الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحسبوا أن ما بي جزع من الموت لزدت! اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تبق منهم أحداً
…
فلست أُبالي حين أُقتل مسلماً على أيِّ جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّع ثم قاموا فقتلوه (1).
وأما زيد بن الدثنة، فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أميّة بن خلف، فأخرجه رجاله ليقتلوه. واجتمع رهط من قريش منهم أبو سفيان ابن حرب، فقال أبو سفيان حين قُدِّمَ زيد ليُقتل:"أنشدك الله يا زيد! أتحب أن محمداً عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك؟ "، فقال زيد:"والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه، تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي"، فقال أبو سفيان:"ما رأيت أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً"
…
ثم قتلوه (2).
5 - يوم الأحزاب:
وفي غزوة (الخندق)(3) كانت صفية بنت عبد المطلب مع النساء والصبيان، قالت: "فمر بنا رجل من يهود، فجعل يُطيف بالحصن، فقد حاربت بنو (قريظة) وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا إن أتانا آت؛ فقلت:
(1) أسد الغابة 2/ 104، والإصابة 2/ 103.
(2)
سيرة ابن هشام 3/ 164 - 165.
(3)
هي غزوة الأحزاب.
يا حسان (1)! إن هذا اليهودي كما ترى يطيف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عورتنا مَن وراءنا من يهود، وقد شُغل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانزل إليه فاقتله! قال: يغفر الله لك يا ابنة عبد المطلب! والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا
…
فلما قال لي ذلك ولم أرَ عنده شيئاً، احتجزت (2) ثم أخذتُ عموداً (3)، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن" (4).
ولما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلف من أمر (الأحزاب) في غزوة (الخندق)، دعا حذيفة بن اليمان وبعثه إليهم ليلاً لينظر ما فعل القوم. قال حذيفة: "
…
فذهبت، فدخلت في القوم، والريح وجنود الله تفعل فيهم ما تفعل: لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناء. فقام أبو سفيان فقال: يا معشر قريش! لينظر امرؤ مَنْ جليسه! قال حذيفة: فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي، فقلت: من أنت؟ قال: فلان بن فلان! ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مُقام
…
لقد هلك الكراع والخف (5)، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون: ما تطمئن لنا قدر، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا
(1) حسان بن ثابت شاعر النبي صلى الله عليه وسلم.
(2)
احتجزت: شددت وسطي. تقول احتجز فلان بإزاره، إذا شد وسطه وربطه.
(3)
العمود هنا: أعمدة البيت التي يقام عليها، وقد يكون العمود: المقرعة من الحديد.
(4)
سيرة ابن هشام 3/ 246، وطبقات ابن سعد 8/ 41، وأسد الغابة 5/ 493، والإصابة 8/ 129.
(5)
الكراع: الخيل. الخف: الإبل.