الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جراء صخب التيار الجارف المضاد، ولا تطبق بحجة أو بأخرى خضوعاً للأفكار الوافدة الهدامة.
فلماذا نهدم بيوتنا بأيدينا؟ ولمصلحة من؟.
…
(8)
ويعود مونتكومري إلى (مشكلة) الغرب في صراعه الدائر بين المعسكرين الشرقي والغربي، وكان قد شغل أعلى المناصب القيادية في حلف الأطلسي؛ فينصح الغربيين نتيجة لتجاربه الطويلة في هذا الحلف وفي الحرب العالمية الثانية فيقول:"يجب أن يضمن الغرب المحافظة على تراثنا المسيحي"(1)، فذلك بنظره كفيل لمصاولة الشيوعية، لأن العقيدة لا تكافح إلا بعقيدة كما هو معروف.
ويقول في صفات القائد المعنوية: "تتطلب القيادة الصفات الجوهرية التالية: اليقين (2)، والأمانة، والصلابة، والشجاعة"(3).
ويقول عن تعليل أهمية الصفات المعنوية للقائد: "إن العظمة الحق لا يمكن بلوغها إلا بالفضائل الأخلاقية، فإذا اجتمعت هذه الفضائل مع مواهب أقل نوعاً منها، فإن هذه المواهب ستتحسن، وقد تصبح ملهمة
…
".
(1) السبيل إلى القيادة، الباب الثاني عشر، ص 236.
(2)
( conviction)
(3)
السبيل إلى القيادة، الباب الثاني عشر، ص 241.
"قلما ينجح قائد، بل لا يمكن أن ينجح أبداً، ما لم يمارس الفضائل الدينية"(1).
ولكن كيف يمكن إعداد قادة متدينين وشعب متدين؟ يجيب على ذلك مونتكومري فيقول: "وبالإضافة إلى تزويد المدارس بنظام تربوي جيد وبمعلمين ماهرين، ينبغي أن يتيسر فيها نظام سليم للتدريس الديني بالتعاون مع رجال الدين"(2).
ثم يقول عن المثال الشخصي الذي هو التطبيق العملي للنظريات التربوية: "والواقع أن التربية الفكرية والخلقية التي نزود بها أولادنا، هي ليست بنفسها أهم الأمور، بل المهم هو ما سيفعلونه بهذه التربية، والفائدة التي سيجنونها منها في السنين القادمة. ومن الواجب تخصيص قسم من هذه التربية لغرس الصفات التي هي جزء لا يتجزأ من القيادة الجيدة، ويجب أن يقوم بذلك خيرة المعلمين الذين يمكن أن نحصل عليهم، وأن يقوموا به بالمثال الشخصي الحسن الذي يضربونه بأنفسهم لتلاميذهم وطلابهم"(3).
ولم يجد مونتكومري في ختام متن كتابه القيِّم: "السبيل إلى القيادة"، نصيحة يسديها لأبناء دينه وقومه، خيراً من قراءة الإنجيل قبل النوم يومياً فيقول:"إن الإنجيل كتاب ملائم جداً للقراءة قبل النوم"(4).
(1) السبيل إلى القيادة، الباب الخامس عشر ص 282.
(2)
المصدر السابق، الباب الخامس عشر، ص 291.
(3)
السبيل إلى القيادة، الباب الخامس عشر، ص 292.
(4)
السبيل إلى القيادة، الباب الخامس عشر، ص 302.