الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله تعالى: {وسخر لكم الشمس والقمر دائبين} [إبراهيم: 33] أي: مواظبين على إصلاح العالم ، و" مكفرة ": مفعلة بمعنى اسم الفاعل وكذلك " منهاة "، ونظيرهما: مطهرة ومرضاة ، ومنجلة ، ومحزنة.
والمعنى: إن قيام الليل قربة تقربكم إلى ربكم ، وخصلة تكفر سيئاتكم وتنهاكم عن المحرمات ، كما قال تعالى:{إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45].
…
293 -
881 - وعن أبي أمامة أنه قال: قيل: يا رسول الله! أي الدعاء أسمع؟ قال:" جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات ".
" وفي حديث أبي أمامة: أي الدعاء أسمع؟ ".
أي: أرجى وأقرب إلى الإجابة ، والله أعلم.
…
33 -
باب
القصد في العمل
من الصحاح:
294 -
885 - وقال: " خذوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله
لا يمل حتى تملوا ".
(باب القصد في العمل)
(من الصحاح):
" قال عليه السلام: خذوا من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتى تملوا ".
(الملال): فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء ، فيوجب الكلال في الفعل والاعراض عنه ، وهو [و] أمثال ذلك على الحقيقة إنما يصدق في حق من يعتريه التغير والانكسار ، فأما من تنزه عن ذلك فيستحيل تصور هذا المعنى في حقه ، بل إذا أسند إليه شيء من ذلك يجب أن يؤول ، فيحمل على ما هو منتهاه وغاية معناه ، كإسناد الرحمة والغضب والحياء إلى الله تعالى.
فمعنى الحديث والله أعلم: اعملوا حسب ومعكم وطاقتكم ، فإن الله تعالى لا يعرض عنكم إعراض الملول ، ولا ينقص ثواب أعمالكم ما بقي لكم نشاط وأريحية ، فإذا فترتم فاقعدوا ، فإنكم إذا مللتم عن العبادة ، وأتيتم بها على كلال وفتور كانت معاملة الله معكم حينئذ معاملة الملول عنكم.
والداعي إلى هذا التجوز: قصد الازدواج ، وله في القرآن نظائر جمة ، منها: قوله تعالى: {يخادعون الله والله خادعهم} [النساء: 142]{فيسخرون منهم سخر الله منهم} [التوبة:79]{نسوا الله فأنساهم أنفسهم}
وراوي الحديث عائشة.
…
295 -
888 - وقال: " إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة ".
" وقال عليه السلام: إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد " الحديث.
" الدين " في الأصل: الطاعة والجرأة ، والمراد به: الشريعة ، وأطلق عليها لما فيها من الطاعة والانقياد ، والمعنى: إن دين الله الذي أمر به عبادة واختار لهم مبني على اليسر والسهولة ، كما قال تعالى:{وما جعل عليكم في الدين من حرج} [الحج:78]، وقال عليه السلام:" عليكم بالحنيفية السمحة السهلة ، ولن يشاد الدين "، أي: لن يقاومه بشدة ، والمشادة: التشدد.
والمعنى: إن من شدد على نفسه وتعمق في أمر الدين بما لم يوجب عليه ، كما هو دأب الرهابنة وأرباب الصوامع ، فلربما يغلبه ما يحمله من الكلفة ، فيضعف عن القيام نحو ما كلف به ، وهو معنى قوله:" إلا غلبه " ، فإنه تقال أمر الدين ، وقصد أن يغلب عليه بالزيادة