الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعمه، وله قوة نفس وشجاعة، والشبل من الأسود، وقد اختلف في سبب وفاته فقيل أنه طرد ضبيا وساق مفره سيارته فانقلبت به سيارته، وقيل كانت وفاته حينما قفل من الحج في اصطدام سيارته ولا ريب أنه توفى بحادث سيارته انقلابًا أو اصطدامًا، فالله المستعان، وكان موضع الأعجاب من والده الأمير محمد بن عبد الرحمن أديبًا مقدمًا ومحترمًا.
ذكر وفاة ملك العراق
ففيها توفى ملك العراق الشاب النبيل غازي بن فيصل الشريف رحمة الله على أموات المسلمين، وهذه ترجمته:
هو غازي بن فيصل بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد المعين بن عون الشريف الهاشمي القرشي، ولد سنة 1329 هـ وأبوه يقود الحملة إلى أبها لتأديب الأدريسي فسمي غازي تيمنًا بغزو أبيه، ونشأ في حجر والدته تحت رعاية جده الحسين بن علي لغياب والده زمن طفولته عن مكة يعالج الأحداث التي تتالت على بلاد العرب من إعلان الحرب العظمى إلى إعلان الثورة العربية، وما حصل في خلال ذلك وبعده، وقد تولى الشيخ ياسين البسيوني امام الملك حسين الخاص، إقرائه القرآن وتعليمه الكتابة والقراءة، ثم جيء له بحسن العلوي ليعلمه قواعد اللغة العربية وعلوم الدين الإسلامي، ثم إنه سافر بعد ذلك إلى بغداد فكان تحت إشراف والده مباشرةً، واختار له أساتذة ومعلمين يؤدبونه، فنشأ نشوًا طيبًا ونبت نباتًا حسنًا، وأعده والده لهذا المنصب الخطير وهيأه لهذا العمل الكبير.
ولما مات والده وله من العمر اثنتان وعشرون سنة توج ملكًا على العراق، وكان قد درس في اللغة الإنكليزية وركب إلى انكلترا، واستقبل في كل مصر وبلد استقبالًا فخمًا، ودخل المدرسة الحربية في بغداد كل ذلك في حياة والده، ولقد أصدر والده تعليمات خاصة إلى مدير المدرسة بأن لا يميزه في معاملة ولا يفرق بينه وبين زملائه، وكان في صفته وأخلاقه أشهل العينين، جذاب الملامح، قوي البنية،
مفتول العضد ممشوق القامة، منتصبها، كثير التواضع، جم الحياء، وكان أهل العراق يعظمونه لما يرجونه له في النهضة والاستقبال، ولما مات غازي في هذه السنة عين ابنه فيصل الثاني تحت وصاية ابن عمه عبد الإله بن علي بن الحسين.
وفيها توفى رئيس جمهورية تركيا مصطفى كما باشا، وقد قدمنا في سنة ولادته نشأته ودراسته، وذلك في حوادث 1298 هـ، ونذكر هنا شيئًا من أخلاقه وجراءته وأعماله، كان يمتاز بقوة الإرادة، وثبات العزيمة، والإقدام، والاستقلال بالرأي، وهو قليل الكلام إلا إذا كان الموضوع يهمه، فيتدفق تدفقًا، وينقلب إلى محامٍ بارع، وخطيب لسن، وقد روي عن والدته أنها جاءته على أثر اجتماعه مع إخوانه الضباط في بيته يعقدون آراء ضد السلطان عبد الحميد قبيل إعلان الدستور، فقالت له: بعد أن تبينت الغاية من الاجتماع: يا ولدي أريد أن تبين لي هل تحاول أنت وإخوانك أن تشقوا عصا الطاعة على السلطان، وله قوة سبعة أولياء، ولما أفهمها الغاية الحقيقية قالت له يجب التماس الحيطة يا بني، وتوفيت والدته تريرة العين بما بلغه من مجد ورفعة، وكان مصطفى صريحًا لا يعرف المداهنة، وله حظ في تقلباته وانتصاراته.
فمنها أن عصابة تألفت لاغتياله فرصدت له الطريق في بعض تنقلاته وأطلقت النار على رجل تظنه المترجم فأردت الرجل قتيلًا فأرادوا مصطفى وأراد الله سواه، ولم تقدر العصابة عليه، وذلك قبل وفاته بسبع سنين، فاتخذ البوليس بعد ذلك قوة الاحتياطات الشديدة للمحافظة على حياته، ولقد ضاد مصطفى كمال للسلطات وحيد الدين محمد وقام بتركيا فسطى سطوات تشيب الوليد، وما زال يضرب اليونان حتى كان آخر أمره أن نصب المدافع العظيمة على حصون أفيون، وكانت محكمة حيث ظن اليونان أنها لن تنال، فلما صبت المدافع نيرانها الحامية على الحصون احتل المدينة ودخلها وحمل اليونان خسائر بلغت عشرين ألف قتيل وواحد وستين ألف أسيرًا، ومن ضمنهم القائد العام، وكبير من الضباط، وخسر اليونان المدافع كلها، وكان يبلغ عددها سبعمائة مدفع، وجميع الطيارات، ومائة وستين ألف بندقية، وكمية عظيمة من الذخائر والمعدات.