الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وثلاثة أميال ، سميت بذلك لأن السيول تبوؤها.
…
فصل
من الصحاح:
440 -
1564 - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها ".
(فصل)
(من الصحاح):
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ك تعاهدوا القرآن ، فوالذي نفسي بيده ، لهو أشد تفصيا من الإبل في عقلها ".
تعاهد الشيء ةتعهده: محافظته وتجديد العهد به ، والمراد منه: الأمر بالمواظبة على التلاوة والمداومة على تكراره ودرسه ، كيلا ينسى.
" فإنه أشد تفصيا " أي: أسرع تخلصا وذهابا وانفلاتا من الإبل المعقلة إذا أطلقها صاحبها ، أو لم يحكم قيدها ، ولم يعاهد عليها ، ، (عقل) تخفيف عقل جمع عقال ، ككتب وكتب في جمع كتاب.
441 -
1568 - وسئل أنس رضي الله عنه: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال: كانت مدا ، ثم قرأ:{بسم الله الرحمن الرحيم} ، يمد بـ {بسم الله} ، ويمد بـ {الرحمن} ويمد بـ {الرحيم} .
" وسئل أنس: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مدا ".
أي: كانت قراءته ذات مد ، أي: كان يمد ما كان في كلامه من حروف المد واللين.
…
442 -
1569 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن ".
" وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن ".
أي: ما استمع شيئا كاستماعه لقراءة نبي يتغنى بالقرآن ، يعني: أنه لا يقع عند الله تعالى مواقع القبول كلام حسن وقوعه ، والاستماع كناية عن القبول ، والأذن في الأصل إصغاء الأذن إلى المتكلم ليسمع ما يقوله قال الشاعر:
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به
وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا
والمراد من التغني: الجهر به ، ورفع الصوت ، ويعضده أنه جاء في بعض الروايات:" يتغنى بالقرآن " أي: يجهر به ووقيل: الترتيل ، وتحسين الصوت ، ويؤيده قوله عليه السلام ط ليس منا من لم يتغن بالقرآن " ، ولذلك جوز الشافعي رضي الله عنه القراءة بالألحان بشرط أن لا يغير اللفظ ولا يخل بنظم الكلام.
وقوله: " ليس منا ": يريد به الحث على التغني والتاكيد ، لا الوعيد بتركه ز
وقال أبو عبيد: " من لم يتغن ": معناه: من لم يستغن ، ليناسب قوله " ليس منا " فإن ظاهره وعيد ، وقد جاء في كلامهم: تغنى بمعنى: استغنى.
قال الأعشى ك
وكنت امرا زمنا بالعراق
…
عفيف المناخ طويل التغن
…
443 -
1573 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن " قال: آلله سماني لك؟! قال: نعم ، قال: وقد ذكرت عند رب العالمين؟! قال: نعم " فذرفت عيناه.
وفي رواية: " أمرني أن أقرأ عليك: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} .
" وعن أنس: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن "
المرا د: قراءة تعليم ، فإن المعلم إذا قرأ والمتعلم يسعه كان ذلك أشد اعتمادا عليه من أن يقرأ المتعلم ، وكان فيه تعليم حسن الترتيب والتأدبة ، وكيفية الترتيل ، وسائر هيئات القراءة.
…
من الحسان:
444 -
1575 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ك جلست في عصابة من ضعفاء المهاجرين ، وإن بعضهم ليستتر ببعض من العري ، وقاريء يقرأ علينا ة إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام علينا ، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت القاريء ، فسلم ، ثم قال:" ما كنتم تصنعون؟ " قلنا: كنا نستمع إلى كتاب الله ، فقال:" الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم "، قال: فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا ، ثم قال بيده هكذا ، فتحلقوا ، وبرزت وجوههم له ، فقال:" أبشروا يا معشر صعاليك المهاجرين! بالنور التام يوم القيامة ، تدخلون الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم ، وذلك خمس مئة سنة ".
(من الحسان):
" في حديث أبي سعيد الخدري: فجلس وسطنا ليعدل بنفسه فينا ".
أي: ليسوي بنفسه ، ويجعلها عديلا لنا بجلوسه فينا ، تواضعا ورغبة فيما نحن فيه.
…
445 -
1576 - وقال: " زينوا القرآن بأصواتكم ".
" وعن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم ".
قيل: إنه من المقلوب ، ويدل عليه: أنه روي أيضا عن البراء عكس ذلك.
ونظيره في كلام العرب قولهم: عرضت الناقة على الحوض ، والمعروض: هو الحوض على الناقة ، وقولهم: إذا طلعت الشعرى ، واستوى العود على الحرباء ، فإن الحرباء تستوي على العود.
ويجوز أن يجرى على ظاهره فيقال: المراد تزيينه بالترتيل والجهر به وتحسين الصوت ، فإنه إذا سمع من صيت حسن الصوت ، يقرؤه بصوت طيب ولحن حزين ، يكون أوقع في القلب ، وأشد تأثيرا في النفس ، وأرق لسامعيه ، فلذلك أمربه وسماه تزيينا ، لأنه
تزيين اللفظ والمعنى.
…
446 -
1577 - وقال: " ما من امريء يقرأ القرآن ، ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم ".
" قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما من امريء يقرأ القرآن ، ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم ".
أي: مقطوع اليد ، هكذا قال أبو عبيد ، واعترض عليه القتيبي ، وقال: تخصيص العقوبة باليد لا يناسب هذه الخطيئة ، وفسر الأجذم بالمجذوم التي بها تهافتت أطرافه ، وتساقطت أسنانه بالجذام ، وقول أبي عبيد أظهر لغة ، وأشهر استعالا.
ولعل معنى قوله (لقي الله أجذم): أنه يكون منقطع الحجة لا يجد سببا يتمسك به ، وتتشبث به يده ، فإن القرآن سبب أحد طرفيه بيد الله ، والآخر بأيدي العباد ،فمن تركه انقطع عنه يده ، فصارت كالمقطوعة ، وقد يكنى بعدم اليد عن عدم الحجة ، فيقال: ما لي بهذا الأمر يدان ، بمعنى ك ما لي به تمسك.