الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الركعات، وقيل: إن لله تسعة وتسعين اسما، كل اسم منها يدل على معنى يجب الإيمان به، فالكافر لما أعرض عنها، ولم يؤمن بها جملة ولا تفصيلا، سلط عليه بعدد كل اسم منها تنين ووهي الحية الكبيرة.
" تنهشه " أي: تلدغه إلى يوم القيامة.
وأن يراد به الكثرة، ويؤول التنين بما يحيق الكافر من المكاره والعذاب، والله أعلم.
…
5 -
باب
الاعتصام بالكتاب والسنة
من الصحاح:
58 -
101 - عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
(باب الاعتصام بالكتاب والسنة)
(من الصحاح):
" عن عائشة رضي الله عنه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".
(الأمر) حقيقة في القول الطالب للفعل مجاز في الفعل والبيان والطريق، وأطلق ها هنا على الدين من حيث إنه طربقه أو بيانه الذي تتعلق به شراشره.
والمعنى: أن من أحدث في الإسلام ما لم يكن له من الكتاب أو السنة سند ظاهر أو خفي، ملفوظ أو مستنبط، فهو رد عليه، أي: مردود.
…
59 -
102 - وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ".
" وعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله " الحديث.
" أما ": حرف يذكر لفصل الخطاب، ويستدعي جوابا مصدرا بالفاء الجزائية، لما فيها من معنى الشرط، قال سيبويه: إذا قلت: أما زيد فمنطلق، فكأنك قلت: مهما يكن من شيء فزيد منطلق.
و" الهدي ": السيرة، يقال: هدى هدى زيد، إذا سار سيرته، من: تهادت المرأة في مشيها، إذا تبخترت، ولا يكاد يطلق إلا على طريقة حسنة وسنة مرضية، ولذلك حسن إضافة (الخير) إليه، واللام فيه للاستغراق، لأن أفعل التفضيل لا يضاف إلا إلى متعدد وهو داخل
فيه، ولأنه لو لم يكن للاستغراق لم يفد المعنى المقصود، وهو تفضيل دينه وسنته على سائر الأديان والسنن.
وروي:" شر الأمور " بالنصب، عطفا على اسم (إن) وهو الأشهر، وبالرفع، عطفا على (إن) مع اسمه
…
60 -
103 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امريء بغير حق ليهريق دمه ". رواه ابن عباس رضي الله عنه.
" عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أبغض الناس إلى الله ثلاثة " الحديث.
(الإلحاد): الميل عن الصواب، ومنه: اللحد، و (الملحد في الحرم): من أحدث فيه جناية، أو أتى فيه بالمعصية، فهو مخالف لأمر الله تعالى وهاتك لحرمه من وجهين، فهو أحق بالغضب، ومزيد البغضاء.
وكذا (الطالب في الإسلام سنة الجاهلية)، وأما (القاصد لقتل امريء بغير حق): فهو يقصد ما كرهه الله من وجهين: من حيث إنه ظلم، والظلم على الإطلاق مكروه مبغوض، ومن حيث إنه يتضمن موت العبد، وهو يسوؤه، والله سبحانه وتعالى يكره مساءته، فيستحق مزيد المقت، وتضاعف العذاب.
والمراد بالناس المفضل عليهم: سائر عصاة الأمة، فإن الكافر أبغض إليه من هؤلاء المعدودين.
وقوله:" ليهريق " أصله: ليؤريق، من (أراق) على الأصل، فأبدلت الهمزة هاء، يقال: هرقت الماء وأرقته، كما يقال: هردت الشيء وأردته.
…
61 -
105 - وعن جابر رضي الله عنه قال:: جاءت الملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا، قال بعضهم ك إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، قال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقال بعضهم: الدار الجنة، والداعي محمد، فمن أطاع محمدا فقد أطاع الله، ومن عصى محمدا فقد عصى الله، ومحمد فرق بين الناس.
" وعن جابر رضي الله عنه قال: جاءت الملائكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم " الحديث.
هذا الكلام يحتمل أمرين:
أحدهما: أن كون حكاية سمعها جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فحكاه.
وثانيها: أن يكون إخبارا عما شاهده هو بنفسه ، وانكشف له.
و (قول بعضهم: إنه نائم ، وقول يعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان) مناظرة جرت بينهم ، بيانا وتحقيقا لما أن النفوس القدسية الكاملة لا يضعف إدراكها بضعف الحواس واسترخاء الأبدان.
وقوله: (مثله كمثل الرجل) معناه: أن قصته كهذه القصة عن آخرها ،لا أن حاله كحال الرجل ، فإنه في مقابله الداعي دون الباني.
و"المأدبة ": طعام الدعوة ،من: أدب القوم يأدبهم - بالكسر - أدبا ، وآدابهم إيدابا ، إذا دعاهم إلى طعامه.
وقوله:"أولوها له " أي: فسروا الحكاية ، والتمثيل لمحمد ،من (أول تأويلا) ،إذا فسر بما يؤول إليه شيء ، والتأويل في اصطلاح العلماء: تفسير اللفظ بما يحتمله احتمالا غير بين.
والفاء في "فمن أطاع محمدا " فاء السببية ،أي: لما كان الرسول يدعوهم إلى الله بأمره ، وهو سفير من قبله ،فمن أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله.
وقوله:" محمد فرق بين الناس " روي بالتشديد: على صيغة الفعل ، وبالسكون: وهو مصدر وصف به للمبالغة كـ (الصوم) و (العدل) أي: هو الفارق بين المؤمن والكافر ، والصالح والفاسق ،
إذ به تميزت الأعمال والعمال ، ونظيره قوله تعالى:{كان الناس أمة واحدة} [البقرة: 213] الآية.
…
62 -
106 - وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ،وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا ، وقال الآخر: أنا أصوم النهار ولا أفطر ، وقال الآخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فقال:" أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ، لكني أصوم وأفطر ، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".
" عن أنس رضي الله عنه أنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ،الحديث.
(الرهط): جمع دون العشرة من الرجال ، لفظه مفرد ، ومعناه الجمع ، ولذلك صح وقوعه مميز للثلاثة.
و"تقالوها ": تفاعل من (القلة)،بمعنى: استقلوها.
وقوله:" أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم " أي: بيننا وبينه بون بعيد ، ومسافة طويلة ، فإنا على صدد التفريط وسوء العاقبة ، وهو معصوم مأمون العاقبة ، واثق بقوله تعالى: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما
تأخر} [الفتح:2] ،أعمالنا جنة من العقاب ،وأعماله مجلبة للثواب ، فنحن كالمضطر الذي لا مندوحة له عن العمل ، وهو كالمتطوع الطالب للفضل.
فرد عليهم – صلوات الله عليه – ما اعتقدوه في حقه وما اختاروا لأنفسهم من الرهبانية بقوله:" أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له " ، لأني أعلم به ، وبما هو أعز عليه وأكرم عنده ، فلو كان ما استأثرتموه من الإفراط في الرياضة أحسن مما أنا عليه من الاعتدال والتوسط في الأمور لما أعرضت عنه.
و (الذنب): ما له تبعة دنيوية وأخروية ، مأخوذ من (الذنب) ،ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم معاتبا بترك ما هو الأولى تأكيدا لعصمته ،أطلق عليه اسم الذنب.
و"أما": حرف تنبيه ،تؤكد بها الجملة المصدرة بها.
وقوله:"فمن رغب عن سنتي "، أي: مال عنه استهانة وزهدا فيه ، لا كسلا وتهاونا.
"فليس مني" أي: من أشياعي وأهل ديني.
…
63 -
109 – عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال: يا قوم! إني
رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء ، فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، فانطلقوا على مهلهم ، فنجوا ، وكذبت طائفة منهم ، فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به من الحق ، ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق ".
"عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما "الحديث.
(المثل): الصفة العجيبة ،وهو في الأصل بمعنى المثل ، الذي هو النظير ، ثم استعير للقول السائر الممثل مضربه بمورده ، وذلك لا يكون إلا قولا فيه غرابة ، ثم استعير لكل ما فيه غرابة من قصة وحال وصفة ،قال الله تعالى:{مثل الجنة التي وعد المتقون} [الرعد:35]،وقال:{ولله المثل الأعلى} [النحل:60]،أي: صفتي وصفة ما بعثني الله به العجيب الشأن كصفة رجل أتى قوما وشأنه.
و"النذير العريان":مثل سائر يضرب لشدة الأمر ودنو المحذور وبراءة المحذر عن التهمة ، وأصله: أن الرجل إذا رأى العدو ،وقد هجمت على قومه ، وأرادت أن تفاجئهم ، وكان يخشى لحوقهم عند لحوقه تجرد عن ثوبه ،وجعله على سائر خشبة وصاح ، ليأخذوا حذرهم ويستعدوا قبل لحوقهم.
و"النجاء " بالمد: مصدر (نجا) إذا أسرع يقال: ناقة ناجية ،أي:
مسرعة ، ونصبه على المصدر ،أي: أنجوا النجاء ، أو على الإغراء.
و (أدلجوا)،أي: ساروا في الدلجة ، وهي الظلمة ، [والدلجة أيضا:] السير في الليل ، وكذا الدلج بفتح اللام ،وادلجوا – بتشديد الدال – ساروا آخر الليل.
و (المهل) بالتحريك: الهينة والسكون ، وبالسكون: الإمهال.
و"اجتاحهم " ’أي: استأصلهم وأهلكهم ،والجائحة: الهلاك ، وسمي بها الآفة ، لأنها مهلكة.
…
64 -
110 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ، ويغلبنه فيقتحمن فيها ، قال: فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار ، هلم عن النار ، هلم عن النار ، فتغلبوني فتقحمون فيها ".
"عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها " الحديث.
(استيقاد النار): رفعها و (وقودها): سطوعها وارتفاع لهبها ، والوقود – بالفتح -:الحطب ، و (أضاء) من (الوضوء) ،وهو فرط الإنارة و (أضاء) جاء لازما ومتعديا ،فإن جعل لازما فـ (ما حوله)
فاعل له، والتأنيث لأن ما حول النار أشياء وأماكن.
وإن جعل متعديا ففاعله ضمير يعود إلى (النار) و (ما) مع صلة: مفعول به ،و (حوله): نصب على الظرف ،وتركيبه بدل على الدوران والإطافة.
و"الفراش" دويبة تطير إلى الضوء شغفا به ،وتوقع نفسها فيها.
"يحجزهن ":يمنعهن ، من (الحجز) ،وهو المنع ،ومنه: الحجزة ، وهي معقد الإزار ، فإنها يمنع انحلالها ،والجمع: حجز.
(يتقحمون) من: التقحم ، وهو الدخول في الشيء بغتة من غير روية ، وبمعناه: الاقتحام والقحوم والتقاحم ، و (القحم) بضم القاف وسكون الحاء: الهلاك ، وبفتح الحاء: المهالك ، وبفتح القاف وسكون الحاء: الشيخ الهم.
و"هلم" بمعنى: تعال ،وأصله عند الخليل:[ها] لم ، من (لم يلم) إذا انضم إلى الشيء بالقرب منه ، زيدت عليها حرف التنبيه ، ثم حذفت ألفها لكثرة الاستعمال ، وهي لا تنصرف في لغة الحجاز ، قوله تعالى:{والقائلين لإخوانهم هلم إلينا} [الأحزاب: 18].
وعند آخرين: هل أم بمعنى اقصد ، ركب بينهما ، وحذفت الهمزة بإلقاء حركتها إلى ما قبلها.
والمعنى: ضم نفسك إلي وبعدها عن النار ، أو اقصدني معرضا عن النار ، حذفت صلة العامل الأول استغناء به عن صلته ، والعامل الثاني استغناء بصلته عنه.
و" تقحمون" أصله: تتقحمون ، فحذفت إحدى التاءين تخفيفا.
ومعنى التمثيل: أنكم في جرأتكم على المعاصي الموبقة واغتراركم بما ظهر لكم من زخارفها ولذائذها ، وجهلكم بما ترتب عليها وتعلق بها من النيران ، وعدم التفاتكم إلى صنيعي معكم ، وإني أمنعكم عنها استيفاء لكم واستصلاحا لشأنكم ،بريئا شوائب أغراض تعود إلي = كالفراش في جرأتها عن النار، واغترارها بحسن منظرها ولطافة جوهرها ، وجهلها على مخبرها وما يعود إليها من مضربها ، وعدم الالتفات إلى من يذود عنها ، والمبالاة بمنعه إياها ، وذائدها في منعها إشفاقا عليها.
…
65 -
111 – وقال صلى الله عليه وسلم:" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير ، أصاب أرضا ، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء ، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء ، فنفع الله بها الناس ، فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأصاب منها طائفة أخرى إنما
هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به "، رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
" عن أبي موسى الأشعري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير " الحديث.
" الكلأ": النبات ، و"العشب": الكلأ الرطب ، وعطف الأخص على الأعم جائز إذا كان بحيث يهتم بإفراده.
و"أجادب" جمع: جدب ،وهي الأرض التي لا تنبت ، يقال: أرض جدب ، وجديب ، من (الجدب) ،وهو القحط ،والمراد به ها هنا: الأراضي الصلبة التي لا ينصب فيها الماء ، سماها: أجادب ، لصلابتها ،ولأنها لا تنبت.
و" قيعان": جمع: قاع ، وهي الفضاء الواسع الخالي التي لا ينبت فيها.
…
66 – 112 – وقالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} "،قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه ، فأولئك الذين سمى الله ، فاحذروهم ".
"قالت عائشة رضي الله عنها: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} [آل عمران: 7] الآية ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا رأيت الذين يتبعون " الحديث.
(المتشابه): المشتبه ،وهو الذي أريد به غير ظاهره ،و (اتباعه): التعلق بظاهره ، أو تأويله عن غير ثبت ودليل قاطع ورد إلى محكم ، وهو ما ظهرت منه ما أريد به ، وإنما سماها: أم الكتاب ، لأنها بينة في نفسها ، مبينة لما عداها من المتشابهات فهو كالأصل له.
…
67 – 113 - وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما ، فسمع صوت رجاين اختلفا في آية ، فخرج يعرف في وجهه الغضب ، فقال:" إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب ".
في حديث ابن عمر [و]: " هجرت " من (التهجير) ،وهو السير في الهاجرة ،وكذا التهجر.
…
68 – 114 – وقال رسول صلى الله عليه وسلم:" ذروني ما تركتكم ، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه "رواه أبو هريرة رضي الله عنه
"وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – عليه السلام – قال: ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم " الحديث.
المراد منه: هو النهي عن الاقتراح والسؤال عما لا يعنيهم ولا يليق بهم ، فإنه تضييع للعمر ، ودليل على التردد في الأمر ،وقد يصير سبب الوقوع في الزيغ والبدع ، لسوء الفهم وضعف البصيرة ، ومن أجله ضل من قبلهم من الأمم السالفة ، واستزلوا ، واستوجبوا اللعن والمسخ وغير ذلك من البلايا والمحن.
…
69 – 116 – وقال:" يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم ، فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ، ولا يفتنونكم " رواه أبو هريرة رضي الله عنه.
" وفي حديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه: يكون في آخر الزمان دجالون ".
أي: مزورون ملبسون ، من: الدجل ، وهو الخلط ، ومنه: سيف مدجل ، إذا كان مموها بالذهب ، وسمي الدجال دجالا ، لأنه يموه باطله بما يشبه الحق.
70 – 119 – وقال:" ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ، ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل "، رواه ابن مسعود رضي الله عنه.
" عن ابن مسعود: أنه – عليه السلام – قال: ما من نبي بعثه الله في أمته قبلي إلا كان له من أمته حواريون " الحديث.
(حواري الرجل): صفوته وخالصته ، وسمي بذلك لخلوص نيته وصفاء عقيدته من الحور ، وهو شدة البياض ، ومنه سميت الحضريات: حواريات.
وقيل: الحواري: القصار بلغة النبط ، وكان أصحاب عيسى قصارين ، فغلب عليهم الاسم ، وصار كالعلم لهم ، ثم استعير لكل من ينصر نبيا ، ويتبع هديه حق اتباعه.
و" خلوف " جمع: خلف بالسكون ، وهو الرديء من الأعقاب ، والخلف بالفتح: الصالح منهم ، وجمعه: أخلاف. يقال: خلف سوء ، وخلف صدق ، قال الله تعالى:{فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات} [مريم: 59].
وقال لبيد:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
وقوله:" ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل " معناه: أن أدنى مراتب الإيمان أن لا يستحسن المعاصي ويكرهه بقلبه ، فإن لم يمتنع عنه ، أو اشتغل لأغراض دنيوية ولذات مخدجة عاجلة ،فإذا زال ذلك حتى استصوب المعاصي ، وجوز التدليس على الخلق والتلبيس في الحق ، خرج من دائرة الإيمان خروج من استحل محارم الله ، واعتقد بطلان أحكامه.
…
71 – 120 – وقال:" لا يزال من أمتي أمة قائمته بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك "، رواه معاوية رضي الله عنه.
" عن معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله " الحديث.
المراد بـ (الأمة): أمة الإجابة ، وبالأمر الأول: الشريعة والدين ،وقيل: الجهاد ، وبالقيام به: المحافظة والمواظبة عليه ، وبالأمر الثاني: القيامة ، كما في قوله تعالى:{أتى أمر الله} [النحل:1].
والطائفة: هم المجتهدون في الأحكام الشرعية والعقائد الدينية ،
أو: المرابطون في سبيل الله والمجاهدون لإعلائه دينه.
…
72 – 122 – وقال:" من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ،ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ".
" عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه – عليه السلام – قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه " الحديث.
أفعال العباد – وإن كانت غير موجبة ولا مقتضية للثواب والعقاب بذواتها – إلا أنه تعالى أجرى عادته يربط الثواب والعقاب بها ارتباط المسببا ت بالأسباب ، وفعل العبد: ما له تأثير في صدوره بوجه ، فكما يترتب الثواب والعقاب على ما يباشره ويزاوله يترتب كل منهما على ما هو سبب من فعله كالإرشاد إليه والحث عليه ، ولما كانت الجهة التي بها استوجب المسبب الأجر والجزاء غير الجهة التي استوجب بها المباشر لم ينقص أجره من أجره شيئا.
…
73 – 123 – وقال:" بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء ".
" وعنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء "
أي: كان الإسلام في بدء أمره – لقلته وعزة وجوده – كالغريب المنقطع عن إخوانه المعوز لألافه ، وسيكون آخر الأمر كذلك.
" فطوبى للغرباء " المتمسكين بحبله ، والمتشبسين بذيله في ذلك العصر.
…
74 – 124 – وقال:" إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز إلى جحرها ".
روى هذه الأحاديث الثلاثة أبو هريرة رضي الله عنه.
وفي حديثه الثالث:
" إن الإيمان ليأرز إلى المدينة " أي: ينضم إليها وينقبض ، يقال: أرز يأرز أرزا وأروزا ، ومنه: الأروز للبخيل ، سمي بذلك ،لأنه ينقبض إذا سئل.
…
من الحسان:
75 – 127 – عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، لا يوشك رجل شبعان
على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله ، ألا لا يحل لكم الحمار الأهلي ، ولا كل ذي ناب من السباع ، ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها ، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه ، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه ".
(من الحسان):
" عن المقدام بن معدي كرب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه " الحديث.
"ألا" مؤلفة من حرفي الاستفهام والنفي ، لإعطاء التنبيه على تحقق ما بعدها ، وذلك لأن الهمزة فيه للإنكار ، فإذا دخلت على نفي أفادت تحقق الثبوت ، ولكونها بهذه المثابة لا يكاد يقع ما بعدها إلا ما كانت مصدرة بما يصدر بها جواب القسم ، وشقيقتها (أما) التي هي من طلائع القسم ومقدماته.
"ومثله معه " معناه: وأحكاما ومواعظ وأمثالا تماثل القرآن في كونها وحيا واجبة القبول ، أ: في المقدار كقوله في حديث العرباض بن سارية:" إنها مثل القرآن أو أكثر".
وقوله:" ألا يوشك رجل شبعان " أي: يسرع ويقرب ، وإنما
وصفه بالشبعان ، لأن الحامل له على هذا القول إما البلادة وسوء الفهم ، ومن أسبابه: الشبع وشره الطعام وكثرة الأكل ، وإما البطر والحماقة ، ومن موجباته: التنعم والغرور بالمال والجاه ، والشبع يكنى به عن ذلك.
و" على أريكته ": متعلق بمحذوف في حيز الحال ، أي: متكئا أو جالسا ، وهو تأكيد وتقرير لحماقة القائل وبطره وسوء أدبه ، والأريكة: الحجلة ، وهي سرير يزين بالحلل والأثواب للعروس ، وجمعها: أرائك.
وقوله " ومن نزل بقوم " أي: من أهل الذمة من سكان البوادي ، فإن الضيافة لا تجب على غيرهم ، أو كان ذلك قبل استقرار الزكاة فإنها نسخت سائر الإنفاق.
و (قريت) الضيف قرى – بالكسر والقصر – وقراء – بالفتح والمد -: أحسنت إليه.
وقوله:" فله أن يعقبهم بمثل قراه " أي: يتبعهم بأن يأخذ من مالهم مثل قراه.
…
76 -
129 – وعن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ، فقال قائل: يا رسول الله! كأن هذه موعظة مودع فأوصنا ، فقال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا ، فإنه من يعش منكم
بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعلكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ".
" عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب " الحديث.
(البلاغة): وجازة اللفظ ،أو: كثرة المعنى مع البيان عليه.
و (ذرفت العيون): دمعت من تأثيرها في النفس.
وقوله:" وإن كان عبدا حبشيا " معناه: أنه لو ولي الإمام عليكم عبدا حبشيا فأطيعوه ، ولا تستنكفوا عن طاعته ، أو: أنه لو استولى عليكم عبد حبشي ، وأنتم تعلمون أنكم لو أقبلتم على دفعه ومخالفة أمره أدى ذلك إلى هيج الحروب والفتن وإثارة الفساد في الأرض ، فعليكم بالصبر والمداراة حتى يأتي أمر الله ،أو: المبالغة في الحث على طاعة الحكام ، كما قال عليه السلام:"من بنى لله مسجدا مثل مفحص قطاة ، بنى الله له بيتا في الجنة ".
و" الخلفاء الراشدون ": هم الخلفاء الأربعة ، ومن دان بدينهم وسار سيرهم ، أو: أئمة الإسلام المجتهدون في الأحكام ، فإنهم خلفاء الرسول – صلوات الله عليه – في إحياء الحق ، وإعلاء الدين ،وإرشاد الخلق إلى الطريق المستقيم.
و" النواجذ" جمع: ناجذة ، وهي الضرس الأخير ، وقيل: أي
ضرس كان ، وقيل: الناب ، وقيل: الضاحكة.
…
77 – 130 – عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ، ثم قال:" هذه سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله ، وقال:"هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه " ثم قرأ: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه} [الأنعام:153] الآية.
" عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال: هذا سبيل الله " الحديث.
" سبيل الله ": هو الرأي القويم والصراط المستقيم ، وهما: الاعتقاد الحق والعمل الصالح ، وذلك لا تتعدد أنحاؤه ، ولا تختلف جهاته ، لكن له درجات ومنازل يقطعها السالك بعلمه وعمله ، فمن زل قدمه ، وانحرف عن أحد هذه المنازل فقد ضل سواء السبيل ، وتباعد عن المقصد المقصود ، ولا يزال سيره وسعيه يزيد له انهماكا في الضلال وبعدا عن المرمى ، إلا أن يتداركه الله بفضله ، فيلهمه أنه ليس على الطريق ، وأنه لو استمر على ما هو عليه أفضى به إلى الهلاك ، وهو التوبة ، فينكص على عقبيه حتى لتحق بالمقام الذي انحرف عنه ، وهو الإنابة ثم يأخذ منها في سلوك ما يليها ، وهو السداد.
78 – 133 – وقال:" إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها ، وليعقلن الدين من الحجاز معقل الأروية من رأس الجبل ، إن الدين بدأ غريبا ويرجع غريبا ، فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعدي من سنتي ". رواه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة عن أبيه ،عن جده.
" عن عمرو بن عوف المزني ،عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الدين ليأرز إلى الحجاز كما تأرز الحية إلى جحرها " الحديث.
في أكثر نسخ " المصابيح ": رواه زيد بن ملحة ، عن أبيه عن جده وهو غلط ، لأن زيد بن ملحة جاهلي ، جد عمرو بن عوف ،والصواب: رواه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده.
وقوله: (يأرز) أي: يلتجيء ،من: الأرز ، وهو الضم ، والمأرز: الملجأ.
و" الحجارة": مكة والمدينة وما يتعلق بها سميت به لأنها حجزت بين نجد وغور ، وقيل: لأنها حجزت بالجرار الخمس ،
وقوله:" وليعقلن الدين من الحجاز " أي: ليمتنعن ويتخذ منه معقلا ،أي: ملجأ وحصنا كما تتخذه " الأروية من رأس الجبل ": وهي الأنثى من الوعول ،من: العقل ، وهو المنع وسمي العقل عقلا لأنه يمنع صاحبه من تعاطي ما لا يليق به.
79 – 134 – وقال:" ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمة علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك ، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة ، كلهم في النار إلا ملة واحدة ، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي " رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
" عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليأتين على أمتي كما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل " الحديث.
(الحذو): القطع ، يقال: حذوت النعل بالنعل: إذا قدرت كل واحدة وقطعتها بمقدار صاحبتها.
" وحذو النعل بالنعل ": استعارة في التساوي.
والمراد من قوله: (بأمتي) إما أمة الدعوة ، فيندرج سائر أرباب الملل والنحل الذين ليسوا على قبلتنا في عداد الثلاث والسبعين ، أو أمة الإجابة ، والمراد بالملل الثلاث والسبعين ك مذاهب أهل القبلة.
…
80 – 135 - وفي رواية أخرى:" واحدة في الجنة ، وهي الجماعة ، وإنه سيخرج في أمتي قوم تتجارى بهم تلك الأهواء كما
يتجارى الكلب بصاحبه ، لا يبقى منهم عرق ولا مفصل إلا دخله ".
" وقوله في رواية معاوية: تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه ".
معناه: يجري بينهم ويسري إلى قلوبهم جري الكلب في العروق إلى أعماق البدن ، وهو داء يعتري الإنسان من عضة الكلب المجنون ، وهو مرض مخوف تصل نكايته إلى جميع البدن.
…
81 – 140 – وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر رضي الله عنه فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا ، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية ، ولو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي ".
" وفي حديث جابر: أمتهوكون أنتم؟! ".
أي: متحيرون من (التهوك) بمعنى: التحير ، وقد جاء بمعنى التهور أيضا.
…
82 – 143 – عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ضل قوم بعدي كانوا عليه إلا أوتوا الجدل "، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم هذه
الآية: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} [الزخرف:58].
" عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " الحديث.
المراد بهذا " الجدل ": العناد والمراء والتعصب ، لترويج مذاهبهم وآراء شيوخهم ، من غير أن يكون لهم نصرة على ما هو عليه الحق ، وذلك محرم ، أما المناظرة لإظهار الحق واستكشاف الحال ،واستعلام ما ليس معلوما عنده ، أو تعليم غيره ما هو عنده: ففرض على الكفاية ، خارج عما نطق به الحديث.
(2)
كتاب العلم