الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وألا يكونوا بعرض فتنة" (1)، فلا يحقد خالد على الخليفة؛ وقد أوصى خالد لعمر عندما حضرته الوفاة (2). كما لم يحقد خالد على خلفه، ولم يحقد خلفه عليه، بل لا يزداد خلفه إلا تقديراً وإعزازاً لسلفه المعزول، ثم يتقارضان علناً وعلى رؤوس الأشهاد الثناء العاطر!.
وفي معركة (اليرموك) قاتلت النساء، فخرجت جويرية بنت أبي سفيان في جولة، وكانت مع زوجها، فقاتلت قتالاً شديداً (3).
وانتصر المسلمون في (اليرموك) وكانوا ستة وثلاثين ألفاً، على الروم وكانوا أربعين ومئتي ألف: ثمانين ألف فارس، وثمانين ألف راجل، وثمانين ألف مقيد بالسلاسل (4).
5 - في معركة الجسر:
وانتصر أبو عبيد بن مسعود الثقفي (5) على الفرس في معركة (السقاطية)(6)، فجاء الدهاقين (7) إليه بآنية فيها أطعمة فارس وقالوا:"هذه كرامة أكرمناك بها قِرىً لك". قال أبو عبيد: "أأكرمتم الجند وقريتموهم مثله" قالوا: "لم يتيسر، ونحن فاعلون". قال أبو عبيد: "لاحاجة لنا فيه! بئس المرء أبو عبيد إن صحب قوماً من بلادهم، أهرقوا دماءهم دونه أو لم يهرقوا، فاستأثر عليهم بشيء يصيبه!
(1) ابن الأثير 2/ 207 - 208.
(2)
طبقات ابن سعد 7/ 398، والإصابة 2/ 100.
(3)
الطبري 2/ 597.
(4)
المصدر السابق 3/ 394، طبعة دار المعارف - القاهرة.
(5)
انظر تفاصيل حياته في: قادة فتح العراق والجزيرة، ص 212 - 220.
(6)
السقاطية: ناحية قريبة من مدينة واسط، انظر التفاصيل في معجم البلدان 5/ 91.
(7)
الدهاقين: جمع دهقان، وهو زعيم فلاحي الفرس ورئيس الأقليم.
لا والله، لا نأكل مما أفاء الله عليهم إلا مثل ما يأكل أوساطهم" (1). وفي معركة (الجسر) وهي معركة (قسّ الناطِف) (2)، بعث قائد الفرس إلى أبي عبيد: "إما أن تعبروا إلينا ونَدَعكم والعبور، وإما أن تَدَعونا نعبر إليكم". فقال أبو عبيد: "والله لأقطعنّ الفرات إليهم
…
لا يكونون أجرأ على الموت منا" (3).
وعبر المسلمون على جسر (المِرْوَحة)(4) في الضفة الغربية للفرات إلى (قسّ الناطف) في الضفة الشرقية، وكان تعداد جيش المسلمين أقل من عشرة آلاف مقاتل، فلم يمهلهم الفرس بعد عبورهم، بل هاجموهم بعنف شديد. وكان على مقدمة الفرس فِيَلَة مدربة أخافت خيول المسلمين ففرت خيول المسلمين لا تلوي على شيء.
واشتد الأمر بالمسلمين، فترجَّل أبو عبيد والناس ومشوا إلى الفرس وصافحوهم بالسيوف، ولكن الفيلة صدّت المسلمين وبعثرتهم، فنادى أبو عبيدة:" احتوشوا (5) الفيلة، وقطّعوا بِطنها (6)، واقلبوا عنها أهلها"، ووثب أبو عبيد على فيل أبيض، فقطع حزامه، فوقع الذين على ظهره، ثم ضرب خرطومه بالسيف، ولكن الفيل خبط أبا عبيد وضربه
(1) الطبري 2/ 637.
(2)
قس الناطف: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الشرقي، انظر التفاصيل في معجم البلدان 7/ 88.
(3)
الطبري 2/ 640.
(4)
المروحة: موضع قريب من الكوفة على شاطئ الفرات الغربي، انظر التفاصيل في معجم البلدان 8/ 32.
(5)
احتوش القوم الصيد: إذا نفَّره بعضهم على بعض.
(6)
البطن: جمع بطان، وهو الحزام.