الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 -
باب
ما لا يجوز من العمل في الصلاة
وما يباح منه
من الصحاح:
251 -
693 - عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل ، فقلت له: يرحمك الله ، فرماني القوم بأبصارهم ، فقلت: ما شأنكم تنظرون إلى؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتونني سكت ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبأبي هو وأمي ، ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه ، والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ، قال:" إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن "- أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله! إني حديث عهد بجاهلية ، وقد جاء الله بالإسلام ، وإن منا رجالا يأتون الكهان؟ ، قال:" فلا تأتهم "، قلت: ومنا رجال يتطيرون؟ ، قال:" ذاك شيء يجدونه في صدورهم ، فلا يصدنهم "، قلت: ومنا رجال يخطون؟ ، قال:" كان نبي من الأنبياء يخط ، فمن وافق خطه فذاك ".
(باب ما لا يجوز من العمل في الصلاة وما يباح منه)
(من الصحاح):
" عن معاوية بن الحكم قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل " الحديث.
" ما كهرني " أي: ما زجرني ، والكهر والنهر والقهر أخوات.
وقوله: " إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس " دليل على حرمة الكلام في الصلاة ، وأضاف (الكلام) إلى "الناس " ليخرج منه الدعاء والتسبيح والذكر ، فإنها لا يراد بها خطاب الناس وإفهامهم.
" أو كما قال الرسول " أي: مثل ما قاله ، يعني: مثل التسبيح والتهليل كالدعاء وسائر الأذكار.
وقوله: " ومنا رجال يتطيرون " أي: يتفاءلون بالسنوح والبروج ونحو ذلك ، وأصل التطير: التفاؤل بالطير ، وكانت العرب في جاهليتهم يتفاءلون بالطيور والظباء ونحو ذلك ، فإذا بدت لهم سوانح تيمنوا بها وشرعوا فيها كانوا يقصدون ، وإن ظهرت بوارح تشاءموا بذلك وتثبطوا عما قصدوا وأعرضوا عنه ، فبين صلوات الله عليه: أنها خطرات فاسدة لا دليل عليها ، فينبغي ألا يلتفتوا إليها ، ولا تصدنهم البروح عما قصدوه ، إذ لا يتعلق بها نفع ولا ضر.
وقوله: " ومنا رجال يخطون " أي: يضربون خطوطا بخطوط الرمل.
" وكان نبي من الأنبياء يخط " أي: يخط فيعرف الأحوال بالفراسة بتوسط تلك الخطوط ، وقيل: هو إدريس صلوات الله عليه ، " فمن وافق خطه " في الصورة والحالة ، وهي قوة الخاطر في الفراسة ، وكماله في العلم والورع الموجبين لها ، " فذاك " أي: فذاك يصيب ، والمشهور:"خطه" بالنصب ، فيكون الفاعل مضمرا ، وروي بالرفع ، فيكون المفعول محذوفا.
والحديث دليل على حرمة الكلام في الصلاة ، وإن تضمن مصلحة من مصالح الصلاة ، لعموم قوله:(لا يصلح فيها شيء من كلام الناس) ، وأن الجاهل بحرمة الكلام في الصلاة إذا كان قريب العهد بالإسلام معذور في التكلم ، فإنه عليه السلام بين له حكم الصلاة ، وما أمره بإعادتها.
…
252 -
696 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصر في الصلاة ".
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصر في الصلاة ".
" الخصر ": وضع اليد على الخاصرة ، وهي الطفطفة ، وتسمى: شاكلة أيضا ، قيل: كان ذلك من ديدن اليهود ، فنهى عنه.
***
253 -
699 - عن أبي قتادة الأنصاري أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه ، فإذا ركع وضعها ، وإذا رفع من السجود أعادها ، ويروى: رفعها.
" وعن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤم الناس " الحديث.
دل الحديث على أن الأفعال المتعددة إذا تفاصلت لم تفسد الصلاة ، وقيل: إسناد الإعادة والرفع إليه على سبيل المجاز ، فإنه عليه السلام لم يتعمد لحملها ، لأنه يشغله عن صلاته ، لكنها على عادتها تتعلق به وتجلس على عاتقه ، لا يدفعها عن نفسه ، و (أمامة): ابنة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
…
254 -
700 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع ، فإن الشيطان يدخل في فيه ".
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تثاءب أحدكم " الحديث.
(التثاؤب): تفاعل ، من: الثؤباء بالمد ، وهو فتح الحيوان فمه لما عراه من تمط وتمدد لكسل وامتلاء ، وهي جالبة للنوم الذي هو من حبائل الشيطان ، فإنه به يدخل على المصلي ، فيخرجه عن صلاته ،
فلذلك جعل سببا لدخول الشيطان ، و (الكظم):المنع والإمساك.
…
255 -
701 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي ، فأمكنني الله منه ، فأخذته ، فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم ، فذكرت دعوة أخي سليمان: {رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} ، فرردته خاسئا ".
" وعنه: أنه عليه السلام قال: إن عفريتا من الجن " الحديث.
(العفريت): فعليت ، من: العفر بكسر العين وسكون الفاء ، وهو الخبيث ، ومعناه: المبالغ في الأمر مع دهاء وخبث ، والتفكك والإفلات ، والانقلاب واحد ، وهو التخلص إلى الشيء نجاة ، (التمكين): إقدار الغير على الشيء ، و (السارية): الأسطوانة.
" فرددته خاسئا" أي: طردته صاغرا ، من قولهم) خسأت الكلب): إذا زجرته مستهينا به.
***
من الحسان:
256 -
714 - عن عدي بن ثابت ، عن أبيه ، عن جده رفعه قال:" العطاس ، والنعاس ، والتثاؤب في الصلاة ، والحيض ، والقيء ، والرعاف من الشيطان ".
(من الحسان):
" عن عدي بن ثابت ، عن أبيه ، عن جده دينار الأنصاري: أنه عليه السلام قال: العطاس والنعاس " الحديث.
أضاف هذه الأشياء إلى الشيطان لأنه يحبها ويرتضيها ، ويتوسل بها إلى ما يتبعه من قطع الصلاة والمنع من العبادة ، ولأنها تغلب في غالب الأمرين من شره الطعام ، الذي هو من أعمال الشيطان.
وقد ضعفه علماء الحديث.
…
257 -
715 - عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
" وعن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء ".