الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سليمان بن حمدان من جهة الحكومة السعودية وبين المستر وليم ج لنهان المندوب في الشرق الأوسط لشركة خط الأنابيب عبر البلاد العربية السعودية في ولاية ديلادير في الولايات المتحدة الأمريكية، والكائن مكتبها الرئيسي بشارع وست تنث 100 بمدينة ولنجتون، وقعت في تسع وعشرين مادة، وكانت في جدة، والاتفاقية برمتها نشرتها جريدة أم القري رسميًا رقم 4589/ 69 بتاريخ 8/ 22/ 1366 هـ الموافق 11 من يوليو 1947 م.
وفي هذه السنة عرضت مشكلة فلسطين علي هيئة الأمم، وذلك في جمادي الآخرة ورجب، وتألفت لجنة محايدة لحلها فأوحت بتقسيمها إلى ثلاثة أقسام: دولة عربية وأخري يهودية تمنحان الاستقلال بعد وصاية مدتها عامان، والثالثة منطقة دولية تشمل القدس والأماكن الدينية القدسة، وفاز قرار التقسيم هذا بأغلبية الأصوات في هيئة الأمم وذلك بتأييد 33 دولة، ومعارضة 13 دولة، وامتناع الباقين عن التصويت، وبذلك تقررت الموافقة علي التقسيم بأغلبية ثلثي الأعضاء.
وقد جري على مسلمي أهل الهند أشد العذاب وأفدح الظلم، ودار عليهم دور خطير في تاريخهم وحياتهم، وقتل منهم عشرات الألوف ومئات الألوف، فمنهم أصبحوا لا مأوي لهم، وهم يهاجرون إلى الباكستان، وقد استولى الأعداء علي أموالهم وأراضيهم، ولم يتركوا وسيلة لأذيتهم والبطش بهم والفتك بهم إلا أتوا بها، فلهذا قاموا يصرخون في الجامع العظام لا سيما في الحرم الشريف أمام بيت الله بمناسبة اجتماع المسلمين فيه وقت الموسم، وبالأخص حجاج بيت الله الحرام، وقاموا يعرضون ما يقاسونه علي المسلمين مستمدين منهم الدعاء والنصرة على أعدائهم، مشكلات ومصائب أمامها عقبات صعبة لا يعيدها ويحلها إلا القوة، ولكن أين القوة، أين المكاتفة، أين المعاضدة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونسأله تعالى المعونة والنصرة على كل مكائد.
ثم دخلت سنة 1367 ه
ـ
استهلت هذه السنة والعمال يكدحون في عملهم العظيم الذي كانوا يديرونه
في بذل الجهود لسحب الماء من عيون وادي فاطمة إلى جدة، وذلك أن صاحب الجلالة السعودية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن لما رأي ما يكابده أهل جدة ووفود بيت الله الحرام من قلة الماء العذب الذي لا يتحصل إلا من الكنداسة، وهي الآلة الفنية الحديثة فيما يستقطر من قصبها المصفية للماء العذب من مياه البحر المالحة، أو ما يستنقع ويجتمع من مياه الأمطار في الصهاريج، فكانت جدة محرومة من ماء معين يشرب منه سكانها، فعاشت هذه المدينة تلك السنوات كلها تقاسي آلام الحرمان من مادة الحياة التي لا حياة للناس بأمر الله إلا بها، ولا استقرار لهم إلا بتوفيرها ووجودها، فقد صدرت أوامر صاحب الجلالة الملك عبد العزيز بأن يشتري المقادير الكافية لشرب مدينة جدة من عيون وادي فاطمة، وأن يسحب هذا الماء منه علي بعد خمسة وستين كيلو متر من تلك المسافة إلى داخل جدة ليستقي منه سكان البلاد والحجاج والزوار كل ذلك علي حسابه وعلى نفقته الخاصة.
وإن هذا لشيء عجاب ومزية خصه الله بها، فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا، فسبحان من منحه هذا التوفيق، وقد تولي ذلك الأمر الوزير المسدد عبد الله بن سليمان تنفيذًا لرغبة صاحب الجلالة بما لديه من نشاط وهمة بكل ما تدعو إليه من جهود.
ولما كان في يوم الثلاثاء خامس محرم من هذه السنة وصل الماء إلى مدينة جدة وقد احتفل به الأهالي والمجاورون، وحصل لهم فرحة كبري لنجاح هذا المشروع الخيري تحت رعاية صاحب السمو الملكي ولي العهد سعود، وقام أهل جدة يهتزون طربًا في محفل عظيم حضر فيه الأعيان وتباري الشعراء والخطباء بما يضيق عنه الموسع، وسجلوها وثيقة تاريخية ودعوا لصاحب الجلالة أن يطيل الله عمره وأن يجزل له الثواب الأوفى والجزاء الحسن، وأن يتولى مكافئته عن المسلمين بالجنة أمين الله أمين.
وكان المحفل والمهرجان العظيم له ضجة في الشوارع والأزقة والممرات في جدة وشقوا جيوبهم يدعون من صميم الأفئدة بالأدعية المتوالية لجلالة الملك ولولي