الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم أعود إلى قسم من العسكريين الذين استقرَّ في أذهانهم أن القيادة تناقض العبادة، وأتساءل: كيف يمكن أن يستقر مثل هذا الخطأ الفاحش في الأذهان؟ وهل له سند من تاريخ العرب والمسلمين أو من واقعهم؟ هل في الإسلام ما يعطل الطاقات المادية والمعنوية من بعيد أو قريب أو فيه ما يشحذها؟.
إن هؤلاء الذين استقر في أذهانهم هذا الخطأ يستحقون أعنف اللوم، ويستحقون في الوقت نفسه أعظم الرثاء.
وأخيراً ألوم المسؤولين الذين بيدهم أمور الناس، لأنهم يستطيعون تصحيح الأوضاع وإعادة الأمور إلى مجاريها، ثم يقفون موقف المتفرج ولا يفعلون شيئاً.
(5)
كيف يمكن إعادة (بناء الرجال) ليكونوا عناصر مفيدة في المجتمع العربي الإسلامي وقوة الحاضر ودعامة المستقبل؟ كيف يمكن إعادة: (بناء الأمة)، لتكون خير أمة أخرجت للناس؟؟ إن (الفرد) العربي والمسلم، له حقوق وعليه واجبات، وعليه تقع مسؤولية جزء كبير أو صغير في (بناء الأمة) ضمن نطاق عائلته ووظيفته ومهنته.
و (الدولة) العربية الإسلامية، لها حقوق على الأفراد وعليها
واجبات تجاههم، وعليها تقع مسؤولية كبرى في (بناء الأمة) ضمن نطاق واجباتها ومسؤولياتها.
ولا بد للفرد أن يؤدي ما عليه من حقوق للدولة، ليطالبها بما له عليها من واجبات.
ولابد للدولة أن تؤدي ما عليها من حقوق للفرد، لتطالبه بما لها عليه من واجبات.
ولا بد أن يتعاون (الفرد) مع (الدولة)، وتتعاون (الدولة) مع (الفرد) بكل أمانة وإخلاص في مجال بناء (الفرد) و (الأمة)، حتى تنهض الأمة من كبوتها وتستعيد سيرتها الأولى.
ويخيل إليّ أن (التعاون) ليس على ما يرام بين (الفرد) و (الدولة)، فالفرد ينتظر من الدولة أن تعمل كل شيء وهو لا يكاد يفعل شيئاً، والدولة تطالب الفرد بواجباته ولا تؤدي له حقوقه، والفرد يضع اللوم كله على الدولة، والدولة تضع اللوم كله على الفرد.
وعلى سبيل المثال، كثيراً ما نسمع (الفرد) ينتقد استهتار الشباب بالقيم الدينية ويعزي هذا الاستهتار إلى تقصير (الدولة) في القيام بواجبها.
هؤلاء الشباب أبنائي وبناتي وأبناء غيري وبناتهم، فهل فكر كل (فرد) بواجبه نحو ذريته؟ أليس من واجب (الفرد) أن يغرس في أبنائه وبناته القيم الدينية، ليحول دون تفسخهم وضياعهم وانحلالهم أخلاقياً؟؟