الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "، ثم قال: " رب اغفر لي - أو قال ثم دعا - استجيب له ، فإن توضأ ثم صلى قبلت صلاته ".
" وقال عليه السلام: من تعار من الليل ، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله " الحديث.
" تعار ": استيقظ ، قال الجوهري: تعار الرجل من الليل: إذا هب من نومه مع الصوت ، ولعلها مأخوذ من: عرار الظليم ، وهو صوته ، والمعنى: أن من هب من نومه ، فذكر الله تعالى بهذا الذكر ، ثم دعاه استجيب له ، وإن صلى قبلت صلاته.
وراوي الحديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.
32 -
باب
التحريض على قيام الليل
من الصحاح:
289 -
869 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة: عليك
ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلت عقدة ،فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ".
(باب التحريض على قيام الليل)
(من الصحاح):
" قال رسول صلى الله عليه وسلم: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد " الحديث.
القافية: القفا ، وعقد الشيطان على قافيته: استعارة من تسويل الشيطان وتحبيب النوم إليه ، وتزيين الاستراحة والدعة له ، وتثبيط [هـ] عن القيام ، وتخييل بقاء الليل إليه كلما انتبه.
والتقييد بالثلاث: إما للتأكيد ، أو لأن الذي تنحل به عقدته ثلاثة أشياء: الذكر والوضوء والصلاة ، فكأن الشيطان منعه عن كل واحد منها بعقدة عقدها على قافيته ، ولعل تخصيص القفا لأنه محل الواهمة ومجال تصرفها ، وهي أطوع القوى للشيطان وأسرعها إجابة إلى دعوته.
وقوله: " فأصبح نشيطا طيب النفس " فذلكة الانحلال ونتيجتها ، أي: إن فعل هذه الأفعال وأتى بها انحلت عنه العقد ، وتخلصت عن وثاق الغفلة ، فأصبح بنشاط وأريحية وميل إلى الطاعة ، وإن لم يفعل ذلك بقي عليها أثر تلك العقدة ، واستمرت الغفلة على قلبه ، وكان
كسلان يستثقل العبادة ، فتفوت عنه ، أو لا يتأتى منه كما ينبغي.
وقد روى هذا الحديث أبو هريرة.
…
290 -
871 - وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقيل: ما زال نائما حتى أصبح - ما قام إلى الصلاة - فقال: " الشيطان في أذنه ".
" وقال عبد الله بن مسعود: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل ، فقيل: ما زال نائما " الحديث.
" بال الشيطان في أذنه ": تشبيه وتمثيل ، شبه تثاقل نومه وإغفاله عن الصلاة وعدم انتباهه بصوت المؤذن وإحساس سمعه إياه بحال من بيل في أذنه ، فثقل سمعه وفسد حسه.
وقيل: إنه كناية عن استهانة الشيطان والاستخفاف به ، فإن من عادة المستخف بالشيء غاية الاستخفاف أن يبول به ، وإنما خص الأذن لأن الانتباه أكثر ما يكون إنما يكون باستماع الأصوات ، ولأنه منع الأذن عن استماع الأذان وصوت الدعاة.
***
291 -
873 - وقال: " ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ".
وفي رواية: " ثم يبسط يديه يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم؟ حتى يتفجر الفجر".
وفي رواية: " يكون كذلك حتى يضيء الفجر ، ثم يعلو ربنا إلى كرسيه ".
" وقال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة " الحديث.
لما ثبت بالقواطع العقلية والنقلية أنه تبارك وتعالى منزه عن الجسمية والتحيز والحلول ، امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع أعلى إلى ما هو أخفض منه ، بل المعنى به عما ذكره أهل الحق: دنو رحمته ، ومزيد لطفه على العباد ، ، وإجابة دعوتهم ، وقبول معذرتهم ، كما هو ديدن الملوك الكرماء والسادة الرحماء إذا نزلوا بقرب قوم محتاجين ملهوفين فقراء مستضعفين.
وقد روي: " يهبط من السماء العليا إلى السماء الدنيا " أي: ينتقل من مقتضى صفات الجلال التي تقتضي الأنفة من الأرذال ، وعدم المبالاة ، وقهر العداة ، والانتقام من العصاة ، إلى مقتضى صفات الإكرام المقتضية للرأفة والرحمة ، وقبول المعذرة ، والتلطف بالمحتاج ، واستعرض الحوائج ، والمساهلة ، والتخفيف في الأوامر
والنواهي والإغضاء عما يبدو من المعاصي.
وفي رواية: " ثم يبسط يديه يقول: من يقرض غير عدوم ولا ظلوم ، حتى يتفجر الصبح ، أي: من يقرض غنيا لا يعجز عن أداء حقه والوفاء بعهده ، عادلا لا يظلم المقرض بنقص مستحقه دينه وتأخير الأداء عن أدائه.
ومقصود الحديث: تخصيص هذا الوقت بمزيد الشرف والفضل ، وأن ما يأتي به المكلف فيه أرجى وأنفع.
****
من الحسان:
292 -
877 - عن أبي أمامة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وهو قربة لكم إلى ربكم ، ومكقرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ".
وفي رواية: " ومطردة الداء عن الجسد ".
(من الحسان):
" قال عليه الصلاة والسلام: عليكم بقيام الليل " الحديث.
" دأب الصالحين ": عادتهم ، وهو ما يواظبون عليه ويأتون به في أكثر أحوالهم ، من قولهم: دأب الرجل في علمه إذا جد فيه واجتهد ، ومنه