الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم يذكر أن محمداً عليه أفضل الصلاة والسلام، كان من أعظم القادة في كل الأزمان (1).
…
(3)
ويمضي مونتكومري فيتساءل: "هل الحياة الخاصة للقائد إحدى
أسباب نفوذه ونجاحه"؟ ويرد على تساؤله: "في رأيي الخاص في هذه القضية بعينها، بل جميع القضايا الأخرى، أن العامل الأكبر هو إخلاص المرء ونفوذه وكونه قدوة، وخاصة فيما يتعلق بالفضائل الدينية، ولا يهم أن يكون من الطبقة العليا أو السفلى في مجتمعنا. .
إنني لا أدري كيف يستطيع امرؤ أن يكون قائداً، إن لم تكن حياته الخاصة فوق الشبهات؛ فإن لم تكن حياته الخاصة فوق الشبهات، فلا يحترمه الذين يقودهم، ويسحبون ثقتهم منه. وإذا ما حدث ذلك، فستفقد قيادته تأثيرها" (2).
ويقول: "على أنني أعتقد بأن الاستقامة في القضايا المعنوية الكبرى (3) وفي الفضائل الدينية، أمر ضروري لنجاح القائد"(4).
ويقول: "إن الميزة الأولى للقائد الذي ننشده، هي أن يكون
(1) السبيل إلى القيادة - الباب الأول - ص (17)؛ ويذكر معه المسيح عليه السلام وبوذا.
(2)
السبيل إلى القيادة - الباب الأول - ص (18).
(3)
يقصد: الاستقامة في التمسك بالمثل العليا والفضائل الأخلاقية.
(4)
السبيل إلى القيادة - الباب الأول - ص (18).
مخلصاً إخلاصاً عميقاً وعظيماً وحقيقياً. والإخلاص الذي أعنيه، هو النوع الذي ينبعث من القائد دون تكلف، فهو فيه بالطبيعة، وهو لا يملك إلا أن يكون مخلصاً.
"ويضاف إلى الإخلاص نكران الذات، وأعني بذلك الولاء التام للقضية التي يخدمها من غير أن يفكر في جزاء أو شكور"(1).
ويقول: "لقد اقتضت القيادة العسكرية دوماً مهارة فنية، وقوة وخصالاً روحية، وكلا هذين ضروري للقائد"(2).
ويقول في معرض انتقاد سلوك نابليون: "ولكن يجب أن نسجل هنا أنه كان مدفوعاً بتأثير طمع أناني شرير، وليس بحثاً عن المُثُل العليا"(3).
وفجأة يحذر الغربيين من جيوش تغزوهم من الشرق، كما غزاهم العرب المسلمون وجنكيز خان فيقول:"لا شك أنه يجب ألا نستهين بالقوات الآسيوية، فمن مناطق آسيا الشاسعة قد تأتي مرة أخرى قوة غازية يجب أن يستعدّ العالم الغربي لمجابهتها"(4)، وبذلك يكشف عن نعرته الصليبية الاستعمارية، كأن أوروبا يجب أن تَحْكُمَ أبداً، وكأن آسيا يجب أن تُحكَم أبداً!!! ويقول في معرض الثناء على المشير (هيغ) القائد البريطاني في الحرب العالمية الأولى:"ولكنه كان رجلاً ذا خلق متين، شجاعاً وذا عزم عظيم"(5).
(1) السبيل إلى القيادة - الباب الأول - ص 21.
(2)
المصدر السابق - الباب الثاني - ص 27.
(3)
المصدر السابق- الباب الثاني- ص 32.
(4)
المصدر السابق - الباب الثالث - ص 39.
(5)
المصدر السابق - الباب الثالث - ص 50.
كما يقول عن المشير (غورت) القائد البريطاني في الحرب العالمية الثانية: "فقد كان مستقيماً وذا خلق متين، متصفاً بصفات ممتازة كالشجاعة والنزاهة"(1).
كما يقول عن المشير (ويفل) القائد البريطاني في الحرب العالمية الثانية: "لم أنفك عن الإعجاب بشجاعته ونزاهته في يوم من الأيام"(2).
ويقول: "يجب أن يكون القائد مستقيماً كل الاستقامة"(3).
ويلخص رأيه في القائد المنتصر فيقول: "ما من قائد عام عصري يستطيع النجاح في قيادته إذا أخفق في فهم العوامل البشرية في الحرب، فينبغي أن يكون دارساً للطبيعة البشرية، مدركاً حق الإدراك الحقيقة القائلة: إن المعارك تكسب في قلوب الرجال أولاً، وإن التزام جانب العدل أمر حيوي عند إدارة الرجال والنساء أيضاً.
وإني أعتقد أنه يجب أن يكون لدى القائد العام للجيوش الكبيرة في الميدان، يقين باطني مبني على العقل، ولكنه يعلو مع ذلك فوق العقل. إن هذا الحس هو الذي يمكنه في كل لحظة معينة من المعركة - وهي اللحظة المناسبة - من اختصار الطريق إلى هدفه، فيبلغه في وقت أسرع وأضمن من القادة الآخرين، الذين لا يقلُّون عنه حرصاً ولكنهم دونه إلهاماً" (4).
(1) السبيل إلى القيادة - الباب الثالث - ص 55.
(2)
المصدر السابق - الباب الثالث - ص 61.
(3)
المصدر السابق - الباب الثالث - ص 62.
(4)
المصدر السابق - الباب الثالث - ص 63؛ وهنا يؤيد رأي محمد بن منكلي في اليقين =
وهو يرى أن القادة العظام يجب ألا تعوزهم القدرة اللامتناهية للاهتمام والتهيؤ للأحداث المتوقعة، ويملكون الإيمان والإلهام واليقين (1).
ثم يقول: "وأخيراً في وسعنا أن نلخص ذلك بأن القائد العام إذا أراد النجاح في ممارسة القيادة العليا في الحرب، وجب أن يكون ذا مقدرة لامتناهية لبذل الجهد والتهيؤ المتقن، ويجب أن يكون ذا يقين باطني يسمو أحياناً فوق العقل"(2).
وهنا ألمح من بعيد أيضاً علامات (الاستغراب) التي أبداها قراء ما سطَّره محمد بن منكلي وسامعوه، تنقلب فجأة إلى علامات (استحسان) عند قراءتهم أو سماعهم ما سطَّره مونتكومري عن: أهمية اليقين الباطني والإلهام للقائد، ذاهباً إلى مدى أبعد مما ذهب إليه محمد بن منكلي، مع اختلاف المكان والزمان الذي عاش فيه القائدان! هل لأن ابن منكلي عربي مسلم من الشرق، ومونتكومري بريطاني مسيحي من الغرب؟! إني أطالب منتقدي محمد بن منكلي أن يوجهوا نقدهم إلى مونتكومري، إذا استطاعوا! ولكنهم لن يستطيعوا
…
ولن يفعلوا
…
…
= الباطني والإلهام
…
إلخ.
(1)
السبيل إلى القيادة - الباب الثالث - ص 64.
(2)
المصدر السابق - الباب الثالث - ص 64؛ وهنا أيضاً يؤيد رأي محمد بن منكلي.