الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترقّى في الخدم إلى أن صار مقدّم المماليك بعد [
…
] وتحدّث في نظر أوقاف الخدّام بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
توفّي يوم [
…
] سنة إحدى وعشرين وسبعمائة.
وولي بعده الطواشي صفيّ الدين صواب الركني.
وكان مهابا محترما تخافه المماليك السلطانيّة خوفا شديدا.
1104 - جوهر بن لؤلؤ المقرئ [- 563]
[367 ب] جوهر بن لؤلؤ بن عبد الله الفرميّ، أبو الدرّ، المقرئ، ولد في [
…
] وحدّث عن أبي بكر الطرطوشي [
…
].
توفّي يوم الأربعاء الثالث والعشرين من المحرّم سنة ثلاث وستّين وخمسمائة.
1105 - جوهر [بن سكّوم] الجدالي (مؤسس دولة المرابطين)[- قبل 460]
(1)
[368 أ] أصله من قبيلة جداله إحد [ى] قبائل البربر في صحراء بلاد الغرب التي يخرج إليها من السوس الأقصى.
وقدم مصر حاجّا في عشر الخمسين وأربعمائة، ومرّ في طريقه بالسوس الأقصى على رجل يقرأ عليه مذهب الإمام مالك وحديث النبيّ صلّىالله عليه وسلم.
فسمع منه وأعجب به، فلمّا عاد من الحجّ إلى
السوس قصد ذلك الفقيه (2). فلمّا سمع كلامه قال له: يا فقيه، ما عندنا من هذا الذي تذكره شيء إلّا الشهادتين والصلاة.
فقال له الفقيه: فاحمل معك من يعلّمهم عقائد الإسلام وكمال دينهم.
قال: فابعث معي أحد الفقهاء، وعليّ حفظه وبرّه وإكرامه.
فأرسل معه فقيها من طلبته، يقال له عبد الله بن ياسين [الجزوليّ]، فدخل الجوهر وعبد الله بن ياسين إلى الصحراء، وفيها قبائل، منهم لمتونة وجدالة ولمطة ومسوّفة وغيرهم، فنزلا على قبيلة لمتونة، وهي على ربوة عالية، فلمّا عاينا القبيلة نزل الجوهر عن جمله وأخذ بزمام الجمل الذي عليه عبد الله بن ياسين، تعظيما له.
وأقبلت أعيان لمتونة يتلقّون الجوهر الجدالي ليهنّئوه- كما جرت العادة- بالسلامة، وكان من أكابر تلك الصحراء. فرأوه يقود ذلك الجمل، فقالوا له: من هذا؟
فقال: حامل سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد جاء يعلّم أهل الصحراء ما يلزمهم في دين الله من الإسلام.
فرحّبوا بهما وأنزلوهما، ثمّ اجتمعت طائفة كبيرة من تلك القبيلة، وقالوا: تذكر لنا ما أشرت إليه أنّه يلزمنا.
فقصّ عليهم عبد الله عقائد [312 أ] الإسلام وقواعده وبيّن لهم، حتّى فهم ذلك أكثرهم. ثمّ اقتضاهم الجواب فقالوا: أمّا ما ذكرت من الصلاة والزكاة، فذلك أمره قريب. وأمّا قولك: من قتل يقتل، ومن سرق يقطع، ومن زنى يجلد، فأمر لا
(1) هو الجوهر بن سكّوم الجدالي/ الكدالي في بعض المصادر: الكامل 9/ 618 (سنة 449) مدارك القاضي عياض 8/ 81. وهو يحيى بن إبراهيم رأس لمتونه في مصادر أخرى: الناصريّ: 2/ 6 وابن عذاري 4/ 8 والمؤنس 104. والرجلان مختلفان في دائرة المعارف (جدالة. المرابطون).
(2)
في الكامل 9/ 618: قيل هو أبو عمران الفاسيّ، وانظر ملحق دائرة المعارف ص 26.
نلتزمه، ولا ندخل تحته. اذهب إلى غيرنا!
فرحل (1) الجوهر وعبد الله، والجوهر الجدّالي يجرّ زمام الجمل بعبد الله بن ياسين، فنظر إليه شيخ كبير السنّ من لمتونة، فقال: أرأيتم هذا الجمل؟ لا بدّ أن يكون له في هذه الصحراء شأن يذكر في العالم.
وانتهوا إلى جدالة قبيلة الجوهر، فتكلّم عبد الله بن ياسين فيهم وفيمن اتّصل بهم من القبائل. فمنهم من سمع وأطاع، ومنهم من أعرض وعصى. ثمّ إنّ المخالفين لهم تحيّزوا وتحزّبوا. فقال عبد الله بن ياسين للّذين [368 ب] أقبلوا عليه وقبلوا سنّة الإسلام: قد وجب عليكم أن تقاتلوا هؤلاء المخالفين للحقّ، الذين أنكروا دين الإسلام واستعدّوا لقتالكم. فألّفوا لكم حزبا وأقيموا لكم راية، وقدّموا عليكم أميرا.
فقال الجوهر: أنت الأمير.
قال عبد الله: لا يمكنني هذا، إنّما أنا حامل أمانة الشرع وأقصّ عليكم نصوصه، وأبيّن لكم طريقه، وأعرّفكم سلوكه، ولكن كن أنت الأمير!
فقال الجوهر: لو فعلت هذا لتسلّط قبيلي على الناس وعاثوا في الصحراء، ويكون وزر ذلك عليّ.
فقال عبد الله بن ياسين: فهذا أبو بكر بن عمر رأس لمتونة وكبيرها يفعل ذلك.
فأجاب، فعقدوا له راية وبايعوه بيعة الإسلام، وتبعته زمرة من قومه وسمّاه عبد الله بن ياسين أمير المسلمين، وعادوا إلى جدالة وجمعوا إليهم من أمكن من الطوائف الذين حسن إسلامهم وسمّاهم عبد الله «المرابطين» .
وتألّبت عليهم أحزاب من الصحراء معاندون، فحصروهم وهم ما ينيف على ألفي رجل من أهل الشرّ والفساد (2). وتركوهم أيّاما بغير طعام. ثمّ أخرجوهم شيئا بعد شيء وقتلوهم عن آخرهم، ومن ذلك الوقت دانت لهم أكثر القبائل واستقام خلق كثير.
ولمّا ولي الأمر أبو بكر بن عمر استبدّ به دون الجوهر، فداخل الجوهر الحسد وشرع في فساد الأمر سرّا. فعلم ذلك، وعقد له مجلسا، فثبت عليه ماذكر عنه، فحكم فيه بأنّه يجب عليه القتل، لأنّه نكث البيعة وشقّ العصا وهمّ بمحاربة أهل الحقّ. فقال الجوهر:«وأنا أيضا أحبّ لقاء الله حتى أرى ما عنده» ، فاغتسل وصلّى ركعتين وتقدّم فضربت عنقه.
ثمّ كثرت طائفة المرابطين، وساروا لقتال الفرنج فقتل عبد الله بن ياسين (3)، وذلك في عشر الستّين وأربعمائة. ثمّ جمع أبو بكر بن عمر قبائل السوس حتّى أخذ مدينة سجلماسة، وولّى عليها يوسف بن تاشفين اللمتونيّ، من بني عمّه، وعهد إليه من بعده. فلمّا مات أبو بكر، خلفه يوسف بن تاشفين، ودعي بأمير المسلمين. فافتتح بلاد المغرب شرقا وغربا بأيسر سعي، وبنى مدينة مرّاكش. ثمّ أخذ المعتمد بن عبّاد ملك الأندلس.
ثمّ مات (4) فقام من بعده ابنه عليّ بن يوسف، ثمّ إسحاق بن عليّ بن يوسف. وقتل إسحاق سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وانقضت دولة الملثّمين التي أقامها الجوهر الجدالي بقيام دولة
(1) في المخطوط: فنزل.
(2)
المقريزي يلازم هنا رواية النويريّ (ت 733) 24/ 257.
(3)
في الكامل 9/ 621: أرادوا العبور إلى الأندلس ليجاهدوا الكفّار، فخرجوا إلى السوس. والمقريزي يلازم ابن الأثير في دائرة المعارف: قتل سنة 450 في قتال برغواطة.
(4)
قتل تاشفين سنة 539. انظر الزركليّ 1/ 287.