الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
3 -
المَلك المظَفَّر قطز قَاهر التَّتَار
1 - السلطان:
الملك المظفر قُطُز قاهر التتار، هو السلطان الملك المظفّر سيف الدين قطز المعزّى، تسلطن بعد خلع الملك المنصور علي بن الملك المعز أيبك (1) في يوم السبت سابع عشر ذي القعدة سنة سبع وخمسين وستمئة الهجرية (2)(1259م) بعد أن تفاقم خطر التتار وأصبحت مصر مهدَّدة بغزوهم الوشيك.
وكانت مصر على إثر وفاة سلطانها الملك الصالح (3) ومقتل ولده الملك المعظَّم (4)، قد رفعت على عرشها امرأةً هي:(شجرة الدُّرّ) أرملة الملك الصالح (5)، فكانت أول ملكة كما كانت آخر ملكة اعتلت عرش مصر الإسلامية.
(1) انظر تفاصيل سيرته في: النجوم الزاهرة 7/ 41 - 56.
(2)
النجوم الزاهرة 7/ 72.
(3)
انظر تفاصيل سيرته في: النجوم الزاهرة 6/ 319 - 338.
(4)
انظر تفاصيل سيرته في: النجوم الزاهرة 6/ 372.
(5)
انظر تفاصيل سيرتها في: النجوم الزاهرة 6/ 373 - 379.
وأُقيم للسلطنة نائب قوي هو الأمير عز الدين أيبك كبير المماليك البحرية، ليعاون شجرة الدر في تدبير الأمور. وبالرغم مما أبدته شجرة الدر من حزم وبراعة في تسيير أمور الدولة وتصفية الموقف مع الصليبيين وإجلائهم عن مصر، فقد كان جلوس امرأة على عرش مصر نذيراً بوقوع الفتن والاضطرابات، حيث أبى معظم الأمراء أن يحلفوا يمين الطاعة للملكة الجديدة. لذلك رأت شجرة الدر أن تتزوَّج من الأمير عز الدين أيبك، فلما لم تفلح هذه الخطوة في تهدئة الأمور، رأت أن تتنازل عن العرش لزوجها، فتولىَّ الأمير عز الدين أيبك عرش مصر باسم الملك المعز، وذلك في آخر ربيع الثاني سنة ثمان وأربعين وستمئة الهجرية (1)(1250م)، وحكم مصر زهاء سبع سنين.
وكانت شجرة الدر وراء زوجها تعاونه في تصريف الأمور، حتى دبَّ الخلاف بين الزوجين، لاعتزام المعز الزواج، فدبَّرت له شجرة الدر مؤامرة لاغتياله، ونفَّذتها في بيتها يوم الثلاثاء 23 من ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمئة الهجرية (1257م).
وتولَّى الملك المنصور، يوم الخميس الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمئة الهجرية (1257 م)، وكان عمره خمس عشرة سنة (2)، فلم يكن قادراً على تحمُّل أعباء المُلك في ظروف حرجة للغاية، إذ كانت البلاد مهدَّدة بالغزو التتري، لذلك خلعه قطز وتولَّى المُلْكَ مكانه، وكان هدفه: حرب التتار، وإنقاذ مصر بخاصة
(1) انظر تفاصيل سيرته في: النجوم الزاهرة 7/ 3 - 29.
(2)
انظر تفاصيل سيرته في: النجوم الزاهرة 7/ 41 - 59.