الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالحق بأميرك يزيد بن عمر بن هبيرة.
فقدم على يزيد فلم يذكر له شيئا ولا عاتبه على ما كان منه. ومضى معه يريد الكوفة. فقال حوثرة لابن هبيرة: إنّ قحطبة قد مضى يريد الكوفة، فاقصد أنت خراسان، ودعه ومروان، فإنّك تكسره وبالحريّ أن يتبعك.
فقال: الرأي أن أبادره إلى الكوفة (1).
وعبر دجلة، وعلى مقدّمته حوثرة يريد الكوفة، والفريقان يسيرون على جانبي الفرات. ثمّ عبر قحطبة من مخاضة وقاتل حوثرة فهزم أهل الشام.
وفقد قحطبة فقام من بعده حميد بن قحطبة وبايع لأخيه الحسن بن قحطبة، وكان غائبا على سريّة.
ولحق حوثرة بابن هبيرة، فانهزم [410 أ] ابن هبيرة بهزيمة حوثرة إلى واسط وتركوا عسكرهم بما فيه من سلاح ومال وغيره. فاحتوى عليه الحسن بن قحطبة.
وقيل إنّ الحوثرة كان بالكوفة فبلغه هزيمة ابن هبيرة فسار إليه بمن معه.
ويروى أنّ ابن هبيرة كتب إلى مروان يخبره بقتل عامر بن ضبارة بنهاوند. فوجّه إليه الحوثرة في عشرة آلاف من قيس خاصّة. فاجتمعت الجيوش بنهاوند. وكتب ابن هبيرة بعهد مالك بن أدهم عليها كلّها. فحاصر قحطبة أهل نهاوند نحوا من أربعة أشهر حتّى أكلوا دوابّهم وأصابهم جوع وجهد شديد. ثمّ صالح مالك بن أدهم قحطبة وفتحت المدينة في شوّال سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقتل قحطبة أهل خراسان الذين خرجوا مع نصر بن سيّار وقال: إنّي لم أصالح على أهل خراسان إنّما صالحت على أهل الشام- وادّعى مالك أنّه صالح على أهل خراسان وأهل الشام.
فلمّا كان يوم الاثنين لثلاث عشرة بقيت من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، بعث أبو جعفر المنصور خازم بن خزيمة، فقتل ابن هبيرة وأخذ بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان، وأبان بن عبد الملك بن بشر بن مروان، وابنين لأبان ابن عبد الملك بن بشر، والحوثرة بن سهيل هذا، ومحمد بن نباتة. وقعد الحسن بن قحطبة في مسجد حسّان النبطيّ على الدجلة ممّا يلي المدائن، فحملوا إليه فضرب أعناقهم.
قال ابن يونس عنه: كان رجل سوء سفّاكا للدماء، تحكى عنه حكايات في خطبه.
وذكر المدائنيّ أنّ عثمان بن نهيك تولّى قتله بأن أدخل السيف بين ضلعين من أضلاعه وقال: يا عدوّ الله أنت الكاتب إلى مروان: إنّ الله مخزيهم، ثمّ لم يرضك إلّا شتمنا.
1315/ 2 - حوشب بن يزيد الحميريّ [- بعد 64]
(2)
[534 ب] كان من كتّاب الخوارج.
[
…
] عبد الرحمن بن عتبة بن جحدم [الفهريّ] أمير مصر لعبد الله بن الزبير. فلمّا استقرّ بها في شعبان سنة أربع وستّين أظهر التحكيم فاجتمع إليه من كان على رأي الخوارج وأظهروا بدعتهم ودعوا إليها. وكان ابن جحدم يتقوّى بهم [
…
] متّبعا لابن الزبير لأنّهم لمّا مات يزيد بن معاوية قدموا مكّة فأظهر ابن الزبير موافقتهم على الطعن على بني أميّة و [
…
] الخوارج فأحبّوه وظنّوا أنّه يرى رأيهم فاستمرّ ابن جحدم على [
…
] إلى أن تقرّر أمره بمصر.
(1) الطبريّ، 7/ 413.
(2)
الخطط 1/ 301 و 2/ 337، 458. وفيها تفاصيل ثورة الخوارج بمصر على يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم.
وانظر الكامل 4/ 154.