو الفتح محمد بن قادوس، وأبو القاسم عليّ بن الصيرفيّ.
وكان سبب عوده أنّ (1) الخليفة الآمر لمّا تغيّر على الوزير المأمون، بعث أستاذا من ثقاته في أمر ندبه إليه، وأسرّ له أن يجتمع بعليّ بن السلّار في خفية، ويبلّغه سلام الخليفة ويقول له: إنّنا ما زلنا نلتفت إليك وندّخرك لمهمّاتنا ونتحقّق فيك الموافاة لنا. وإنّا بحمد الله قادرون على المكافأة بالخير أكثر من غيرنا. وقد تلوّنت أحوال المأمون، وبالغ في عقوقنا بأشياء لا يتّسع لنا ذكرها. ومقصودنا أن تكتم ما نقول لك.
فلمّا بلّغه الأستاذ ذلك عن الآمر قال: السمع والطاعة لمولانا وأنا مملوكه وباذل نفسي في خدمته.
فقال له الأستاذ: هكذا والله قال عنك.
قال: فما يأمر به؟
قال: تحدّث رفقتك بأجمعهم في الانفصال عن المؤتمن.
ثمّ تركه. ففارق ابن السلّار المؤتمن، ومعه
قايماز، ودرّيّ الحرون. فتبعهم بقيّة الأمراء، وصار المؤتمن مستوحشا، وكتب إلى أخيه المأمون بذلك، وكان يشعر بتغيّر الخليفة عليه فلم يحرّك ساكنا.
وتقدّم إلى الخليفة عند حضوره على العادة وقال:
يا مولانا، صلوات الله عليك. وصل كتاب عبدك أخي وهو يشكو من طول مقامه خارج القاهرة، وأسفه على ما يفوته من خدمة مولانا بالمباشرة، ويسأل الفسحة له في العود إلى الباب الكريم.
فقال: مرحبا وأهلا! وهذا كان رأينا، ونحن مشتاقون إليه، وإنّما قصدنا رضاك فيما رتّبته له، يقدم على بركة الله.
فكوتب عن الخليفة بالعود وأن يرتّب في ولاياته من يختار. فلمّا دخل جلس له الخليفة في غير وقت الجلوس تشريفا له وخلع عليه.
فلمّا دخل شهر رمضان سنة [تسع] عشرة وخمسمائة، حضر المأمون والمؤتمن السماط بقاعة الذهب من القصر في أوّل ليلة. فأكرمهما الخليفة بما أخرج إليهما ممّا كانت يده فيه. وبعث يستأنس بالمؤتمن لحضوره السماط مع أخيه.
فعاد في الليلة الثانية فزاد الخليفة في إكرامهما، وأذن للمأمون أن يدخل إليه ليؤاكله، ولم يتقدّمه أحد من الوزراء لذلك، فدخل. وهنّأه الناس بهذه المنزلة وخلع عليه وعلى أخيه المؤتمن من داخل الدار ثيابا داريّة. فلمّا حضرا في الليلة الثالثة السماط بالقاعة استدعي [425 أ] المأمون ليؤاكل الخليفة كما آكله البارحة. فعند ما جلس على المائدة قال له: قد جفونا المؤتمن.- واستدعاه فدخل وصارا في القبضة. وكان قد رتّب لهما من يأخذهما. فلمّا فرغ الأكل وخرجا قبض عليهما واعتقلا في خزانة البنود وأحيط بدورهما. ثمّ قتل مع أخيه في ليلة العشرين من رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
(1) في المخطوط: عوده إلى.