الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وطلب منه أن تنحل الثالثة، وهذا كان في 2 رمضان من هذه السنة، ولكن الأمر كان على خلاف ذلك.
يحيى يبرم بيد وينقض بالأخرى
بينما يحيى يفاوض ابن سعود في السلم، وأنه تم تحديد الحدود إذا جنوده وسعاته يتقدمون في الجبال ويحتلونها، وهذه أنباء أمراء ابن سعود يراجعونه بما صدر من يحيى، فبعث أمير عسير تهامة حمد الشويعر ببرقية بتاريخ 28 شعبان تنبي بخيانة يحيى، وهذا نصها:
أنتم اتخذتم الإمام يحيى على صلاح، ونحن نكثر عليكم الكلام أول وثاني، وفي هذا اليوم وصلنا رجالنا الذين أرسلناهم للكشف على حالة بني مالك، فوجدوا آل خالد وآل سلمة محاصرين ربعنا، وقد رهنت القبيلتان المذكورتان عند ولد الإمام يحيى عشرة أنفار وأعطاهم عشرة صناديق مؤونة حربية وأوعدهم بعسكر، وهذا محقق.
وأيضًا وردنا كتاب من أمير بني مالك بواسطة أمير فيفاء يؤكد ما ذكر ويطلب منا الفزعة التامة بسرعة، وأنتم منعتمونا عن أدنى حركة، ونحن اعتمدنا أمركم لا فزعنا لربعنا ولا أدخلنا من كان يجيئنا من رعايا الإمام يحيى، أوقفتمونا وخليتم الإمام يلعب بالحدود، وهذا الأمر ما غرنا أخبرناكم يوم فيصل في تربة، ونحن ننخاكم على مسك الحدود لأن الجبال وخيمة، فإذا دخل فيها الشر قعد يحيى كما ذكرنا لكم هذه الحقيقة، واليوم يجب أن تفطنوا للحال إن كانت مراجعة يحيى لكم صحيحة، فهذا أول ما تخابرونه فقد أوقفتنا وأياديه تشتغل بالحرب.
وأيضًا ذكر أمير بني مالك أنه وصل عند السادة التابعين ليحيى المحاددين المفسدين من بني مالك ريثة ولا بينهم وبين الريثة المذكورة سوى رمية البندق، وغرض الإمام يحيى من تحريض الجبال لكي نوقع بهم فيكونون أعداءً لنا من جهة، ومن جهة ثانية يريد أن يشغلنا بهم عن نفسه، فنرجو أمركم لنا بالذي ترونه.
فلما أن ورد هذا الكلام أسماع ابن سعود بعث جوابه من الغد إلى أمير عسير
ما ذكرتم كله صحيح، ونحن ليس لنا مقصد ما إلّا كما عرفناكم سابقًا ولاحقًا وهو أننا ما نحب حرب يحيى ولا غيره، وقد كتبنا ليحيى برقية جواب برقيته التي وردتنا اليوم، وكتبنا له برقية بخصوص حادث بني مالك، ولا بد أن القوة التي نزلت من أبها أنها عندكم قريب، ونحن الآن ننتظر برقية يحيى وأنت أعمل الحزم وأخبرنا برأيك في جميع الحالات كلها حتى نكون على بينة وبصيرة.
ثم جاءت برقية من حمد الشويعر أمير عسير أيضًا إلى جلالة الملك في 29 شعبان، وهي هذه تقدم لجلالتكم أمس الماضي ما يكفي عن أخبار بني مالك.
وبتاريخه وردنا كتاب من أمير بني مالك يذكر أن المفسدين آل خالد وآل سلمة والظلمة مضايقينه بالمركز، وأنه وصل العبادل جنود الإمام يحيى عددهم ألف، وما يتنافر، فلما رأينا الحالة أرسلنا موترين إلى بلغازي وحرضناهم على المفزاع، وأيضًا لأمير بلغازي لإيصالها لربعنا، وبحول الله إن العدو معثور، وأحببنا إشعاركم.
ثم بعث أيضًا تعزيزًا لذلك إلى جلالة الملك: نحن ما منعنا عن بعض الأسباب إلّا ملاحظة لخاطركم، وإن شاء الله إن العاقبة لكم، روحنا موترين كما عرفناكم، وبها رجال معهم مؤونة إلى بلغازي وأهل فيفاء يأمرون عليهم بالمفزاع ويحزمونهم على المرجلة، وأخبرناهم إن رأوا منهم صدقًا وقومة فيعطون أمير بلغازي ويصلبونه ويمشونه مع بلغازي ليوصلوه لربعنا، فإن رأوا تراخي وعدم ثقة بهم يراجعوننا حتى نروح من عندنا قوة ونحن نبذل الأسباب لمباشرة المسألة الله يقسم ما كان الأصلح.
ثم إنه بعث إليه الملك عبد العزيز الجواب عاجلًا في غرة رمضان وهذا نصه:
أمير عسير بارك الله فيكم، ما ورائكم حسوفة، لكن تذكر من طرف العبادل ووصول عسكر من يحيى عددهم ألف ومائتان فهذا تعجبنا منه كثيرًا.
أولًا: إن الخبر وردكم من بني مالك، وأنت ذاكر لنا أنكم أرسلتم لجهة العبادل قوة وضبطتموهم، وأيضًا أنهم طلبوا منكم الأمان، إلى أن قال: وإنا قد عرفناكم أن جميع الحدود تجعلون فيها رجالًا طيبيين عليهم عمدة وسيارات ودواب طيبة
يواصلونكم الأخبار بالدقة بارك الله فيكم، أما الأخبار التي تجيئكم من الناس من الخارج بأنكم تخبروننا بها أو تجعلونها على بالكم فهذا واجب سواء من جاسوس أو من مخبر، وأما العمل الذي يعمل به ويعتمدون عليه الناس والعلم الذي يؤخذ ويكون مدار عمل فهذا يجب أن يكون من طورافكم ورجالكم الذين يعتمدونهم، المقصود أن العمدة على ما يصلكم من طوارفكم والعمدة على ما عرفناكم به سابقًا بأن تكونوا مستعدين حاضرين، وأنتم راقبوا قبائل يحيى من طرف ما ذكرتم، أخيرًا فالعمدة عليه ومنتظرون أخباركم السارة إن شاء الله.
ثم بعث جلالة الملك برقية أيضًا إلى أمير عسير حمد الشويعر يحرضه فيها على الاستعداد التام والحزم في الأمور، وهذا نصها:
9 رمضان تعريفكم لنا من جهة وصول جند يحيى لآل خالد أهمني كثيرًا وأقلق فكري، ليس خوفًا من خطرهم فهم بحول الله معثورين إن شاء الله، لكن قلقي لثلاثة أسباب:
الأول: أني ما ظننت أن هذا يصير أبدًا.
الثاني: أن كثيرًا من الأخبار التي تجيء في مثل هذه الأمور ما لها صحة.
الثالث: بعد ورود برقيتكم هذه وردتنا برقية من فيصل بن سعد بوصول خبر إليه من جابر يبغي هذه المسألة، فأنت ما فيك شك ولا حصل منك تقصير، عليك أن تبلغنا بجميع ما يبلغك، وهذا هو الواجب فيصل حرصناه يرسل من يجيب لنا حقيقة الخبر، ويرسل إنسانًا بصيرًا عند ابن طاسان حتى يعطينا حقيقة الخبر ويسعى في الإصلاح إذا حصل المقصود بارك الله فيك، رأيي أنه إن كان ما فيه مانع تراه فشد وانزل أبو عريش واجعل قوة على الساحل ومعها سيارات وأنت تروا في المسألة لأننا بين طريقين إن كان هذا الأمر قد فعله بحي فنحن قد لزمنا الأمر، ولا بد من الهجوم عليه، ذلك إذا كان حقيقة قد أرسل جنود لبني مالك، لكن أنت اعصب نفسك وأحضر قوتك بلا تعد على الحدود حتى تتضح المسألة تمامًا، وتعرف كيفيتنا بالضبط سواء كانت كذبًا أو حقيقة، لأنه إن هجمنا على يحيى
بموجب كذب ابن طاسان فهذا يكون خطأ منا ونكثًا للعهود والمواثيق التي بيننا وبينه، ويكون ابتداء الأمر اعتداء منا عليه وفتح شر ما للمسلمين منه صالح، ونحن ما خلصت مراجعتنا معه، فإن كان يحيى فعل المسألة حقيقة فيجب الاستعداد ويكون هجوم المسلمين عليه مرة واحدة في يوم واحد، أنت اجمع عزمك وحزمك مرة واحدة بالسياسة والتروي، لا تخلينا نقع في خطر إما هجوم على غرور أو ترك الحزم، وكلامي هذا ما هو شك في همتك وحزمك، لكن تعرف أن هذا الأمر يهمني، ومن النقص على المسلمين إذا كان حقيقة ولم نفعل، وإذا صار غير حقيقي وفعلناه يكون نقصًا أيضًا فبما أنك باذل نفسك دون المسلمين اهتم للمسألة بالتحقيق وتدبر برقياتي هذا جيدًا والله يوفقك للخير.
ثم جاء الجواب من حمد الشويعر برقيًا إلى ابن سعود بتاريخ 11 رمضان، وهو هذا: تذكر أنك تكدرت وأقلق فكرك ما ذكرناه لكم من وصول جند الإمام يحيى لآل خالد فهذا إن شاء الله مما يعينكم على عدوكم، لأن قصدك الصلاح، وأبشرك أن العاقبة لجلالتكم إن شاء الله، أما الخبر فهذا من ابن طاسان وقد تحققنا من جهات كثيرة ونحن آخذون بالحزم ومنتظرون أمركم بالحركة.
وهذا جواب الملك لحمد الشويعر في اليوم المؤرخ: ما ذكرتم كان معلومًا وأنا ممنون من أخبارك، وإني يوم أكثر عليك الكلام فلشيء معلوم أني واثق منك إلى حد النهاية أنك تفدي بما عندك وتحت يدك العزيزة المسلمين، ولا كلفت عليك في هذا الموقف إلّا أبغيك لمثل هذا الموسم، وأثق بالله ثم بك، وإن شاء الله إنك موفق فأنت إن شاء الله تجعل عملك في ثلاثة أمور:
أولًا: الوثوق بالله والحزم في الأمور كلها.
ثانيًا: مراعاة العدو وحركاته.
ثالثًا: تثبيت كل علم يجيئك لا من جهة العدو ولا من جهة الرعية، وأما المنازل ومصلحتها والأمر الذي يصدر العدو وفيه مصلحة فالرأي رأيك ويرى الحاضر ما لا يرى الغائب، وأنت أدرى بالمصلحة، وإن شاء الله أخبارك ما تنقطع عنا يوميًا،
صار شيء أو ما صار شيء أخبارك ترفعها يوميًا، وبالله ثم بكم كفاية هذه المجاوبات بين الملك وبين أمراءه.
وكان عبد العزيز بن سعود يجاوب أيضًا الإمام يحيى بجميع ما بلغه من أمور الخلاف التي تصدر على موظفيه ويعيذه بالله من الشقاق فيجاوبه يحيى باللطف واللين وأنه كذلك.
ثم إنه في يوم 16 من رمضان جاءت برقية من حمد الشويعر يذكر لجلالة الملك أن في الساعة السادسة ليلًا جاءه كتاب من أمير صامطة، ومن شيخ بني شبيل تحملها سيارة يذكرون له فيها أنه وصلهم نذير باجتماع جنود الإمام يحيى برئاسة ابن الوزير ومحمد بن سعد، وعبد الوهاب الإدريسي، وأنهم قد تواعدوا لمهاجمة صامطة يوم الأربعاء، وأنه قد قبض أمير صامطة على كتاب من حسن الأدريسي بختمه تاريخه 8 رمضان إلى محمد بن أحمد ساوي وهذا نصه:
من الحسن بن علي بن إدريس إلى الشهم الكامل العاقل أخينا محمد بن أحمد ساوي عافاه الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حال يصلكم هذا خذوا حذركم من السعودي لا يقبض عليكم، واتفقوا مع قبائلكم ومن تعرفونه من جميع أهل الجهة، فالفرج تحقق طبق المطلوب سريعًا انتظروا قريبًا.
وهذا جواب ابن سعود لحمد الشويعر على الفور: لم تصلنا برقيتكم إلّا في الساعة الثالثة ليلًا، أخبرنا أي ساعة دفعتموها لمركز اللاسلكي، أنت أخبرتنا بهذا الخبر ولكن لم تخبرنا ماذا ستعمل أنت، الآن مالك إلّا النجدة، أجمع جموعك وانحر صامطة، تحقق الخبر ودبر تدبير الحرب واضبط نفسك عن التعدي، وانظر في الأمر إن كان الأمر حقيقة فما دون الحلق إلّا اليدان، استعن بالله وأخبرنا بجميع حركاتك، فإن كان الأمر ما له حقيقة فأنت صرّ في المكان الذي ترى النزول فيه.
ثم جاء خبر برقي أيضًا من حمد الشويعر أمير عسير تهامة إلى جلالة الملك في 17 رمضان فيه أنه جاءه كتاب من أمير العارضة يذكر أنه وصل جبل العبادل أربعمائة نفر من جند يحيى زيادة عن الذين أتوا من قبل، وأن قصدهم في هذين اليومين مهاجمة
صامطة والموسم، حتى إذا مشينا إليهم قطعوا خط الرجعة علينا من القوات التي رتبوها في الجبال كما أخبرناكم سابقًا، ولذلك ننتظر أمركم في الحركة التي ترونها.
فجاءه الجواب برقيًا على الفور من صاحب الجلالة إلى حمد الشويعر علمنا برقيتكم وكل عدو إن شاء الله معثور ولا يتأسف غير فاعل السوء، ولا بد اطلعت على برقيتنا إلى يحيى وأنت خذ بالحزم والعزم ولا تفتر همتك، وليس عليك قاصر الجند الذي عندك من نجد ومن عسير كثير ولله الحمد، والجند متواصل من الرياض إلى فيصل، أوله عند فيصل والثاني في بيشة والثالث يمشي من الرياض، وتعرف أن الأمور كلها بالله ثم بالحزم والعزم والهمة القوية، وأنتم أجمعوا جموعكم على الحدود واضبطوا نفوسكم عن التعدي إلا أن هاجمكم أحد فلا حول ولا قوة إلا بالله، لا تهاجموا أحدًا حتى يبدكم بالهجوم، وأبشر بأن الله خاذل كل عدو.
وهذه أيضًا برقية من ابن سلطان في أبو عريش إلى جلالة الملك جاءت في 23 رمضان وردنا خط من أمير العارضة سعيدان بن محمد يفيد أن أهل سلا والمعين مع جند الإمام يحيى هاجموهم في العارضة، ويطلب الإمداد منا وقد أرسلنا خبرًا إلى حمد الشويعر في صامطة وسنمدهم بما يلزم، أحببنا إخباركم بذلك والعدو إن شاء الله معثور.
فجاءه الجواب من جلالة الملك إلى ابن سلطان في 23 رمضان: تراجعوا مع الشويعر بما يلزم، وقد أمرنا بزيادة الجند الذي عندكم، ومشى إليكم حالًا قوة من البحر، وقوة ستصلكم قريبًا من أبها، اعملوا الحزم وانظروا في اللازم بغير اعتداء.
وهذا نبأ أيضًا من حمد الشويعر إلى جلالة الملك بتاريخ 25 رمضان: لقد أخبرنا جلالتكم بما وقع وقدرة الله على سعيدان في العارضة، كذلك وردنا خط من علي أم يحيى راعي فيفاء يذكر أنه وصل بني مالك أحد عمال يحيى بالعزي ومعه جند ليحيي، أحببنا إعلامكم بذلك، وهذا قليل من كثير مما ورد من أمراء صاحب الجلالة السعودية في تلك الجهات من اعتداءات يحيى وجنوده على الملكة العربية السعودية.