الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوأد: دفن الولد الحي في القبر، وكانت العرب في جاهليتهم يدفنون البنات حية، فالوائدة في النار لكفرها وفعلها، والموؤدة فيها لكفرها.
والحديث دليل على تعذيب أطفال المشركين، ولعل المراد بالوائدة: القابلة، وبالموؤدة: الموؤدة لها وهي أم الطفل، فحذفت الصلة، إذ كان من ديدنهم أن المرأة إذا أخذها الطلق حفر لها حفرة عميقة، فجلست عليها، والقابلة وراءها تترقب الولد، فإن ولدت ذكرا أمسكت، وإن ولدت أنثى ألقتها في تلك الحفرة، وأهالت عليها التراب.
…
4 -
باب
إثبات عذاب القبر
من الصحاح:
54 -
92 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال::" إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم = أتاه ملكان وفيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ - لمحمد -، فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال له ك انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة، فيراهما جميعا، وأما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول:
لا أدري كنت أقول ما يقول الناس، فيقال له: لا دريت ولا تليت، ويضرب بمطرقة من حديد ضربة، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين ".
(باب إثبات عذاب القبر)
(من الصحاح):
" عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه " الحديث.
(القرع): الصوت.
وقوله: " إنه ليسمع قرع نعالهم "،أي: لو كان حيا، فإن جسده قبل ما يأتيه الملك فيقعده ميت لا يحس بشيء، والمراد بالإقعاد: التنبيه والإيقاظ عما هو عليه بإعادة الروح إليه، أجري الإقعاد مجرى الإجلاس. وقد يقال: أجلسته من نومه: إذا أيقظته، والحديث ورد بهما، والظاهر أن لفظ الرسول صلوات الله عليه:(فيجلسانه) ، وبعض الرواة بدله بهذا اللفظ، فإن الفصحاء يستعملون الإقعاد إذا كان من قيام، والإجلاس إذا كان من اضطجاع.
و" لا دريت ولا تليت ": عن الدراية والتلاوة، دعا عليه بنحو ما أجابه.
و (الثقلان): الإنس والجن، وإنما منعوا عن سماعها لئلا تنتقص حكمة التكليف، ويرتفع الابتلاء والامتحان، ولا يعرضوا عن التدابير
والصنائع ونحوها مما يتوقف عليه بقاء الشخص والنوع، فيبطل معاشهم وينقطع إدبارهم.
فإن قلت: مفهوم الحديث أن هذا السؤال إنما يكون ممن دفن وقبر، وأما غيره فهو بمعزل عن ذلك، ويشهد له ظاهر قوله – عليه السلام – في حديث زيد بن ثابت:" لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر ".
قلت: بل هو أمر يشمل الأموات ويعمهم، حتى إن من مات وأكلته سباع البهائم والطيور، وتفرقت في الشرق والغرب، فإن الله تبارك وتعالى يعلق روحه الذي فارقه بجزئه الأصلي الباقي من أول عمره إلى آخره، المستمر على حاله حالتي النمو والذبول الذي يتعلق به الروح أولا، فيحيا ويحيا بحياته سائر أجزاء البدن، ليسأل، فيثاب أو يعذب.
ولا يستبعد ذلك، فإن الله تعالى عالم بالجزئيات كلها حسب ما هي عليها، فيعلم الأجزاء بتفاصيلها، ويعلم مواقعها ومحالها، ويميز بين ما هو منها أصل وما هو فضل، ويقدر على تعليق الروح بالجزء الأصلي منها حال الانفراد تعليقه به حال الاجتماع، فإن البنية عندنا ليست شرطا للحياة، بل لا يستبعد تعليق ذلك الروح الشخصي الواحد في آن واحد بكل واحد من تلك الأجزاء المتفرقة في المشارق والمغارب، فإن تعلقه ليس على سبيل الحلول حتى يمنعه الحلول في جزء الحلول في آخر.
ومن أراد تحقيق ذلك فليطالع كتابي " الطوالع " ليعلمه علم اليقين.
والحديث ورد على ما هو الغالب.
وقوله:" لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم " معناه: أن الله تعالى لو أسمعكم صياح الأموات وصراخهم حينما يعذبون لاشتد عليكم الرعب، وحملكم على التحرز عن الأموات والتباعد عنهم، والإعراض عن الاشتغال بدفنهم مخافة أن يصيحوا وأنتم متدافنون، لا حذرا من عذاب القبر، فإنه لا يرد من قدر الله، ولا يغني من عذابه.
…
55 -
96 – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر وللآخر النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا، ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراعا، ثم ينور له فيه وثم يقال له: نم، فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم؟ فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه، حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك، وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون فقلت مثله، لا أدري
فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، فيقولان للأرض: التئمي عليه، فتلتئم عليه، فتختلف أضلاعه، فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ".
(من الحسان):
" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان " الحديث.
يحتمل أن يتمثل الملكان للميت بهذا اللون، ويحتمل أن يكون المراد بالسواد قبح الصورة وفظاعة المنظر، يقال: كلمت فلانا فما رد علي سوداء ولا بيضاء، أي: ما أجابني بكلمة حسنة ولا قبيحة، وبالزرقة: قليب البصر وتحديد النظر، يقال: زرقت عينه نحوي: إذا انقلبت وظهر بياضها، وهي كناية عن شدة الغضب، فإن الغضبان ينظر إلى المغضوب عليه شزرا بحيث تنقلب عينه، ومن هذا يوصف العدو، فيقال: أسود الكبد أزرق العين.
و" يفسح له في قبره " أي: يوسع مرقده، و" العروس " يطلق على الذكر والأنثى، وإنما مثل استراحة الميت بنومه ولأنه من أعز أحوال الإنسان وأرغده في الاستراحة
***
56 – 97 – ورواه البراء بن عازب رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله، فيقولان له ك ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان ك وما يدريك؟ فيقول ك قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فذلك قوله: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} ، قال: فينادي مناد من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفتح لها [له] فيها مد بصره، وأما الكافر، فذكر موته، قال: ويعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان: من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السماء: أن كذب، فأفرشوه من النار، وألبسوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار "، قال: فيأتيه من حرها وسمومها، قال: ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ’ ثم يقيض له أعمى أصم، معه مرزبة من حديد لو ضرب بها جبل لصار ترابا، فيضربه بها ضربة يسمعها ما بين المشرق والمغرب إلا الثقلين، فيصير ترابا ئ، ثم يعاد فيه الروح ".
وفي رواية البراء بن عازب: أن صدق عبدي فأفرشوه "
بهمزة القطع، أي: اجعلوا له فراشا أو: ابسطوا له فيكون (أفرش) بمعنى: فرش.
و" يفتح له مد بصره " أي: مداه، والمعنى: أنه يرفع الحجاب قدامه، فيرى ما يمكنه، ويستأهل أن يراه.
" فيقبض له " أي: يقدر، قال تعالى:{وقيضنا لهم قرناء} [فصلت: 25] والقيض: المثل.
"أعمى أصم " أي: من لا يرى عجزه فيرحمه، ولا يسمع زئيره فيرق له.
…
57 – 100 – عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة، لو أن تنينا منها نفخ في الأرض ما أنبتت خضراء ".
" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا " الحديث.
يحتمل أن يكون المراد به العدد المخصوص، وخصوصه توقيفي لا مجال للنظر فيه، بل إنما يتلقى بطريق الوحي، كأعداد