الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لسانه لثة، فكان إذا تكلم جعل يستعين بيده على الكلام ويومئ بها مضمومة الأصابع، شجاعًا متواضعًا متقشفًا، دائم البشر وطلاقة الوجه، وله غيرة وقت الحاجة، وكان ذا معرفة بالتوحيد، عفيفًا متقللًا من الدنيا، سمح العريكة، لين الجانب مع ما منَّ الله به عليه من الصبر على قوارع الدهر والفقر والحاجة، ومات ولم يولد له أولاد، وكان يلهج بالدعاء في خلواته لربه بأن يهب له ذرية طيبة، والله غالب على أمره وحكيم في أفعاله، ولا ريب أن مصيبته ثلم كبير في أهل الإسلام.
ذكر تلامذته والآخذين عنه
أما تلامذته الذين أخذوا عنه فلا يمكن استيعابهم لكثرتهم، ومنهم من هو أسن منه، ومن هؤلاء من تعلم قبله ومعه، ولكن قد قال العلي العظيم:{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [الجمعة: 4]، وأنا أذكرهم على حسب معرفتي لهم، فممن أخذ عنه: عبد الله بن رشيد الفرج خطيب جامع بريدة ذو الفضل والزهد والورع، وكان فوق ما يقال عنه، وممن أخذ عنه الشيخ صالح بن أحمد الخريصي رئيس محكمة بريدة في الوقت الحاضر، وأخذ عنه سليمان بن عبيد، وأخذ عنه صالح بن عبد الرحمن السكيتي مدرس العلوم الدينية في معهد بريدة العلمي، وأخذ عنه صالح بن إبراهيم البليهي مدرس العلوم الدينية في المعهد نفسه أيضًا، وأخذ عنه ودرس عليه الشيخ محمد بن صالح بن سليم قاضي الخبر في المقاطعة الشرقية، وأخذ عنه سليمان بن حمود بن عبيدان، وكان شابًا قويًا في معلوماته، غير أنه اختطفته المنية في شبابه رحمه الله، وأخذ عنه علي بن إبراهيم بن صالح المشيقح، وأخذ عنه صالح بن إبراهيم الرسيني، وأخذ عنه صالح بن محمد التويجري قاضي تبوك، وأخذ عنه إبراهيم بن عبد العزيز الجبيلي، وكل هؤلاء أهل للقضاء والفتيا، وأخذ عنه الشاب الناسك الورع محمد بن عبد الله سليم بن خال المترجم، وأخذ عنه محمد بن موسى الحمود، وأخذ عنه علي بن مرشد، وأخذ عنه علي بن عبد الرحمن بن غضية قاضي الأسياح، وأخذ عنه نصيان الحمد، وأخذ عنه عبد الله بن محمد العجاجي، وأخذ عنه عثمان بن عبد الله بن معارك، وكان قد نال درجة القضاء في إحدى الجهات الشمالية، وأخذ عنه حمود
وصالح ومحمد أنجال عبد العزيز بن حمود بن مشيقح، وأخذ عنه عبد الله بن صالح بن حسين، وأخذ عنه فهد بن عبد العزيز بن سعيد مدير مدرسة رياض الخبراء، وأخذ عنه عبد العزيز بن عبد الله بن غصن وهو الذي كان يختصه لما بين العشائين في مراجعات المسائل من مصادرها، وأخذ عنه محمد بن عبد الرحمن بن فداء، وأخذ عنه حميدان بن عبد العزيز بن حميدان، وأخذ عنه ربيبه محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن سليم، وأخذ عنه غانم بن سدلان، وأخذ عنه محمد بن عبيد بن سلمي، وأخذ عنه محمد بن ناصر الهلالي، وأخذ عنه سليمان بن عتيق، وأخذ عنه سليمان بن عبد الله بن مشيقح، وأخذ عنه صالح بن محمد بن غانم، وأخذ عنه سعد ابن مرزوق العديم، وأخذنا عنه وتعلمنا منه وانتفعنا بعلومه وتقريراته، وجلسنا في حياته للتدريس في في النحو والفرائض بإجازته وكان يختصني لأسراره ويقدمني على سائر الطلاب في الأوقات التي كنت أدرس فيها عليه، ويستشيرني في بعض أموره كقوله لي مرة:
إني أكثرت من حفظ متون الفقه الموجزة كالعمدة والمختصر، وأخصر المختصرات، ودليل الطالب، أفلا كتفي بحفظ الإقناع وأترك ما سواه من المختصرات، وناولني مرة كتابًا وقال لي: انظر فيه فإن كان يصلح لي فأحبكه (1) والا فشأنك به، وكان يناصحني كثيرًا فرأى مرة معي جريدة أم القرى فسألني عنها؟ فأخبرته أني أخذتها لأرى صفة الواقعة على الملك في المسجد الحرام لا غير، فنهاني عن النظر في الجرائد لأنه لا طائل تحيها، وأشار علي أن لا أعتني بالجرائد فإنها تصد في الغالب عن العلم الشرير المحمدي، وتضيع الوقت في غير فائدة، وصدق والله في مقالته فإن الوقت من ذهب، فكيف يضيع في الجرائد والمقالات والمجون والمضحكات، فلو عمر الإنسان وقته في تلاوة القرآن ومراجعة الصحاح والسنن والمسانيد والتواريخ التي سلمت من الكذب لكان خيرًا له، وأهدى سبيلا، وانا لنرى غالب المفتونين بالنظر في الصحف والمجلات والجرائد قد اشتغلوا بها عما هو أهم منها، والله ولي التوفيق لا رب غيره ولا إله سواه.
(1) أحبكه يعني جلده جلدًا وقماشًا.