الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيده إلى ذكره ، ليس بينه وبينها شيء فليتوضأ ".
"أفضى ": وصل ، لازم عداه بالباء ، وهذا وحديث بسرة دليل على أن المس ناقض للوضوء ،وهو قول سعد وابن عمر وابن عباس ، ومذهب الأوزاعي والشافعي وأحمد والمزني ، والمشهور عن مالك.
وروي خلافه عن علي رضي الله عنه وابن مسعود وعمار وحذيفة وعمران بن حصين ، وهو مذهب أبي حنيفة وأصحابه ، ومعتمده: ما روى قيس بن طلق بن علي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" هل هو إلا بضعة منك؟ " وقد طعن الباحثون عن أحوال الرواة في قيس. وزعم الشيخ: أنه منسوخ بحديث أبي هريرة ، لأنه أسلم بعد مراجعة طلق إلى اليمن بسنتين ، وذلك يدل على تأخر حديثه عن حديث طلق ، فيكون ناسخا.
وأول يعضهم بأنه في الإفضاء بظهر الكف ، وهو غير ناقض ، لأنه روي في مقدم هذا الحديث:
أن رجلا سأل فقال: كنت أحك فخذي فأفضيت بيدي ذكري ، وفيه نظر ، لأن تخصيص الحديث به ينافي التعليل المومأ إليه بقوله:" هل هو إلا بضعة منك " والله أعلم.
…
3 -
باب
أدب الخلاء
من الصحاح:
112 -
226 - عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ، ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا أو غربوا ".
قال المصنف: هذا الحديث في الصحراء ، أما في البنيان فلا بأس به ، لما روي.
(باب أدب الخلاء)
(من الصحاح):
"عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أنه – عليه السلام – قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا أو غربوا ".
" الغائط" لغة: المكان المطمئن من الأرض ، وفي العرف يراد به: البراز ، لأن العرب يقصدون الغيطان لقضاء الحاجة ، وظاهر الحديث يدل على عدم جواز الاستقبال والاستدبار عند قضاء الحاجة مطلقا، وإليه ذهب النخعي ، والجمهور فرقوا بين البناء والصحراء. قال المصنف: هذا الحديث في الصحراء ، أما في البنيان فلا بأس به ، لما روي:
…
113 -
227 – عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ارتقيت فوق بيت حفصة بنت عمر لبعض حاجتي ، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام.
وخص الحديث بما روى ابن عمر:" أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق
بيت حفصة يقضي حاجته مستدبر القبلة مستقبل الشام ".
وتأويله بأنه – عليه السلام – لعله انحرف عن القبلة يسيرا ، ولم يميز الراوي = ضعيف.
والفرق بين البناء والصحراء: أن الصحراء غالبا لا يخلو عن مصل من ملك أو إنس أو جن فيحاذيه بفرجه ، ولا كذلك في البنيان الذي تقضى فيه الحاجة.
…
114 – 230 – وقال ابن عباس رضي الله عنهما: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال:"إنهما يعذبان ’ وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستبريء من البول ، ويروى: لا يستنزه من البول – وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة "، ثم أخذ جريدة رطبة فشقها بـ[نصفين] ،ثم غرز في كل قبر واحدة ، وقال: لعله أن يخفف عنهما ما لم يبسا ".
" عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه – عليه الصلاة والسلام – مر بقبرين ، فقال: إنهما يعذبان ، وما يعذبان في كبير " الحديث.
لعله عنى بالكبيرة: ما يستعظمه الناس ولا يجترىء عليه ، و (النميمة) – وإن كانت من الذنوب إلا أنها – يجترىء عليها ولا يبالى بها ، ودعا أن يخفف عنهما العذاب ما دامت النداوة في تينك الخشبتين ، وهو دليل على عذاب القبر.
***
115 – 231 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اتقوا اللاعنين "، قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ".
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه – عليه السلام – قال: اتقوا اللاعنين ،قالوا: وما اللاعنان؟ "الحديث.
سمي الحامل على اللعن والمسبب له لاعنا ، كما يسند الفعل إلى مسببه ، فيقال: بنى الأمير القلعة.
فإن قلت: كيف طابق الجواب السؤال؟
قلت: فيه إضمار ، والتقدير: تخلى الذي يتخلى.
والمراد من " ظلهم ": ما اختاروه أندية ومقيلا ونحو ذلك.
…
116 – 233 – وقال:" من توضأ فليستنثر ، ومن استجمر فليوتر "، رواه أبو هريرة رضي الله عنه.
" وقال عليه السلام: من توضأ فليستنثر "الحديث.
نثر وانتثر و0استنثر): إذا استنشق الماء ، ثم استخرج ما في أنفه ونثره ، وقال الفراء: هو أن يحرك النثرة ، وهو الفرجة بين الشاربين.
من الحسان:
117 – 237 – وقال أبو موسى: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فأراد أن يبول ، فأتى دمثا في أصل جدار فبال ، ثم قال:" إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله ".
(من الحسان):
" عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فأراد أن يبول ، فأتى دمثا " الحديث.
(الدمث): المكان السهل اللين ، و (الارتياد):الطلب.
118 – 239 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا لكم مثل الوالد ، فإذا ذهب أحدكم إلى الغائط فلا يستقبل القبلة ، ولا يستدبرها لغائط أو بول ، وليستج بثلاثة أحجار ، ونهى عن الروث والرمة ، وأن يستنجي الرجل بيمينه ".
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه – عليه السلام – قال: إنما أنا لكم مثل الوالد " الحديث.
صدر الحديث بذلك لئلا يستحيى منه ، فيسأل عنه ما يشكل.
و (الاستنجاء): إزالة النجو ، وهو العذرة ، مأخوذ من (النجوة) ،
وهي ما ارتفع من الأرض ، لأن قاضي الحاجة يستتر بها.
وقوله:" ليستنج بثلاثة أحجار " دليل للشافعي رضي الله عنه أن التثليث واجب وغن حصل النقاء بواحد.
و"الرمة" بكسر الراء: العظم البالي ، وقد علل منع الاستنجاء بالعظم بأنه طعام الجن.
…
119 – 243 – وقال رويفع بن ثابت رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك بعدي ، فأخبر الناس أن من عقد لحيته ، أو تقلد وترا ، أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدا من بريء ".
" وعن رويفع رضي الله عنه: أنه – عليه السلام – قال: يا رويفع! لعل الحياة ستطول بك بعدي ، فأخبر الناس أن من عقد لحيته ، أو تقلد وترا ، أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمد منه بريء ".
(عقد لحيته): تجعيدها بالمعالجة ، وهو منهي عنه لما فيه من التأنيث والتشبيه بمن يفعل ذلك من الكفرة ، وقيل: إن أهل الجاهلية كانوا يعقدونها في الحرب ، فنهوا عنه.
و (الوتر): وتر القوس ، كانوا يقلدون به الفرس لئلا تصيبه العين ، فنهاهم عن ذلك وأمرهم بقطعها ، ليعلموا أنه لا يرد من قدر الله شيئا.
وقيل: المراد به: خيط يتقلدون به لذلك.
والرجيع: السرقين ، مأخوذ من (الرجوع) ’ فإنه رجع من حال إلى حال.
…
120 – 244 – وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من اكتحل فليوتر ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج ، ومن استجمر فليوتر ، ومن فعل فقد أحسن ومن لا فلا حرج ، ومن أكل فما تخلل فليلفظ ، وما لاك بلسانه فليبتلع ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج ، ومن أتى الغائط فليستتر ،فإن لم يجد إلا أن يجمع كثيبا من رمل فليستدبره ،فإن الشيطان يلعب بمقاعد بني آدم ، من فعل فقد أحسن ، ومن لا فلا حرج ".
" وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنه قال – عليه السلام – قال: من اكتحل فليوتر " الحديث.
(الإيتار) في الأمور محبوب ، و (الكثيب): تل الرمل ، من (الكثب) وهو الجمع.
والمراد من (لعب الشيطان بالمقاعد إذا لم يسترها): أن تنكشف عورته ويفضح فيما بين الناس.
***
121 – 247 – وقال:" اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد ، وقارعة الطريق ، والظل ".رواه معاذ رضي الله عنه.
" وعن معاذ رضي الله عنه: أنه – عليه السلام – قال: اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد ،
وقارعة الطريق ، والظل ".
"البراز" بفتح الباء: الفضاء الواسع ، والتركيب يدل على الظهور ، فكنوا به عن الغائط ، ثم اشتق منه:(تبرز) إذا تغوط.
و" الموارد ": الأمكنة التي يوافيها الناس ، كالأندية.
…
122 – 248 – وقال:" لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين عن عورتهما يتحدثان ، فإن الله يمقت على ذلك "، رواه أبو سعيد رضي الله عنه ز
" وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: يضربان الغائط ".
أي: يسرعان.
…
123 – 249 – وقال:" إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث "، رواه زيد بن أرقم رضي الله عنه.
" وفي حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه: إن هذه الحشوش محتضرة ".
" الحشوش " جمع: حش ، وهو البستان من النخيل ، ثم كنى
به عن المستراح.
ومعنى " محتضرة ": أن الشيطان يحتضرها ، ألا ترى أنه – عليه السلام – رتب على إتيانها الأمر بالاستعاذة؟
…
124 – 251 – وقالت عائشة:" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك ".
" وفي حديث عائشة رضي الله عنها: غفرانك ".
وهو بمعنى: المغفرة ، ونصبه بأنه مفعول به ، والتقدير: أسأل غفرانك ، ووجه تعقيبه للخروج عن المستحم أنه كان مشغولا بما يمنعه من الذكر ، وما هو نتيجة شرهه على الطعام ، واشتغاله بقضاء الشهوات.
…
125 – 256 – عن حذيفة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم ، فبال قائما.
قيل: كان ذلك لعذر به ، والله أعلم.
" وعن حذيفة رضي الله عنه: أنه عليه السلام: أتى سباطة قوم ، فبال قائما ".
(السباطة) في الأصل: قمامة البيت ، ثم استعمل لمطرحها وملقاها مجازا ، ثم توسع واستعلم للفناء.