الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(7)
كتاب الصوم
1 -
باب
من الصحاح:
397 -
1391 /م - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء ".
وفي رواية: " فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب جهنم ، وسلسلت الشياطين ".
وفي رواية: " فتحت أبواب الرحمة ".
(كتاب الصوم)
(من الصحاح):
" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء ". وفي رواية:" فتحت أبواب الجنة " الحديث.
(فتح أبواب السماء): كناية عن تواتر نزول الرحمة وتوالي
صعود الطاعة بلا مانع ومعاق ، ويشهد له الرواية الأخيرة.
و (تغليق أبواب جهنم): عبارة عن انتفاء ما يدخل به صاحبه النار ، فإن الصائم فيه يتنزه عن كبائر الذنوب والفواحش ، وتكون صغائره مكفرة ببركة الصوم.
و (تصفيد الشياطين بالسلاسل): مجاز عن امتناع التسويل عليهم ، واستعصاء النفوس عن قبول وساوسهم وحسهم أطماعهم عن الإغواء ، وذلك لأنه إذا دخل رمضان ، واشتغل الناس بالصوم ، وانكسرت فيهم القوة الحيوانية التي هي مبدأ الشهوة والغضب الداعيين إلى أنواع الفسوق والمعاصي ، وصفت أذهانهم ، واشتعلت قرائحهم ، وصارت نفوسهم كالمرائي المتقابلة المتحاكية ، فتنبعث قواهم العقلية داعية إلى الطاعات ناهية عن المعاصي ، فتجعلهم مجمعين على وظائف العبادات ، عاكفين عليها ، معرضين عن أصناف المعاصي عازفين عنها ، فتفتح لهم أبواب الجنان ، وتغلق عليهم أبواب النيران ، ولا يبقى للشيطان عليهم سلطان ، وهذه - وإن كانت مخصوصة بالصائمين لهذا الشهر - فلا يبعد في أن تشمل بركتهم من عداهم ، ويحيط بمن وراءهم.
***
398 -
1394 - وقال: " كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي ، وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ".
وقال: " للصائم فرحتان: فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم ، فلا يرفث ، ولا يصخب ، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني آمرؤ صائم ".
وعنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف " الحديث.
لما أراد بقوله:" كل عمل " الحسنات من الأعمال ، وضع الحسنة موضع الضمير الراجع إليه ، و" إلا الصوم ": مشتثنى عن كلام غير محكي دل عليه ما قبله ، والمعنى: أن الحسنات يضاعف جزاؤها من عشر أمثالها إلى سبع مئة مثل ، بحسب ما بينها من التفاوت ، ويدل على أدناها قوله تعالى:{من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} [الأنعام: 160]، وعلى أقصاها قوله:{مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة} [البقرة: 261].
" إلا الصوم " فإن ثوابه لا يقادر قدره ، ولا يقدر إحصاءه إلا الله
تعالى ، فلذلك يتولى جزاءه بنفسه ، ولا يكله إلى ملائكته ، والموجب لاختصاص الصوم بهذا الفضل أمران:
أحدهما: أن سائر العبادات مما يطلع عليه العباد ، والصوم سر بينه وبين الله تعالى ، يفعله خالصا لوجه الله ، ويعامله به طالبا لرضاه ، وإليه أشار بقوله:" فإنه لي ".
وثانيهما: أن سائر الحسنات راجعة إلى صرف المال ، [أ] واشتغال البدن بما فيه رضاه ، والصوم يتضمن كسر النفس وتعريض البدن للنقصان والنحول ، مع ما فيه من الصبر على مضض الجوع وحرقة العطش ، فبينه وبينها أمد بعيد ، وإليه أشار بقوله:" يدع شهوته وطعامه لأجلي ".
قوله: " فرحة عند فطره " أي: فرحة بإتمام الفعل والخروج عن العهدة ، " وفرحة عند لقاء ربه " أي: بنيل الجزاء ، وهو لقاء ربه.
وقوله: " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " تفضيل لما يستكره من الصائم على أطيب ما يستلذ من جنسه ، ليقاس عليه ما فوقه من آثار الصوم ونتائجه.
و (الرفث): الفحش ، و (الصخب): الصياح والخصومة ، والصخاب: الصياح.
***